مشروع شريكات حياة في نحف بدأ منذ سنتين ونيّف، وهو ضمن مبادرات صندوق ابراهيم من أجل دمج النساء في اماكن العمل، تركز المشروع في نحف السيدة نادية اسماعيل التي عملت في السابق في مجال العمل الاجتماعي اكثر من 15 عاما، وساهمت في تأسيس جمعية الجنى وكانت الرؤيا من أجل تغيير مجالات اقتصادية اجتماعية، مع الحفاظ على الهوية العربية الفلسطينية، وبالاساس العمل كان مع النساء، الفتيات، الطلاب وفي مجالات اخرى، واليوم نادية اسماعيل هي مركزة مشروع شريكات حياة في نحف.

بداية أكدت نادية اسماعيل انه من ناحية الاحصاء فإن نحف من ناحية الاحصار هي بالمرتبة الثانية في سلم الفقر، فنسبة البطالة، وبالتالي الفقر عالية جدا اضافة الى قلة المدخولات. هذا وتعاني نحف مثلها مثل سائر القرى والمدن العربية جراء سياسة التمييز وهذا يؤدي الى ركود اقتصادي وبالتالي يؤثر على كافة المستويات، التعليمية، الاقتصادية، الاجتماعية والسياسية، والانشغال في توفير لقمة العيش في حين ان سياسة الحكومات المتعاقبة تسعى الى تقليل اماكن العمل في الوسط العربي، حيث انه في الوسط العربي اكثر من 80% من النساء لا يعملن، نصفهن تحت خط الفقر وهذا يؤثر على مكانة المرأة على كافة المستويات، حيث انه أكثر من 50% من العائلات العربية تحت خط الفقر.

بكرا: هذا عن سياسة الحكومات المتعاقبة، لكن ماذا ايضا عن حصة المجتمع العربي المحافظ؟

نحن ناس اختياريون، ليس هناك من يتحكم بنا كليا بل نحن كوسط عربي نعيش في هذه الدولة، نحن نشهد تطورات على كافة الاصعدة لكن هناك تحديدات في مجالات المرأة، فالمرأة لايمكنها الخروج للعمل في مدن بعيدة جغرافيا عن المسكن، هذا بسبب ضعف البنية التحتية والاقتصادية في الدولة، وهذا يؤدي الى بحث المرأة للعمل في مكان قريب جغرافيا عن سكنها، وبالتالي تستعد المرأة لقبول العمل في شروط عمل سيئة وصعبة للغاية، وهذا واقع موجود في قرانا ومدننا العربية.

اضافة الى وجود نقوصات كبيرة في معرفة القوانين وشروط العمل لدى النساء العاملات عدا عن الخوف وعدم متابعة القوانين المساندة لعمل المرأة. صعوبة اخرى يؤثر على امكانية عمل المرأة هي اللغة العبرية حيث ان اللغة هي اساسية وغير قوية وهذا نتيجة عدم استخدام اللغة. هناك من يتهمنا بأننا شعب متخلف لكننا حقيقة نحن شعب منفتح متعلم حضاري وهناك نظرة خاطئة ضد المجتمع العربي.

بكرا: هل ترين ان قبول الرجل لعمل المرأة هو نتاج الوضع الاقتصادي ام إيمانيا بحق المرأة بالعمل؟

جوابي هو انّ الوضع الاقتصادي الصعب القائم هو الذي يحتم ويفرض على الرجل قبوله عمل المرأة  لكن ايضا يوجد من يؤمن بضرورة عمل المرأة بدوافع أيديولوجية. يجب كسر حاجز تقوقع المرأة في مجالات العمل وانحصار امكانية عملها، بل وأكثر من ذلك اقول انه يجب استغلال الضعف الذي فينا من أجل الخروج من هذه النفسية فلنا الحق بالعيش باحترام، حرية مساواة وبمسؤولية وبمستويات عالية.

