هنالك العديد من الطامحين والطامحات الساعين لتحسين ظروفهم الاقتصادية وبناء مستقبلهم علميا وماديا من خلال إنشاء مصلحة تجارية، والانخراط في سوق العمل والتسويق. لكن بعضهم يواجه مجموعة من العثرات، منها: عدم توفر الدعم المادي، نقص التثقيف الاقتصادي، قلة الخبرة، جهل كيفية إدارة المصلحة وإنجاحها.
في هذه الحالات، تكون الإمكانيات المطروحة أمامهم إما المغامرة، أو اختصار الوقت والتوجه لجهة تتبنى المشروع، تدعمه وترعاه. من هذه الجهات الداعمة الرائدة والمميزة، جمعية "ماطي الناصرة".


مركز ماطي الناصرة... "نجاحُك هو اختصاصُنا"


يقول محمد قسوم مدير عام مركز ماطي الناصرة والبلدات العربية في الجليل: "ماطي الناصرة هي جمعية غير ربحية، تعمل على دعم ورعاية المصالح الاقتصادية القائمة، والمصالح قيد الإنشاء داخل المجتمع العربي في الشمال والجليل، وهي واحدة من بين 25 جمعية منتشرة في أنحاء البلاد".
تقوم جمعية ماطي بتوفير برامج إرشاد وتدريب للمبادرين والمبادرات حول إقامة المصالح التجارية والانخراط بسوق العمل، وتسهيل حصولهم على وسائل الدعم اللازمة، سواءً في الجانب المادي والتسويقي أو الإداري ضمن شروط معينة.
أقيم مركز ماطي بمبادرة من عدة جهات رسمية وحكومية، من هذه الجهات: وزارة الصناعة والتجارة والتشغيل، وزارة تطوير النقب والجليل، سُلطة المصالح الصغيرة والمتوسطة في إسرائيل، تيببت وسُلطة تطوير الجليل، بالإضافة لمساندة من رجال أعمال وممثلي جمهور من داخل المجتمع العربي.


الاهتمام بالمصالح الصغيرة والمتوسطة ودعمها


يقول قسوم: "يهدف مركز ماطي لدعم وتطوير قطاع الأعمال وتعزيز الاقتصاد العربي والمحلي، كما يهدف للمساعدة في خلق فرص عمل جديدة.
وكما هو معروف، وكما في كل الدول المتقدمة والنامية، تشكـّل المصالح الصغيرة والمتوسطة حجر الزاوية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
فيما يتعلق بالتطوير الاقتصادي داخل البلاد، يوجد ما يقارب أربعة مئة ألف مصلحة، بين صغيرة، متوسطة وكبيرة، من بينها نحو 380 ألف مصلحة صغيرة ومتوسطة، بمعنى آخر 96% من المصالح المتواجدة في البلاد يتم تُعَرّيفها على أنها بين صغيرة ومتوسطة.
يـُحدد نوع المصلحة ( صغيرة أو متوسطة)، بحسب عدد الأفراد العاملين داخل المصلحة، مثلاً: مصلحة تشغل حتى 5 عمال وتكون دورتها المالية 10 ملايين شيكل تعد مصلحة صغيرة جداً، مصلحة تشغل حتى
50 عاملاً ودورتها المالية حتى 25 مليون شيكل، تكون ضمن تعريف المصلحة الصغيرة.وتعد المصلحة متوسطة عندما تكون دورتها المالية حتى 100 مليون شيكل، وتشغل نحو 100 عامل.
من خلال هذه النسب، نصل إلى نتيجة مفادها أن نحو مليون عامل يعملون في إطار المصالح القائمة المملوكة لمستثمرين ومشغلين من المجتمع العربي، والتي تعرّف على أنها مصالح صغيرة حتى متوسطة.
 

الخدمات التي يمنحها مركز ماطي...


