بنك مركنتيل ديسكونت، هو البنك الإسرائيلي الوحيد الذي تشمل إدارته المركزية ممثلين عرب، يشاركون بتخطيط استراتيجية وسياسة العمل، كما أنهم شركاء كاملون بعملية اتخاذ القرار.

هل من تحديات وعوائق في العمل... وماذا عن وجود تميز داخل مؤسسات البنك؟

يقول جرايسي: " كل عمل ومنصب له مسؤولياته والمهام المتعلقة به. التحديات التي تواجهني خلال عملي اليومي، تشبه أي تحديات تواجه أي شخص يعمل في هذا المنصب أو غيره، يمكن تقسيم هذه التحديات الى قسمين:

تأتي التحديات بشكلها الاعتيادي، التي تشابه تحديات أي منصب أو وظيفة أخرى. تتمثل وظيفتي بأني مدير مسؤول عن تطوير ودعم المصالح الاقتصادية داخل المجتمع العربي على مستوى سيدات ورجال أعمال، أصحاب المهن الحرة، وأرباب البيوت. هنالك تعاون مشترك بين البنك والزبون، في تمويل المصالح بما يتناسب مع الطرفين.

فيما يخص العلاقة بين الموظفين العرب واليهود، فإنها جيدة ويُحتذى بها. لا نشعر بوجود أي تمييز أو تفرقة بين الطرفين، سواء على صعيد الموظفين والعاملين في المصرف بكل فروعه أو على صعيد الزبائن. يتميز العمل باندماج الموظفين والإداريين بشكل ممتاز مع بعضهم البعض.
التقدم في العمل والترقيات تأتي على أساس الكفاءات العلمية والخبرة،ولا تمييز بين الوسطين. يتمتع المدير بصلاحيات واسعة في إطار منصبه، لديه الصلاحيات الكاملة لاتخاذ القرارات المناسبة، لا يوجد فرق بالصلاحيات والإمكانيات. التحديات التي تواجه مدير المصرف هي ذات التحديات التي تواجه اي شخص آخر خلال عمله ودوامه.

يـُقسم بنك مركنتيل إداريا إلى خمس مناطق،القدس، تل أبيب والمركز، حيفا، الناصرة وعكا. 75% من القرارات يتم اتخاذها على نطاق محلي وعلى مستوى المنطقة نفسها، وهي بالأساس تكون من أجل خدمة الزبون ومصلحته. نحن نخدم الوسط الذي نتواجد به ونتفاعل معه.

جرايسي: " ينقصنا التثقيف الاقتصادي وإدارة شؤون العمل"...

يقول جرايسي: "خلال السنوات الأخيرة بدأنا نلمس وجود نقلة نوعية بين صفوف المستثمرين من رجال وسيدات أعمال وأصحاب المصالح، حيث بدأوا بالتوجه إلينا مزودين ببرنامج عمل مدروس ومفهوم من ناحيتهم.

أصبح المبادرون والمستثمرون من رجال وسيدات الأعمال اليوم أكثر وعيا من السابق. في الماضي كان المستثمر يقدم على مشروع بشكل عشوائي غير مدروس، وقد كانت استمرارية مصلحته ونجاحها يعتمدان على الحظ، دون أي استشارة أو دراسة.

أما اليوم، فقد اختلف الوضع، خصوصا مع وجود مستشارين اقتصاديين مؤهلين في المصارف والشركات الخاصة. وعلى الرغم من النقلة النوعية الحاصلة، إلا أن الوضع ما زال يشير إلى أن لدينا نقص بالتثقيف الاقتصادي وإدارة شؤون الشركة والعمل عند بعض أرباب المصالح وسيدات ورجال الأعمال.

