بطاقة تعارف

الاسم: إيمان زعبي.
البلد: الناصرة.
متزوجة وأم لثلاثة أولاد.
دنى (14)، لؤي (11)، وطارق (7).
التعليم: B.A اقتصاد وإدارة حسابات - جامعة حيفا.
المهنة: مراقبة حسابات، مستشارة ومرافقة للمصالح، مستثمرة وسيدة أعمال.
من مبادراتها: شركة أميران، بيت الضيافة – المطران، وبيت المعروضات - شبابيك.

أذكر يوما حدثتني صديقة لي عن صبية اسمها إيمان اقترنت بشريك عمرها واسمه أمير، فولدا شركة لإدارة ومراقبة الحسابات وتقديم الاستشارة تحمل اسميهما. أميران جمعت أمير وإيمان، وأما بالنسبة لي فقد انخرطت في ذاكرتي كونها جمعتني بحالة نسائية خارجة عن المألوف، سيدة مستقلة فكرا وعملا في حياتها ومذهبها، مؤمنة بقدراتها وثابتة الخطى في مبادراتها ومسار استثماراتها.

ولادة " أميران "

بدأت إيمان زعبي مسارها المهني في العام 1994 مراقبةَ حسابات مستقلة، مباشرة بعد أن أنهت تعليمها الأكاديمي في جامعة حيفا بموضوع الاقتصاد وإدارة الحسابات، إذ أدركت حينها تماما ما الذي تتوخاه من نفسها وتريده في حياتها، وهو أن تكون صاحبة مصلحة مستقلة وليس أجيرة. " المبادرة تأتي من الأشخاص المستقلين، ومن يريد أن يتطور ويتقدم في حياته وأعماله عليه أن يبادر وأن يخلق الفرصة لا أن ينتظرها." تقول إيمان؛ ومع اقترانها بزوجها أمير زعبي، الخبير الاقتصادي الحاصل على اللقب الثاني في الاقتصاد من التخنيون، أقاما شركة ((أميران)). تُرافق إيمان خلال عملها في الشركة العديد من المصالح وتقدم لهم الاستشارة بما في ذلك المصالح النسائية.

"بالمجمل المرأة مديرة ذكية" تقول إيمان، "عمليا كل امرأة أثبتت جدارتها في إدارة مصلحة اسمها البيت، فسيدة البيت تُحدد وتدير ميزانية البيت، ورغم أن الرجل هو المسؤول عن الدخل، إلا أن المرأة هي من يتصرف بالمدخولات والمصروفات". وأكثر من ذلك، ترى إيمان أن احتمال نجاح المرأة في إدارة المصالح كبير كونها تأخذ بالحسبان عامل الخطورة وتسعى إلى التغيير، "الخوف والحذر يساهمان في نجاح أو فشل المصلحة، بالنسبة للبعض هذان العاملان قد يشكلان عائقا في تطور المصلحة، أما بالنسبة لي فأنا اعتبرهما عاملان داعمان للمصلحة، توظيفهما يأتي للدفاع والمحافظة على المصلحة. من سمات المرأة أيضا، أنها تتفاعل وتتجاوب أكثر مع كل ما تتلقاه من شورى ونصيحة، الأمر الذي يقلل من امكانيات الخطأ لديها ويزيد من احتمالات نجاحها؛ ربما السبب في تفاعل المرأة يكمن في رغبتها الجامحة بالنجاح، وبالتالي التأثير من موقعها، ورفع وتغيير مكانتها الاجتماعية."

لولا الغيرة ما كان المطران..

المطران بيت ضيافة مميز في قلب البلدة القديمة، بادرت إليه إيمان واستثمرت به بمشاركة ماعوز حانينو، وهو شخص أحب التجوال وقام برفقة زوجته وطفله بالطواف حول العالم، ليعود عازما على إقامة بيت ضيافة في أحد المواقع المثيرة في البلاد، ولم يجد أنسب من مدينة الناصرة. استأجر ماعوز بيت فوزي عازر وأقام فيه بيت الضيافة، هذا الأمر أثار حفيظة البعض، لكن بالنسبة لإيمان أثار لديها "غيرة بناءة"، "ما الذي يجعل الغريب يستثمر في البلدة القديمة ونحن أبناء هذا البلد بدورنا لا نحرك ساكنا؟" وبعد التحقق من هوية هذا الشخص والتأكد من مصداقية أهدافه، ونواياه، وأعماله لم تتردد إيمان في مشاركته وإقامة بيت ضيافة المطران المستأجر من عائلة قطوف.