ويضيف محمد قسوم: "تعتبر المصالح التجارية في المجتمع العربي محركاً رئيسياً للتنمية الاقتصادية الآنية والمستقبلية، ماطي الناصرة يساعد المبادرين والمبادرات في تحقيق أهدافهم من خلال الخدمات المطروحة، وذلك عن طريق الاستعانة من خلال المركز بمستشارين مؤهلين في مجالات متنوعة، وتقديم استشارات أولية من أجل اتخاذ قرار حول إقامة المشروع، وإعداد خطة عمل، واستشارة في مجال التسويق والإدارة المالية والبنكية وإدارة القوى العاملة. من خلال هذه المساعدة والمرافقة يجري تحسين مكانة المصالح الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة، والتي تحظى بنحو 80% من تمويلها من المؤسسات الحكومية".
واستطرد قسوم قائلا: "من خلال ماطي نقدم للمبادرين الدعم والتثقيف الاقتصادي، وبرنامج تأهيل القوى العاملة، الدفيئات التكنولوجية، برامج مركز الاستثمارات وغيرها.
هناك عدة مصالح سرعان ما تغلق بعد افتتاحها بمدة زمنية قصيرة، لا يشترط أن يكون السبب مادياً، بل إن كيفية إدارة وتسويق المصلحة هي الأخرى من الأسباب الأساسية لاستمرار ونجاح أي مصلحة".


تنظيم دورات وورشات عمل...


يقول قسوم: " نقوم من خلال ماطي بتنظيم دورات وورش عمل، ونحن نهدف من خلال هذه الورش لتطوير مهارات المبادرين وأصحاب المصالح الاقتصادية ورفع أدائهم من عدة جوانب، منها الإدارية، المالية، والتسويقية.
خلال الدورات، يتم تدريس المواضيع التالية: إدارة التسويق، دورة للمصدرين المبتدئين، حوسبة وإنترنت، تجارة الكترونية، دورات تشجيع المبادرات النسائية وغيرها...
بالنسبة لمصادر تمويل الدورات التعليمية والورش، فهي عادة ما تكون صناديق التمويل المتاحة، مثل صندوق مساعدة المصالح الاقتصادية بكفالة الدولة، صندوق كوريت، صندوق شيمش لمساعدة المبادرين الشباب وغيرها"...
التعامل بمشاركة مكاتب العمل لتجنيد العاطلين عن العمل...
يقول قسوم: "تقام هذه الدورات في بلدات عربية مختلفة من شمال البلاد والجليل: الناصرة، كفر كنا، شفاعمرو وسخنين. وذلك بالتنسيق مع مكاتب العمل وجمعيات مختلفة، بالإضافة للسُلطات المحلية التي تسعى إلى تجنيد العاطلين عن العمل وتشغيلهم".
ويضيف: "نسبة البطالة في المجتمع العربي عالية جداً مقارنة بالمجتمع اليهودي، ومن جهة ثانية، فرص العمل في محيط البلدات العربية قليلة جداً.
هنالك تعاون مشترك مع مكتب العمل، حيث قمنا ببناء برنامج بالتعاون مع مكتب العمل ووزارة الصناعة. يهدف هذا البرنامج لتأهيل قسم من الباحثين عن العمل وإعطائهم فرص إنشاء مصالح وإنجاحها".


معايير الانتساب...


يقول قسوم: "قبل افتتاح أي دورة، نقوم بعملية تصنيف للمنتسبين من المبادرين، ونقوم بالإعلان عن عقد عدة اجتماعات مع المبادرين من العاطلين عن العمل أو أصحاب المصالح، ونقوم بشرح أهداف البرنامج الذي تطرحه جمعية "ماطي"، وبناء عليه يتم اختيار الشخص المناسب من خلال الافكار التي يحملها والمشروع الخاص به".


"ماطي" الناصرة يبادر إلى برنامج "ابدأ مَشروعَك"


واختتم قسوم حديثه قائلا: "لقد تم الكشف عن مشروع عمل جديد أطلق علية اسم "ابدأ مَشروعَك"، وهو برنامج شامل ومتكامل، معّد للباحثين والباحثات عن عمل الراغبين في أن يكونوا مستقلين وأصحاب مصلحة اقتصادية. يهدف المشروع إلى تعزيز روح المبادرة الاقتصادية ودمج الباحثين عن عمل في سوق العمل، وتحقيق حلم الاستقلالية في العمل وتحويله إلى واقع. كل ذلك عبر توفير كل ما يلزم من دعم، استشارة وتوجيه لتحقيقه وتنفيذه.
يوفر هذا البرنامج حلولا شاملة للراغبين في أن يكونوا مستقلين ويرافقهم في تحويل فكرتهم التجارية إلى مشروع اقتصادي على أرض الواقع.
وهو كغيره من مشاريع ماطي، ممول بغالبيته من وزارة الصناعة والتجارة والتشغيل ومؤسسات أخرى، ويهدف إلى دمج الباحثين والباحثات عن عمل في سوق العمل عبر فتح المجال أمامهم لاقامة مصلحة تجارية مستقلة".

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]