كيف نقوم بالتثقيف الاقتصادي؟

أحد الأمور الهامة التي نجحنا بالقيام بها خلال الفترة الأخيرة، هي رفع مستوى الثقافة الاقتصادية، وخاصةً لدى رجال وسيدات الأعمال. كذلك نجحنا بهذا لدى أرباب الأعمال والمصالح، بالإضافة لتوعية السيدات وربات البيوت حول الاستثمار بمشاريع معينة يمكنها أن تكون مصدر رزق بالنسبة لهن.

لدينا في كل فرع من فروع المصرف قسم خاص بالاعتمادات، ويعمل بهذه الأقسام أشخاص مؤهلون وأصحاب اختصاص. هذا طبعا بالإضافة إلى المؤتمرات والأيام الدراسية والمحاضرات التي نقدمها للجمهور، والتي نقدم من خلالها العديد من الاستشارات والإرشادات المهنية الهادفة لإلقاء الضوء على المخاطر التي من الممكن أن تواجه المستثمرين وأرباب المصالح.

من مهام بنك مركنتيل داخل المجتمع العربي، زيادة التثقيف والوعي الاقتصادي. في الوقت الحالي، نلمس وجود تغيير جذري بين أرباب المصالح وأصحاب المهن الحرة. وعند إجراء المقارنة بين مستوى المفاهيم الاقتصادية ونجاح سوق العمل في داخل المجتمع العربي، فإنها تتوازى مع ما هو موجود في المجتمع العام ، ليس هنالك فرق بين المجتمع العربي واليهودي.

جرايسي: " البنك ليس مؤسسة هدفها الفائدة بل مصلحة الزبائن"..

يقول جرايسي خلال حديثنا معه: "يختلف المصرف عن مصادر التمويل الأخرى كالصناديق الممولة"، والتي عادة ما يكون هدفها هو جني الأرباح من خلال الفائدة المالية الناتجة عن القروض المالية التي تتيحها للزبائن".

البنك ليس مؤسسة هدفها الفائدة فقط، بل مصلحة الزبائن أيضاً. الفائدة هي ثمن النقود وليست الهدف. في حال رأينا أن القرض يؤثر على مصلحة الزبون نحن نمنع ذلك، وننصح الزبون بعدم الإقدام على هذه الخطوة التي من الممكن أن تضيق عليه وعلى نجاح مشروعه، هدفنا هو إنجاح المشروع وليس قتله بديون القرض.

مصلحة البنك ليست فوق مصلحة الزبون، فهما يتوازيان مع بعضهما البعض. ما يضر الزبون يضر البنك، فهناك العديد من القواسم المشتركة بين الطرفين.

معظم المشاكل التي تصادفنا خلال التعامل مع الزبائن، تنطوي على تأخيرات في تدفق السيولة المالية، التي من الممكن أن تكون مؤقتة وسرعان ما تتم معالجتها، أو عدم تسديد القرض بالوقت اللازم نتيجته فجوة في تغطية النفقات وتكون هذه المشكلة متعلقة بالدخل.

وظيفة البنك أن يكون داعما ماليا للمصلحة، وأن يقوم بإعطاء كفالة مالية للاستثمارات، تقديم ومنح الاستشارات الاقتصادية والتسويقية لأصحاب المصالح، خصوصا الذين تنقصهم الثقافة الاقتصادية والخبرة بإدارة الأعمال.

حملات دعائية مميّزة لكل المواسم ...

يقول جرايسي: "يتميز بنك مركنتيل بالحملات الإعلانية التي يقوم بها بين الحين والاخر، وخاصة الحملات الإعلانية الموسمية، مثل الحملة الخاصة بطلاب الجامعات والكليات الأكاديمية، التي نهدف من خلالها لدعم الطلاب وتمويل جزء من دراستهم من خلال القروض والمنح التي نقدمها خلال الحملة، حيث يمكنهم البدء بتسديدها بعد الانتهاء من التعليم. يهمنا أمرهم لكونهم بناة المستقبل، رجاله وسيداته.

