قبل 7 أعوام، كان الشاب فوزي سعيد من حيفا، مجرّد طبّاخ بسيط في شبكة مطاعم الأكل السريع "ماكدونالدز"، يقدّم الوجبات السريعة للأطفال والبالغين، اليوم وبعد أن خاض تجارب مميزة بات نجم أطفال بكل معنى الكلمة... فأطفالنا باتوا يعرفونه باسمه الفنيّ "فوزي موزي كركوزي"....

فوزي موزي كركوزي، ليس مجرّد اسم عابر في مجال فن الأطفال وليس مهرّج عادي، يستعين به الناس لإمتاع أطفالهم في حفلات أعياد الميلاد أو في المناسبات شتى، بل هو شاب طموح، لا حدود لطموحاته، فمن الأكل السريع وبعد أن عرفه الناس عبر برنامج تخفيض الوزن "لريديت بجادول" (أو بالعربية الرابح الأكبر)، حيث فقد عشرات الكيلوغرامات من وزنه، تحوّل لنجم في عالم الأطفال المحليّ، وتحديدا في حيفا والشمال، ولكن طموحه الأكبر: أن يصبح نجم أطفال على مستوى العالم العربي أجمع!!!!

يستعد في هذه الأيام فوزي وشقيقته سماهر، أو كما يعرفان "فوزي موزي كركوزي وتوتي"، لإحياء حفل أطفال بمناسبة عيد الأم، يوم السبت القادم 26/3/2011 في قاعة كريجر في الكرمل الفرنسي في حيفا، في تمام الساعة الرابعة عصرا، ليعرض فيه أيضا ألبوم أغاني الأطفال الجديد الذي أنتجه، والذي يعتبر أول ألبوم أغاني أطفال فلسطيني الصنع والإنتاج خالصا.

مراسلنا التقى بـ"فوزي موزي كركوزي" للحديث حول آخر أخباره، طموحاته وآماله، وللتعرف على مسيرته الفنية الفريدة!!!

بداية فوزي موزي كركوزي

ويحدثنا فوزي عن بداية مشواره مع التهريج والأطفال فيقول: "قبل سبع سنين كنت ما زلت أعمال طبّاخا في شبكة مطاعم الأكل السريع ماكدونالدز في حيفا، توجهت لي مديرة الفرع واقترحت عليّ أن أشارك في دورة مهرجّين لشعورها أنني ملائم لهذا الغرض. قبلت هذا العرض، وشاركت في أول دورة أجريت في الشبكة، وتعلمت فيها كل ما يخص إحياء حفلات عيد الميلاد، كيف تفرّح الأطفال وتلعبّهم وتمتعهم، وما الى ذلك. بدأت أحيي الحفلات والفعاليات الترفيهية في الشركة للأطفال، وبعد نصف عام بات اسم فوزي سعيد على كل لسان طالب لإحياء حفل عيد ميلاد ابنه أو ابنته في ماكدونالدز، فكانوا يطلبوني لإحياء حفلاتهم في شتى فروع الشبكة في كل أنحاء البلاد".

ويتابع فوزي: "بعد فترة قررت أم أخوض المجال لوحدي، وبدأت أعمل برامج ترفيهية للحضانات والمدارس، وطول هذه الفترة وتراودني الأفكار كيف أبني هذا التواصل بيني وبين الأطفال وأطوّره وأكسب محبتهم وموّدتهم لي. في العام 2006، شاركت في برنامج إخفاض الوزن، وفقدت حوالي 50 كيلوغراما. لهذا البرنامج كان أثر كبير على حياتي. في النهائيات سألوني ماذا تريد أن تصبح، وكان ردي: مضيف برنامج أطفال في تلفزيون الأطفال (ערוץ הילדים)، وفعلا فقد استجابت هذه المحطة لهذا التمني، ولكنهم كانوا دائما يدعونني لبرامج تخص العرب واليهود وللحديث عن التعايش السلمي وما شابه، ولكن ليس هذا ما كنت اريده. لم أرتح لهذه المغامرة، ولذلك بادرت لإنشاء شخصية ترفيهية عربية ومحلية فريدة من نوعها، وهذه كانت بداية فوزي موزي"....

