تعزيز القيم التي نشأنا عليها من حب الأرض وحب الناس وخدمتهم بدون أن تننظر مقابل، تمكين المرأة إقتصاديا وتنشئة الفتيات على أسرار القيادة الشابة للدفع بالمجتمع نحو الأفضل كلها امور أخذت في الحسبان حين قامت مجموعة من الشباب المثقفين أهل نحف وفكروا وخططوا لتأسيس جمعية أطلقوا عليها إسم الجنى تيمناً بجني حصاد غزير وعالي الجودة، حصاد يتمثل بنهضة تربوية وإجتماعية وثقافية تجعل نحف وشبابها مثالا يحتذى به.هذا ما ترويه لموقع بكرا مديرة جمعية الجنى نسمات زيتون وهي بالإضافة واحدة من المؤسسات للجمعية بل ومن إختار الأسم والمقر المميز بحضوره والذي يختزل تاريخ المنطقة العربية برمتها.

سؤال: متى تأسست جمعية الجنى؟

تأسست الجنى عام 2001 بسواعد نخبة من المثقفين في القرية. حيث لمسنا الحاجة الى التكتل ووضع البرامج المختلفة في سياق عمل أهلي للدفع بالبلدة وأبنائها نحو الأمام وبخطى ثابتة وواثقة.

سؤال: حدثينا عن الدار الأثرية التي قمتم بإختيارها مقراً لجمعية الجنى؟

كان المنزل الأثري التابع لعائلة مطر أول موقع يخطر في بالنا نظراً لفرادته كموقع أثري يستحق منا كمثقفين الإلتفات إليه والعناية به. وإني أصدقك القول حين أقول أن ترميم هذا المكان وتحويله الى متحف شعبي وإعادة نبض الحياة إليه يعتبر بنظرنا المشروع الأول والأساسي الذي قامت الجنى بإنجازه. هذا البيت شاهد على تاريخ عظيم وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بالأرض وعبقها وحصادها. فالمكان يحتضن معدات قديمة وذكريات صامتة عن الكلام متروكة وراء أبواب موصدة. جئنا فتحنا الأبواب ورممناه واعدنا له جزءا بسيطا من زخم الحياة التي عهدها فالبيت مزدان بخوابي الزيت وحجر الرحى إضافة إلى انه يشتمل على معصرة للزيتون يتجاوز عمرها الأربعمائة عام. ما يعني أنه كان محط أنظار الجميع واليوم نريده أن يحتضن أهل نحف من جديد وخصوصا الفتيات والشابات أولئك هن سفيرات التغيير والتجديد وبنفس الوقت المسئولات عن حفظ ونقل تاريخنا العظيم للأجيال القادمة ولكن من موقع قوة وإعتزاز وليس من موقع خضوع واستسلام.

سؤال: حدثينا عن المشاريع التي تبادر الجنى إلى تنفيذها.

طبيعة المشاريع التي نبادر إليها مشتقة من أكثر من عامل. أول هذه العوامل هو جمهور الهدف الذي وضعناه نصب أعيننا. الشباب الصغار، جيل المستقبل الواعد. كان لابد من أن يقوم أحد ويملأ الفراغ. الجنى من الرواد الذين انتبهوا إلى أهمية تعزيز فكرة التوجيه المهني. لقد قمت بالمشاركة مع مدير المدرسة في نحف وبمساعدة صديقة الجمعية السيدة هنادي سعيد بالتخطيط ليوم دراسي استقطبنا من خلاله أشخاص وشخصيات من عوالم وتخصصات مختلفة. التقى بهم طلابنا وطالباتنا الذين حصلوا على فرصة الإنكشاف إلى معلومات متعددة المنابع والتوجهات لعلها استجابت على تخبطاتهم وأسئلتهم التي شغلت بالهم طويلا. لهذا اللقاء إسقاطات بالغة الأثر على طلابنا. فلا تنس أننا كمواطنين عرب محصورون أصلا بعدد من المهن المعدودة على أصابع اليد الواحدة وكان المطلوب نفض هذا الوهم الذي نحجز أنفسنا بداخله وحث طلابنا على طرق تخصصات ندر أن خضناها في السابق. تم توزيع كراس يفصل الشروط المطلوبة للتسجيل للجامعات عامة وشارك حوالي اكثر من 500 طالب وطالبة.

