واحدٌ من الفنانين الواعدين، الذين لم تسمح لهم ظروفهم باقتحام عالم الرسم، لكن بأدواته الفنية، استطاعَت لوحاته أن تفرض نفسها على الطمراويين في مركز المدينة.

ويعترف الفنان عامر عواد من طمرة أنّ دخوله عالم الفن التشكيلي لم يكن سهلاً، بذل فيه الكثير من الجهد والسهر ليتمكن من إثبات جدارته، إلا انّ قسوة الحياة، واهتمامه بقوت يومه، لم يعطه الفرصة الكافية للوصول إلى ما يطمح اليه .

عامر عواد، صاحب ملحمة، ويعمل منذ فترةٍ طويلة في بيع اللحوم للزبائن، ولعلّ كثيرين يجدون متعة بدخول ملحمة، تعرض رسوماتٍ تستحق الاهتمام.

ويشعرُ الفنان التشكيلي عواد أنه يملك الدنيا عندما يبدأ باستعمال ريشته، وتشكيل لوحته كما يريد هوَ، لا كما يهوى الآخرين، عكس تقطيع اللحوم، حيثُ يُضطر لإعطاء الزبائن ما يطلبونه هم.

"الظروف المادية الصعبة لم تساعدني أن اتفرغ لموضوع الرسم والفن، خاصةً أنّ مجتمعنا العربي لا يمنح الفنان الكثير من الدعم، ولا ويتركه يعتاش من فنه، من خلال شراء لوحاته"، هكذا علّل عواد انشغاله بالعمل في الملحمة.

ولم يكن من السهل على عامر أن يتنقل بين الريشةِ وما تعنيه من نعومةٍ وما تمنحه من هدوءٍ للفنان، وبين السكينة التي يفرم بِها قطع اللحم، وما يحدثه هذا العمل من قسوةٍ، تلك الأداة القادرة على تقطيع الأوصالِ وإسالة الدماء، هي بالنسبة لصاحب الملحمة، عادةٌ ألِفَها، وصارت بالنسبةِ له نهجاً يعيشُ معه لكنه لا يعيشُ من أجله، فللفنِ المكان الأول والأخير في قلبه، وهو يطمح إلى مواصلة المشوار واختراق الأبواب الموصدة.

ويرى عواد أنّ الرسم هو صديقه الوحيد وغداء الروح، ومن خلاله يستطيع ان يخرج ما في اعماقه، من مشاعر حزينة وفرحة أيضًا.
وعن فنه يقول عواد: "كنتُ أتمنى أن أجد دعمًا أكبر من أشخاصٍ معروفين بفنهم، لكن للأسف، يبدو أنّ كل واحدٍ منشغلٍ بهمه الشخصي، لكنني مع ذلك راضٍ عن نفسي، وعما وصلت اليه، لكنني كنتُ آمُل أن أجد من يتبنى موهبتي وأن يحتضن لوحاتي لأتمكن من بيعها والتفرغ للعطاء وللانتقال الى عالمٍ كله فن".

مع ذلك يشعر عامر عواد، أنه كافح وسيواصل كفاحه من اجل إيصال فنه، وأنّه يعتز بمن يشجعه ويرى فيه فنانًا جديرًا بالاهتمام.
وعن اهتمام المجتمع العربي بالفن والفنانين قال عواد: للأسف مجتمعنا لا يعطي الفنان حقه من التقدير، وكأنّ الفن لا قيمة له، بينما العالم المحتضر يحتضن الفنان، ويتركه ينقش اللوحات عبر ريشته أينما كان.

وأضاف عواد: "مَن يشتري اللوحات؟! إنهم قلة قليلة، وإن قاموا بالشراء فكم سيدفعون؟! لأسبابٍ معروفة أولها الوضع المادي الصعب الذي نعيشه، والسبب الثاني، أنّ الفن بالنسبة لكثيرين هي على درجة ثانية من الاهتمام، بينما يمكن لهؤلاء للأسف، أن يغدقوا الأموال على مدخرات، لا تعطي فنًا وجمالاً، لكنني أحبُ وأقدّر الجميع، خاصة مَن احتضنني وآمن به، وأعطاني ثقته، وأشكر الذين يعتزون بلوحاتي ويحتفظون بها في أماكن عملهم أو في بيوتهم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]