يعتبر الفن رسالة يحملها الفنان، للمساهمة في مساندة قضايا المجتمع الذي يعيش به، منها الاجتماعية، السياسية، الأدبية والوطنية.

فهو مقاومة بالصوت والكلمة والأداء الذي يؤثر بشرائح مختلفة في المجتمع. وقد شاركت الفنانة أمل مرقص في مسيرة العودة الـ14، في الذكرى الثالثة والستين للنكبة، والتي جرت خلال الأسبوع الماضي، في قريتي الدامون والرويس.

وبهذه المناسبة، أجرت مراسلة موقع "بكرا" حديثاً مع الفنانة أمل مرقص، وتحدثت مرقص عن مشاركتها في المسيرة قائلةً إنها تربت على أن تكون صاحبة رسالة، وهي محاولة للتغير نحو الأفضل، وهي تنتمي إلى شعب قسم كبير منه لاجئ والقسم الأكبر يعاني من عدم المساواة، مُشتت، يعيش صراعا قوميا، وهي تنتمي إلى شعب تعرض للنكبة والتقسيم والتهجير واللجوء. حالياً يناضل هذا الشعب من أجل المساواة، تهدمت قراه وصودرت أراضيه.

وأضافت مرقص: "أملك أداة اسمها الفن، وأداة أخرى هي الإعلام. يصعب على الإعلامي، في حال كان ينتمي إلى الأقلية أن يكون موضوعياً، يجب أن يكون منحازاً لقضية إنسانية معينة، وأنا منحازة إلى المستضعفين والمهمشين، والى المرأة في نضالها، إلى الفقير والطفل".

وأردفت قائلة: "كل مرة أدعى للمشاركة في عدة مناسبات وطنية، بالمفهوم القومي غير المتطرف، مشاركتي تعكس صوت الناس الذين لا يسمع صوتهم.

مع الوقت نعتاد على عدم عودة اللاجئين، وعلى بقاء الأسرى في السجون الإسرائيلية، وما زالت قضية المرأة بوضعها السيء.

عند صمتنا نكون شركاء في القمع، كل إطلاق صوت منا هو إحياء للضمير وزوبعة بالضمير، من خلال أداة الغناء نستطيع تحريك المشاعر. واجب الفن أن يقوم بتطهير النفس، إن كان عن طريق البكاء أو عن طريق الفرح.

هذا هو المحزون الذي أملكه، وهو ينعكس من خلال أغنياتي ومن خلال برنامجي الإذاعي. وفي كل برنامج أتواجد به، أقوم بمنح مساحة للذين لا صوت لهم. أريد أن أكون صوت اللاجئ، صوت المرأة المستضعفة وكل المناضلين في العالم، وليس فقط الشعب الفلسطيني الذي يعاني من عدم الحرية والقمع.

أنا أرى التفافי جماهيريا حول ما أقوم بغنائه، وهذا دليل نجاح. وليس نجاحي كفنانة، إنما نجاح الفن الذي من الممكن أن يعكس نجاح الناس".

رسالة للفنانين المترددين في المشاركة بمسيرة العودة..
وقد توجهت مرقص للفنانين الذين يخافون ويترددون بالمشاركة في مسيرة العودة السنوية، قائلةً: "إذا في شي رح يصير كان صار علي"، وأن المعيشة ليست كل شيء في الدُنيا، والإنسان الذي يملك موهبة مع تقنيات جميلة في أداء مدروس باستطاعته أن يتحدى كل شيء، بضمنهم الشخص الذي يهدد معيشتي أو يقوم بتهديدي في السجن.

وقالت: "أنا ابنة لأب الذي سُجن وفصل من عمله كمرب في مدرسة بسبب آراءه السياسية وأفكاره التقدمية، ومطالبته بتحسين الوضع الدراسي في المدارس العربية للتلاميذ والمعلمين، وبسبب تنظيمه لمظاهرات الأول من أيار، وأمضى فترة طويلة في السجن وأصبحت حياتنا المعيشية صعبة جداً، لكن كان لدينا مخزون ثقافي ووعي كبير يصبرنا على المتابعة في النضال.

بالإضافة إلى ذلك، أقول لزملائي الفنانين، استمعوا إلى نبض الناس، في القضايا الوطنية، وقضايا الحب والغلاء، الناس هم الأصل وهم من يلهمنا بكلمات أغانينا، اللاجئ هو من أعطاني معنى لأغاني النكبة، فمن دون التزامنا للناس لا نساوي شيئا كفنانين".

ما هي رسالتك للأجيال الشابة؟
وفي رسالتها للأجيال الشابة قالت: "أنا أبني آمالاً كبيرةً، على الأجيال الشابة، التي تقوم اليوم بالمشاركة في الفعاليات الإنسانية والوطنية التقدمية، فهم من يكمل رفع الراية، ويستمرون في طريق آبائنا الذين ناضلوا من أجل البقاء في الأرض والوطن، وناضلوا للوقوف أمام أكثرية محتلة وظالمة، وناضلوا من أجل الحفاظ على البلد، فكم بالحري، أن ينسى الأولاد نضال الآباء الذين ناضلوا وسجن العديد منهم ودفعوا الثمن وعانوا".

ِوقالت: "برأيي، هنالك دور كبير للشباب الذين عليهم التثقف أولاً ومعرفة تاريخ شعبهم ودراسته، وبنفس الوقت عليه الانفتاح على العالم".


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]