صوّرنا برنامجا للأطفال مع قنال "ميكس" ولكنه لم يبث أبدا

ويواصل سعيد حديثه بالقول: "في العام 2007 خضت المجال بقوة، "על כל הקופה" كما يقال، غيّرت اسمي الفنيّ، وبنيت طاقم من الشخصيات، ومنهم شقيقتي سماهر "توتي"، والتي رافقتني من البداية... في 2008 و 2009، كان لدي حلم أن أنتج برنامج اطفال حصري وخاص بي، فتوجهت لقناة "ميكس"، وعرضت عليهم الفكرة والشخصيات، وأعجبهم ذلك، وبدأنا نبلور البرنامج، وبحسب المخطط كنا نزور حاضانات ونصوّر الحلقات في الحضانات. ولكن بسبب برنامج "نيو ستار" تقرر تأجيل بث البرنامج، وحتى الآن لم تبث أي حلقة منه. حاليا ما زلت أبحث عن قناة تتبنى هذه الفكرة وتنتج برنامج الأطفال الذي اطمح اليه"....

دي في دي قريب، وأول ألبوم أغاني أطفال من انتاج محليّ بحت

ويحدثنا فوزي سعيد عن العمل على تصوير وانتاج أول قرص مدمج (دي في دي) وأول ألبوم أطفال من انتاج محلي بحت بالقول: "أول أغنية لي أنتجتها في العام المنصرم 2010، بعنوان "فوزي موزي كركوزي". وبدأت أصوّر برنامجا لإصداره عبر الأقراص المدمجة (دي في دي)، حيث يزور "فوزي موزي كركوزي وتوتي" حضانات الأطفال ويقومون بالفعاليات للأطفال فيها. والبرنامج عبارة عن زيارة للحضانة، واجراء فعاليات للأطفال لتعريفهم على الحيوانات الأليفة، والشخصيات المعروفة والمحبوبة التي تحاور الأطفال بلغتهم هم".

ويتابع: "توجهت لعدد من الفنانين المحليين طالبا مساعدتهم في انتاج أول ألبوم أغاني للأطفال محلي من انتاج محلي بحت. الفنان أسامة مصري تبنى الفكرة وكتب لي جميع أغاني ألبومي الجديد. وأردت أن تكون الأغاني شيّقة وممتعة للأطفال ولكن أن يستفيدوا منها أيضا، وأن تحوي معايير تربوية وتعليمية وتثقيفية أيضا. فكتبت الأغاني عن الولد النشيط، الألوان الأساسية، الحيوانات الأليفة، وأغاني تفعيلية أخرى. وقام الفنان هلال زهر بتلحين جميع الأغاني وتوزيعها، والتي قمنا بتسجيلها في استوديو كارم مطر".

ويؤكد فوزي أن التكلفة لتسجيل هذه الأغاني ولإنتاج هذا الألبوم كانت باهظة جدا، خصوصا وأن الحديث يدور عن أغاني خاصة به، وأغانٍ أصلية، من كتابة فنان محليّ وتلحين فنان محليّ وإنتاج محليّ بحت.

أريد أن يعرفني كل طفل يراني في الشارع ويقول لي: فوزي موزي كركوزي

أما الأهداف التي يرغب فوزي بتحقيقها، فيقول: "أريد أن يكون فوزي موزي وتوتي شخصيات محبوبة على الأطفال، ليشعر الطفل متحدّث العربية بأن هذه الشخصيات منه واليه، ان يتمسك بها، ويتشبث بها ويعشقها. ليرانا الأطفال في الشارع ويتعرفوا علينا، ويضحكوا ويفرحوا برؤيتنا. فيمكنك أن تبني فنان أطفال، كل شيء قد يمتع الاولاد ويسعدهم، وقد يضحكوا على كل شيء، ولكن السؤال هل وراء كل برنامج ترفيهي أيضا قيم تعليمية تبقى عالقة في أذهان الأولاد"؟؟؟؟