بكرا: ما هي اهمية عمل المرأة وانخراطها في سوق العمل؟

ان فوائد العمل للمرأة كثيرة، فهذا أولا يقوي علاقاتها العائلية، وتشعر بأنها إمرأة منتجة فاعلة لها دور فعال في الحياة العائلية والاجتماعية، اضافة تحسن الوضع الاقتصادي داخل العائلة فهذا يؤدي الى تطوير ذاتية المرأة ومساعدتها للإنخراط في مجالات مختلفة وهذا يفتح المجال أمامها الاطلاع على مجالات اخرى منوّعة تسهم في تغيير البيئة الاجتماعية القائمة..

بكرا: كيف يستيطع مشروع "شريكات حياة" دمج النساء العربيات في سوق العمل؟

ان مشروع شريكات حياة في نحف استطاع ان يحقق انجازات كبيرة، فكانت الصورة القائمة بنحف عدم امكانية نجاح هذا المشروع في هذا البلد، لكنّا صممنا وعقدنا أول مؤتمر لنساء من نحف فتفاجأنا من الحضور حيث شارك به اكثر من 350 إمرأة من نحف، وبهذا نجحنا في كسر الصورة المسبقة عن نحف خاصة وأنه تزامن مع تأييد كبيرة من رجال كثيرين للمؤتمر ومنهم من عمل على ايصال النساء الى مكان انعقاد المؤتمر.

مشروع شريكات حياة يقوم على عقد دورات مختلفة في مجالات مختلفة فنحن نتابع المرأة منذ دخولها المشروع وندعمها لتتطور أكثر فأكثر يهتم المشروع بتقديم معلومات ومعرفة للمرأة، نقيم دورات ومنها دورات توجيهية، دورات لاتقان استعمال الحاسوب والبرامج المختلفة، دورة تقوية اللغة العبرية حيث ان النساء لغتهن بسيطة اساسية اضافة الى تعليمهن كيف يتصرفن في مقابلات مع اصحاب العمل ومن أجل التوظيف. كما ونرافق المرأة حتى انضمامها لمكان العمل ونتابع نجاح عملها وتقدمها وتطورها في مجال عملها الذي انخرطت به.كما ويتخلل المشروع جولات في مصانع وورشات عمل للتعرف اكثر على مجالات العمل المختلفة وتنظيم ايام دراسية وغيرها من الخطوات العملية التي تسعى لدمج المرأة في سوق العمل، كما اننا نجحنا في اقامة علاقات مع شركات وورشات عمل لاستيعاب النساء للعمل معهم

بكرا: ما هي نسبة نجاح المشروع بدمج النساء بالعمل؟


80% من النساء اللاتي دخلن المشروع عملن لمرة واحدة على الاقل في ورشات عمل مختلفة، نصفهن استمرين في العمل وتطورن في عملهن ونجحن في الارتقاء في مستويات عالية في مجال العمل وهذا انجاز كبير يحققه المشروع.

كلمة اخيرة؟

اقول لنسائنا نريد التغيير، والتغيير يبدأ من داخلنا بأن نؤمن بقدرتنا كنساء اولا، وكنساء بأقلية عربية بالبلاد.
يجب ان يكون لدينا الايمان بقدرتنا على العمل، وللمشغلين واصحاب العمل اقول ان للمرأة طاقات وامكانية تقديم خدمات عظيمة، الى جانب الاخلاص بالعمل والمسؤولية الكبيرة التي تتمتع بها المرأة العربية، ولمؤسسات الحكم اقول ان اساس الحياة في مجتمع سليم ان تكون المساواة كاملة، على كافة الاصعدة والمستويات، فمن الصعب ان نرى مجتمعا ديمقراطيا سليما لديه فئات مهمشة اقتصاديا، فتهميش النساء العربيات في بحوث كثيرة اثبتت ان سوق العمل القومي بالدولة يخسر مئات ملايين الدولارات نتيجة تهميش النساء العربيات.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]