عرضت أمس الجمعة في مسرح الميدان مسرحية "الكراسي" التي أنتجها مسرح القصبة في رام الله، والتي يقوم بأداءها مدير مسرح القصبة الفنان جورج ابراهيم والفنانين نسرين فاعور والياس خوري.

مراسلنا التقى ابراهيم بعد نهاية عرض المسرحية الذي كان ناجحا جدا، وتحدث معه عن شتى المواضيع...

ويقول ابراهيم في رده على سؤال حول أثر جوليانو الواضح في المسرحية والتي كانت آخر عمل أخرجه الفنان الراحل جوليانو مير خميس: "كان صديقا لي منذ سنين طويلة، وأعرفه منذ كان صغير السن، واضح جدا أن جوليانو شخص حساس وفنان، المسرحية هي مسرحية انسانية من الدرجة الأولى، وبالتالي فهو استثمر فيها الكثير من انسانيته. عمل معنا طوال اسبوعين حوالي 20 ساعة يوميا حتى خرجت هذه المسرحية الى حيّز التنفيذ.

ففي البداية كنا نعمل مع مخرج ألماني، وبعد شهر ونصف تقريبا وبعد أن لم نتفق معه في العمل ومع وجهة نظره طلبنا جوليانو لانقاذ الموقف، وتجند لذلك ونجح في انقاذ المسرحية خلال 13 يوما"!!

وأضاف في رد على سؤال حول علاقة المسرحية بمقتل المرحوم جوليانو، للنقد الذي تحمله المسرحية: "طبعا ما حدث مع جوليانو شيء آخر بالمرة لا دخل له بالمسرحية، ما حدث مع جوليانو له علاقة بما كان يقوم به بجنين، فهو هزّ المجتمع هناك هزة كبيرة! قلب مفاهيم كثيرة التي شكلت خطرا على بعض الناس في المجتمع في جنين ولم يكونوا راضين عما يجري من تغيير عبر مسرح الحرية وتكملته لمسيرة والدته هناك. فشعروا أنه خطر عليهم، وحاولوا ابعاده بكل الطرق، كانوا يتحدثون عنه في الجوامع وينشرون المناشير عنه ويهددونه، ولم يكن يرد عليهم. فبعد كل هذا لم يجدوا أمامهم الا هذه الطريقة الوسخة ليخلصوا منه وهي الاجرام والقتل".

بينما يقول ابراهيم عن آخر أعمال مسرح القصبة: "حاليا نعد مسرحية شيكسبير "حلم ليلة صيف" وسننتجها مع طلاب أكاديمية الدراما، وستكون مسرحية ستنافس أربع دول أخرى، سنعرضها نحن والألمان ومدرسة دراما من رومانيا، واخرى من شنغهاي في الصين، ومدرسة جامعة كولومبيا في نيويورك، وكل هذه المدارس ستعرض نفس المسرحية كل بلغته، وفي نهاية الأسبوع سيأخذ مخرج مشاهد من كل مسرحية وأخرى ليدمجها جميعا في مسرحية واحدة لتصبح "حلم ليلة صيف" بخمس لغات. وانشاءلله سيكون هذا الانتاج جاهزا في شهر آب المقبل. حاليا ندرس عمل كوميدي لداريو فو كمسرحية للكبار"...

أما عن رأيه في الحركة المسرحية في فلسطين عامة والداخل خاصة فيقول: "في حيفا هناك حركة مسرحية ممتازة، مسرح الميدان يثري الحركة المسرحية في فلسطين بشكل جيد، لأن انتاجاته متعددة وبمستوى جيد. هناك شباب كثر في الناصرة وفي الجليل وفي أم الفحم وفي شفاعمرو، هناك محاولات كثيرة تتفاوت بين المتوسط والجيد مما رأيته، ولكن هذا هو المسرح دوما... وكلما كان الانتاج غزيرا أكثر تعوّدت الناس على المسرح وأن تذهب وتشاهد مسرحيات، وهذه الحركة التي يجب أن ننثابر بها لكي يعتاد الناس على أن المسرح جزء من حياتهم اليومية، فلا يجب أن يشاهد الانسان المسرح مرة بالسنة، وانما عليه أن يبحث عن المسرحيات المعروضة في المسارح المختلفة ليذهب ويشاهدها على الأقل مرة بالشهر. كما أنه على المسرح أن يكون جزء من حياة السكان لأنه يحكي عنهم ومنهم"....

ويوجّه ابراهيم كلمة لمحبي المسرح في الداخل الفلسطيني فيقول: "أنا أحبهم كثيرا، وأحب أن أحضر حيفا كما أحب أن استقبلهم في رام الله ليعرضوا لدينا، فنحن شعب واحد، ونحن دائما نزور بعضنا البعض ونعرض أعمالنا... انشاءلله أن تتواصل هذه العلاقة، ونحن نحبهم كلهم"...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]