وعن شراكتها مع ماعوز تقول إيمان: "الشراكة في الأعمال لا تقتصر على تقاسم الخسارة وجني الأرباح، إنما تقوم أيضا على تبادل الخبرات واكتسابها والتعلم من الآخر، خاصة إذا كان للشريك إلمام وخبرة أوسع بالموضوع، وإمكانيات وفرص أرحب بالمجال.. أنا مستعدة للمشاركة في الأعمال حين يكون لشريكي أفضلية عليّ."

الاستثمار الأفقي أفضل للمصلحة

في إدارة بيت الضيافة تتبع إيمان سياسة التوسع الأفقي، ذلك يعني أنه بدلا من استثمار المال في شراء عقار واحد، وتحويله إلى بيت ضيافة، تستثمر الفائض لإقامة مشاريع جديدة، بما في ذلك استئجار بيوت أخرى، وبهذه الطريقة تكون جميع الأطراف رابحة، بما في ذلك أصحاب العقارات؛ كذلك الأمر في إدارة الأعمال، إذ تسعى إيمان إلى التنويع في مبادراتها واستثماراتها. "نجاح المصالح يقاس بقدرتها على استيعاب وتشغيل عاملين جدد وباستمراريتها، أي بوجود دخل يضمن بقاءها، وبما أن لكل مصلحة عمر - بداية ونهاية، مهم جدا التنويع والتجدد في الأعمال والمشاريع، هذا التنوع كمن يغرس جذور جديدة ثابتة من شأنها أن تُشرّش المصلحة الأساس"، ولتعزيز بيت الضيافة، المطران، كان لا بد من فتح شبابيك جديدة.

شبابيك تطل على التواصل

شبابيك استثمار جديد (2010) خاص بإيمان، وهو عبارة عن بيت قديم، داخل البلدة القديمة في مدينة الناصرة، للمعروضات الفنية والأعمال اليدوية المتميزة والجميلة: حِلِي، وتطاريز، ومصنوعات تراثية، أعمال زجاجية وفخاريات محلية. مشروع شبابيك لم يفتح المجال لتشغيل أيادٍ عاملة وحسب، إنما فتح أيضا شبابيك للتمكين الاقتصادي والتواصل مع نساء وسيدات من البلاد والضفة الغربية، يعملن بمجال التصميم والتطريز، ليعرضن ويسوقن أعمالهن.

تستثمر إيمان جهدا ومالاً في التسويق، ووقتا وفكرا في انتهاج أساليب تسويق غير تقليدية، فهي تعي جيدًا أهمية التسويق على أنها لبنة أساسية لبناء وتطور المصلحة، لكن ليس بالتسويق وحده تنجح المصلحة، إنما بتسويق منتج حسن وعال الجودة، وعن هذا الجانب تقول إيمان: "أولا يجب الاستثمار بالمنتج، ثانيًا الاقتناع والإيمان به، ومن ثم تسويقه لجمهور الهدف المناسب.. في شبابيك، نتوجه أولاً لأبناء المنطقة ومن ثم للسائح، خلافا لسياستنا التسويقية الخاصة ببيت الضيافة - المطران، رغم أن المنتجان يكملان بعضهما البعض ويساهمان في تحقيق هدفنا ورؤيتنا."

الرؤيا والفرصة

"السوق والبلد القديم مركزا جذب للسائحين، هما القلب النابض لكل موقع سياحي إلا لنا.." تقول إيمان وتتابع: "هما يقبعان على هامش المبادرات والاستثمارات، حتى من المبادرين الشباب أبناء البلد الذين يرون بالاستثمار فيهما مجازفة يرافقها مستوى عالٍ من الخطورة. أقيّم، أنا شخصيا، الوضع بمنظار مختلف، أرتكز على الجانب الايجابي وأرى بهما الفرصة التي من خلالها ستتحقق الرؤيا، وهي ترك بصمة وأثر لنا في مسقط رأسنا من خلال إحياء ولو جزء من السوق والبلد القديم، عن طريق إقامة مشاريع ناجحة اقتصاديا تعكس الواقع الثقافي والانساني للمجتمع العربي."

من معجم إيمان

الإدارة: إلمام ومعرفة للذات والآخر.
الفرصة: موجودة دائما، وإيجادها يتعلق بالإنسان، قدراته، ثقافته، وخبراته.
اتخاذ القرار: يعتمد على الحس النابع من معرفة وخبرة، وليس من فراغ.
المصالح العربية: مصالح غالبا عائلية، مما يثقل على عملية اتخاذ القرارات السليمة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]