كذلك، هنالك حملة الأزواج الشابة المقبلين على الزواج، من خلال منحهم قرض مع تسهيلات في سداد القرض وبشروط مناسبة وملائمة. القوّة في الحملة هي في كيفية ترجيع القرض، اهتمامنا الأساسي هو أن يكون القرض عاملا مساعدا للزبون وليس عبئاً عليه.

حملة إنطلق مع مركنتيل... التي تطلق للمرة الثالثة، ومن خلالها يقوم البنك بتمويل جزء من قسط الدراسة الأكاديمية لطلاب الجامعات والكليات، بعد أن يتم اختيار الطلاب وفق معايير أساسية، هي وضعهم الاجتماعي والمادي، وكذلك تميزهم بالدراسة وتفوقهم بالتحصيل العلمي"، بالإضافة لذلك، على الطالب القيام بعمل تطوعي يتمثل بتقديم 100 ساعة تعليمية لتلاميذ مدرسة ثانوية من بلده. هذه المنحة توزع على الطلاب من النقب حتى الشمال، ونهدف من خلالها لزرع ثقافة التطوع والمساعدة بين أفراد المجتمع وتنمية روح العطاء التي نفتقدها في مجتمعنا.

حملة إضافية، كانت هي الأخرى على مستوى قطري، هي حملة "حاسوب في كل بيت" التي قمنا بها في بلدات وقرى مختلفة في كافة أنحاء البلاد، وهذه الحملة مدعومة من قبل ديوان رئيس الحكومة.

كيف يمكن جذب المستثمرين الجدد للبنك؟

يقول جرايسي: إمكانية جذب المستثمرين تتعلق بشكل أساسي بـ "شطارة" البنك نفسه، وذلك من خلال الحملات الإعلانية التي يتم إطلاقها عبر وسائل الإعلام المختلفة المتاحة، والتي تعتبر جزءا من عملية جذب المستثمرين والزبائن.

هنالك إقبال نسائي ملحوظ على خوض مجال الأعمال والاقتصاد، وإنشاء مصالح تجارية، نحن ندعمهن ونشجعهن. نسبة النساء العاملات في البلاد تصل إلى 1/3 اليوم.

مؤتمر قطري يهدف لزيادة التقارب بين اداريي مركنتيل...

في الأسبوع الماضي عُقد في فندق "غولدن كراون" الناصرة مؤتمر جمع 150 من مديري الفروع والأقسام في بنك مركنتيل من مختلف أنحاء البلاد. وهو اجتماع سنوي يعقد لمدة يومين متتالين، وهذه هي المرة الثانية التي يعقد بها هذا المؤتمر في الناصرة خلال السنوات الأربع الأخيرة.
شارك في المؤتمر رئيس مجلس ادارة مركنتيل "يوسي باخر" ، الذي شغل سابقا منصب مدير عام وزارة المالية، وقد قام بإلقاء محاضرة عن الاقتصاد في إسرائيل، وعن كيفية اتخاذ القرارات، وتطوير الحقل الاقتصادي والحفاظ عليه. وتخللت اليوم الأول من المؤتمر جلسات نقاش ومداولات حول الوضع الاقتصادي القائم وسوق العمل.

أما اليوم الثاني، فقد كان عبارة عن يوم ترفيهي للمشاركين، تخللته زيارة إلى عدة بلدات في منطقة الشمال. الهدف من المؤتمر هو بلورة ودمج الطاقم والتقريب بين أفراده بعيدا عن ضغط العمل.

وعن إختيار مدينة الناصرة يقول جرايسي: "إن دل هذا الأمر على شيء، فإنه يدُل على أهمية الناصرة. فالفروع العربية تشكل 1/3 عدد الفروع الإجمالية في البلاد.

نحن نعمل على استراتيجية تهدف للتواجد في معظم البلدات العربية وخدمة المجتمع العربي، واليوم فإننا بصدد افتتاح فروع لنا في منطقة المثلث، من خلال المنافسة الشريفة بيننا وبين المصارف الأخرى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]