استضاف مسرح الميدان يوم أمس الجمعة وضمن مشروعه الأسبوعي "الجمعة في الميدان"، مسرحية "الكراسي"، والتي كانت آخر مسرحية أخرجها الفنان الراحل جوليانو مير خميس.
لا شك أن لمسة جوليانو كانت واضحة في المسرحية، جنونه، الدراما القصوى، والصعود التدريجي حتى تصل نقطة الانفجار، جميعها من مميزات هذه المسرحية التي حملت في هذا العمل لمسة فريدة وطابعا مميزا ورونقا خاصا.
المسرحية الناقدة، التي تدور أحداثها حول زوج مسنين، مللا من الحياة، فبعد سنوات الزواج وبعد أن لم يعد هناك ما يتحدثان عنه، وبعد أن تعرفا على بعضهما البعض كامل المعرفة، يبدأن بالتجوّل في عالم الخيال، ولقاء شخصيات من صنع الخيال، الكولونيل، المادام، الحلوة وزوجها الرسّام، الملك، والامبراطور حتى...
الزوج وكما تلقبه زوجته "سميراميس" (الفنانة نسرين فاعور)، الجنرال (الفنان جورج ابراهيم)، لديه ما يقوله للعالم، ولكنه لا يحسن الحديث... فيلجأ الى خطيب مهني (الياس نيقولا) لينقل للعالم رسالته....
الدراما تتصاعد أولا بأول.. منذ بدأ وصول الضيوف الوهميين المحترمين للمؤتمر الصحافي، وبداية ترتيب الكراسي، التغزل بغير الزوج أو الزوجة، بهدف إشعال غيرة الآخر، وحتى لقاء الامبراطور.. الى أن يصل الخطيب في نهاية الأمر...
فبعد سنين من العمل يصل الزوجان لمرحلة التلخيص، مرحلة النظر الى الوراء ومحاسبة نفسك على ما قمت به طوال أكثر من 40 عاما من العمل كرجل صيانة، ومحاولة تغيير حياة البشر، تغيير وجه البسيطة، وحل كل مشاكل الكون... خبرة حياة، ورسالة مهمة لا بد أن تصل للجميع... بعد انتقاد الساسة والديبلوماسيين والعسكريين وكل متخذي القرارات، وحتى عامة الشعب الذين لا شأن لهم في تقرير المصير... ولكن للرسالة شأن آخر في الختام!!
ففي انتحار الزوجين في النهاية رسالة بالغة الأهمية، تقرير المصير حق لهما، وليس نهاية الحياة بل بداية حياة أجمل... لتبقى الرسالة... غامضة!

المسرحية من تأليف الروماني يوجين يونسكو
إعداد: الفنان جورج ابراهيم
إخراج: جوليانو مير خميس
تمثيل: جورج ابراهيم، نسرين فاعور، والياس نيقولا
ديكور: ابراهيم المزين
إضاءة: معاذ الجعبة
تصميم حركة: ميخائيلا ميراندا
إنتاج: مسرح القصبة رام الله

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]