سؤال: الجنى، تتمحور أيضا في التمكين الإقتصادي للنساء.

هذا صحيح. تقوم الجنى بتجنيد أشخاص متخصصين لتمرير ورشة للفتيات والنساء بموضوع التمكين الإقتصادي وإدارة المصالح الصغيرة. نحن في الجنى نؤمن بالمراة وبقدرتها على لعب دور فعال وأساسي في مجال الإقتصاد. ولا يجوز أبدا الوقوف وقفة المتفرج وانتظار الفرج. فالتغيير بحاجة إلى خطة والتنفيذ بحاجة إلى مهارات يمكن إكتسابها وهذا ما نمرره للفتيات في صفوف العواشر ولغاية الثواني عشر. نبادر بالإضافة إلى دورات لتطوير القيادة المجتمعية وسط الفتيات. ويعتبر هذا برنامجنا الرئيسي الذي يهدف إلى تذويت مهارات القيادة والحزم والتحدث أمام الجمهور ناهيك عن التعليم العالي والإعلام والعمل.

سؤال: إنتهيتم مؤخرا من فعالية دامت شهراً ونصف الشهر. أقل ما يقال عنها تلاقح حضارات.

فعلا، كنت قد خططت طويلا لهذه الفعالية وتم الموافقة عليها. الحديث يدور عن إستقبال الجمعية لفتاتين أميركيتين في سياق برنامج يهدف الى دعم الجمعية من جهة من خلال قيامهما بترجمة برنامج الجمعية الى اللغة الإنجليزية والمساهمة في كتابة التقارير والتوجهات لمصادر تجنيد مختلفة ومن جهة أخرى تم الترتيب لمخيم لتعليم اللغة الإنجليزية بإطار المدرسة. بالتأكيد أن الفتاتين أحضرتا معهما ما عدا اللغة نزرا من الحضارة والثقافة الغربية الأمر الذي ترك أثرا طيبا في نفوس التلاميذ الذين استفادوا من هذا التلاقح على أكثر من وجه. وإشتملت اللقاءات على عرض افلام وقراءة القصص وإجراء المحادثات. ولم تخلو هذه الزيارة من جولات مشتركة ورحلات كثفت من غنى التجربة وفرادتها.

سؤال: ماذا عن ثقافة التطوع. هل لمستم تغييرا في هذا المجال؟

ثقافة التطوع بحاجة إلى نفس طويل وإيمان لا ينضب من طرف المؤسسات الفاعلة في الميدان وكذلك من طرف الشباب أنفسهم. نحن نلمس تغييرا، البعض يظهر لهفة وحرصا على الإلتحاق بالجمعية وتسيير برامجها. وأنا أستغل منبر بكرا للتأكيد على الدعوة والترحيب بكل من يجد لديه الوقت والجهد والأستعداد للإنضمام إلى جمعية الجنى. فالعطاء لا حدود له ومردود العطاء على الفرد لا قياس له.

كلمة أخيرة. لمن توجهنيها؟

كلمتي الأخيرة من شقين. الشق الأول كلمة شكر اوجهها للسيدة هنادي سعيد التي دعمت الجمعية من خلال كتابة المشاريع والتنظيم. يحضرني هنا واجب توجيه الشكر للسيدة نادية إسماعيل وهي مؤسسة للجنى وحاليا عضو إدارة ساهمت في إعداد التقارير المالية للجمعية. السيدة ليئورا آسا مستشارة تنظيمية ومجندة موارد ومرافقة لخطوات الجمعية. فدوى زيتون على عطائها للجمعية دون كلل. وفوق هؤلاء جميعا اوجه شكري وامتناني لوالدي وأسرتي الذين دعموني وما زالوا يدعمونني في طريقي الشاق وغير المعبد فلولاهم لتعذر المسير. والآن الى الشق الثاني: أنا أدعو الجميع إلى الأنتباه الى قيمة التطوع وبعده الأخلاقي والمعنوي وضرورة تربية أبنائنا على حب التطوع خدمة للمجتمع دون مقابل. جمعية الجنى تسعى من خلال برنامجها إلى خلق تواصل وسط الأجيال التي تستفيد من نشاطات الجنى وفعالياتها ليعودوا إليها للتطوع كمرشدين. والهدف هو استمرار هذه الحلقة حتى يستمر العطاء ويكتمل الجنى
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]