من السهل علينا أن نرى توجه الباحثين إلى دراسة تأثيرات الهواتف المحمولة على أنسجة الرأس والرقبة، إلا أن باحثين من كليفلاند طرحوا تساؤلات أخرى.

فبعد أن أشارت دراستهم على الحيوانات إلى احتمال أن تكون الأمواج الكهرومغناطيسية مضرة لوظيفة الخصيتين، تساءل الباحثون عما إذا كانت الهواتف الجوالة تؤثر على السائل المنوي للرجال.

وقد خضع 361 رجلا متوسط أعمارهم 32 عاما من زوار عيادات العقم إلى تجارب في هذا الشأن، وذلك بعد أن تم تقييم عدد من الرجال جميعا قبل الدراسة، لرصد الحالات المرضية التي تؤدي إلى التأثير على وظيفة السائل المنوي لديهم.

وتم استبعاد الأشخاص المعانين من تلك الحالات من الدراسة.

وسجل كل مشارك في الدراسة عدد ساعات استخدامه الهاتف الجوال، كما قدم عينة من سائله المنوي لدراسته من قبل اختصاصيين لا يعرفون فترات استخدامه الهاتف الجوال.

وأفاد 40 رجلا بعدم استخدامهم الهاتف الجوال، و107 رجال آخرين باستخدامهم له لفترة تقل عن ساعتين يوميا، و100 رجل آخرين استخدامه لفترة امتدت بين ساعتين و4 ساعات، وأفاد 114 رجلا باستخدامه لأكثر من 4 ساعات يوميا.

وعندما شرع العلماء في تحليل النتائج فإنهم رصدوا ظاهرة التدني المستمر في أعداد الحيوانات المنوية، مع ازدياد ساعات استخدام الهاتف الجوال.

وإضافة إلى ذلك فقد تأثرت تركيبة الحيوانات المنوية بشكل سيء، وتدنت حركيتها ومقدرتها مع ازدياد فترة استخدام الهاتف الجوال.
وتثير الدراسة احتمالات مهمة ومقلقة تشير إلى أن تقنيات الاتصالات الحديثة قد تتداخل مع التواصل الأزلي القديم بين الرجل والمرأة.

وتجري الآن دراسات أخرى للحصول على نتائج إضافية، لكن علينا أن تتذكر دوما أن الهواتف المحمولة تتسم بخطر صحي مؤكد.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]