ويضيف: "أريد أن يقول لي الأطفال حين يروني في الشارع "فوزي موزي كركوزي"، وحينها أعرف أنه استمتع بعروضي وبات يعرفني، وأعرف أن الأطفال تعلقوا فيي، وأعرف أني نجحت في بناء شخصيات أولية وليست ثانوية، شخصيات تدخل عالم الطفل العربي وتغيّره وتترك تأثيرها عليه. فلا أعمل هذا العمل كي أكون مجرد فنان آخر، أصدر قرص ما وألبوم ما، يحوي أغاني "عجبنت وطبخت" كثيرا، وانما أغاني خاصة، محلية أصلية خالصة، جديدة وجذّابة ومحبوبة. جزء كبير من الأطفال الذين أسمعتهم هذه الأغاني عادوا الى منازلهم يرددونها ويغنوّها لأهاليهم"!!!

لست معنيا أن أجذب الأطفال بـ"نغاشتي" بل تعليمهم أيضا

ويتابع حديثه عن الأغاني الجديدة التي أصدرها مؤخرا، قائلا: "هذه الأغاني تفيدهم وتعلمهم القيم الحسنة وليس فقط أن يسعد الأولاد وحسب، بل يغنون الأغاني، يحفظونها عن ظهر قلب، لأنها جميلة وطفولية، ولأنها تحوي معاييرا وقيما نريد أن نلقّنهم إياها. لست معنيا أن أجذب الأطفال بـ"نغاشتي" فقط، بل أن أعلمهم أيضا وأعطيهم هذه القيم المميزة. وأنا سعيد بأني أنجح بذلك، وآمل أن أنجح أكثر وأكثر في هذه المهمة الضرورية جدا لمجتمعنا".

في الوسط اليهودي، شهدت هذه المهنة، أي نجوم الأطفال وإحياء حفلات أعياد الميلاد والبلوغ (بار ميتسفا) نجاحا كبيرا في السنوات الأخيرة، وباتت شخصيات مثل "يوفال همبولبال" تجني أرباحا طائلة، ولكن في الوسط العربي يختلف الحال، الا أن فوزي يؤكد أن الحال في الوسط العربي لا يختلف كثيرا عن الوسط اليهودي، الا بالحجم، ويشير الى أن الربح الأكبر يكمن في احياء العروض الكبيرة وبيع المنتوجات التابعة، وليس برامج التلفزيون فحسب، مؤكدا أن حوّل هذا الشغف، وحبّه للأطفال لمهنة بكل معنى الكلمة... ويحدثنا عن ذلك بالقول: "أرى في الوسط اليهودي أن الأهل يهتمون كثيرا بأطفالهم، فأغار منهم.. هذا هدفي، أريد أن أرفع مستوى الوعي للأطفال وأهمية أن يتمتعوا ويفرحوا وفي الوقت ذاته أن يتعلمّوا، فمن واجبنا أن نستثمر في أطفالنا، فهم مستقبلنا، مستقبل مجتمعنا، ومستقبل هذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه".

أطمح للنجومية على مستوى العالم العربي أجمع!!!

أما عن محدودية الامكانيات في وسطنا العربي، يفاجئنا فوزي بالقول: "الوسط اليهودي محدود جدا، لكن الوسط العربي واسع جدا، فلا يجب أن نكتفي بالوسط العربي في البلاد، وإنما أن نطمح للنجومية على مستوى العالم العربي أجمع. أحلم أن أصبح بطل أطفال على مستوى العالم العربي أجمع. وبعد أن أنجح في انتاج برنامج الأطفال، آمل أن أشارك في مسابقة برامج الأطفال في القاهرة وأن يعرض برنامجي هناك، وباذن الله سأفوز"...

ويضيف فوزي: "لا ينقصنا شيء عن غيرنا، لا فن، ولا موهبة، ولا قدرات، ولا حتى امكانيات، المهم أن تعرف كيف تطرق الباب. طموحي عالٍ جدا، فأنا أهدف الى أعلى المستويات... النجومية على مستوى العالم العربي.... لا يوجد سبب لئلا ننافس البرامج العربية للأطفال كـ"كيف وليش" او "كيدس باور" وغيرها، ولكن حتى اليوم، لم تكن هناك محطة جريئة بما يكفي لتقول: هدفي أن أبني برنامجا على مستوى عالٍ للأطفال"!!!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]