احتفلت عصر اليوم السبت مدرسة الكرمليت الثانوية في حيفا بتخريج الفوج الـ39 من طلابها، بعد أن عملت طواقم المدرسة طوال 12 سنة على تربية الخريجين وتلقينهم وتسليحهم بالعلم والمعرفة والثقافة، ليتخرجّوا منها بعد مشوار طويل..

مديرة المدرسة: نفتخر فيكم ولكن بتنا نخاف المستقبل

توّلى عرافة الحفل المربي اسحاق ساحوري، مفتتحًا الحفل بنشيد المدرسة الذي قدمته جوقة المدرسة بقيادة المربي ألبير بلان، ثم تحدثت مديرة المدرسة الأخت غادة شلح فقالت: "المناسبة عظيمة والهدف سامٍ، تخرج فوج جديد من أبناء قضوا 12 سنة في الكرمليت، تلقوا العلم على مقاعدها، لعبوا وغنّوا في ساحاتها، كبروا ونشأوا بين جدرانها، وها هم ينطلقون نحو المستقبل بخطى واثقة، كل من وفقهم وعاهدهم يشاركهم اليوم فرحتهم وبهجتهم، فقد كبر الصغار، وباتوا شبابا يانعا ناضجا، واعيا، متعلما، مثقفا. فرحتنا عظيمة لما انجزتموه في هذه السنين، ولكن فرحتنا اليوم محفوفة ببعض الخوف والقلق، وأظن أن الأهل يبادلوننا أيضا هذا الشعور، ويتسائلون: ترى الى أين يتوجهون وأي طريق ينهجون في عالمنا وعصرنا الذي بات فيه حتى الكبار أيضا لا يدرون احيانا أين الاتجاه الصحيح"!

واضافت في كلمتها: "رسالتي لكم أيها الأهل الاحباء الذين أودعتم أبنائكم ووثقتم بنا، ننشادكم أن تستمروا على ما عهدناكم به من ثقة ومحبة ودعم للكرمليت، فرسالتنا صعبة وتسير نحو الأصعب. وأنتم أيها الأبناء والبنات الاحباء، فقد عملت الكرمليت جهدها من أجل تزويدكم بسلاح العلم والثقافة، هذّبت ما استطاعت نفوسكم وغرست فيكم القيم والأخلاق الحميدة، أنتم الجيل الصاعد، أنتم المستقبل الواعد، أنتم الأمانة التي أودعها أهلكم في الكرمليت، اليوم نطلق هذه الأمانات واليوم تبدأ مسؤولية كل فرد فيكم، نوصيكم أن تحذروا الانجراف وراء أساليب الاغراء الزائلة، ولا تخجلوا بالقيم والمبادئ التي ربيّناكم عليها"!

د. ميشيل سليمان: شكر خاص لمديرة المدرسة وطاقم المعلمين

بعدها قدمت جوقة المدرسة باقة من الأغاني المميزة، قبل أن تتحف الخريّجة هبة توتري الحاضرين بمعزوفة مميزة على آلة الكمان. تلاها الدكتور ميشيل سليمان، مفتشّ المدرسة، والذي قال في كلمته: "ما أجمل هذا المنظر الذي يحوّل العيون اعجابا برؤى هؤلاء الطلبة ويجذب القلوب فرحا ويذهب بذاكرة كل واحد منا الى مراجعة الزمن واجراء حساباته معه ليقول، بالأمس غير البعيد دخل هؤلاء الطلبة مقاعد المدرسة الابتدائية ليتعلموا أسرار الحياة ومهاراتها وتلقي مبادئ العلم والأخلاق، وسرعان ما قلّب الزمان صفحاته وانطلق بسرعة البرق يطوي صفحاته منتقلا من محطة الى أخرى من غير أن يستشير أحدا أو يستأذن أحد، واذا بالمدرسة الكرمليت ترى نفسها في موسم الحصاد، في واقع مفرح جديد يطل فوقها كل حزيران كإطلالة نجم الصبح فوق مغارة الميلاد، ليبشّر ويبارك هذه الدفعة من الوجوه المشرقة يزدانون بثياب الكمال وبقلوب تملأها الغبطة والسرور، وهم يقرعون جرس النهوض بعد مشوار طويل عمره 12 سنة، وقد مرّ بسرعة كلمح البصر. وهذه المدرسة العريقة الكرمليت بمديرتها المتألقة، بإدارتها، بمعلماتها ومعلميها، وبكل العاملين والساهرين على تسييرها تقف في هذه الساعة الحاضرة بيننا كفلاح مخلص، تعب، شقي، شاهد، كان يسترق أوقاته ليذهب الى الحقل الذي يعشقه ومياه الأمطار تحاربه بقسوة".

ثم قدمت فرقة سلمى بإدارة الفنانة فريال خشيبون، رقصة فنية مميزة لاقت استحسان الحاضرين، خصوصا وأن الخريجة هيدي عبوّد تألقت فيها، ليتم بعد ذلك توزيع الشهادات على الدفعة الأولى من الخريجّين والخريجّات.

د. ماجد خمرة: جميل أن تكون ابًا لتقطف هذا الثمر

بعدها قدمت الخريّجات جولي، نسرين وهبة أغنية باللغة الانجليزية، ليلقي بعدها مدير وحدة النهضة بالتعليم العربي في بلدية حيفا الدكتور ماجد خمرة كلمته قائلا: "فهن ثلاث في واحد من هدف هذه الكلمة، التحية والتمنيات، الطالب أو الطالبة المتميز أو المتميزة، وكلمة الأب لأبنائه من البنات والبنين. كم من الصعب أن تكون والدا أو والدة، لكن كم هو جميل أن تكون كذلك، لترى نتاج هذا الصنيع التربوي المنسوج بعرق تصبب على مدار الأعوام، منذ زئبل الحواصل وحتى مد الأجنحة التي تفولذت لتبوح. ابنتي، بنيّتي، صغيرتي، وكلكم أبنائي وبناتي، كلكم يمنة خمرة الجالسة معكم، تفيككم الدمام بالعلم والعطاء، نقولها لكم ليس بحجة منا والتبجح، بل لتتذكروا كم كنا شاكرين لكم حين أودعتم نفوسكم الطيبة بين أيدينا لنجعل منكم ومنكن أبطال أشداء. لقد أتحتم لنا فرصة تذوّق الامومة والأبوّة وممارسة غريزتنا البشرية. كم تعلمنا منكم مواكبة العصر وما يحتويه من الحاسوب والفيسبوك، والأنغام الراقصة التي تهز الخصر دون العقل، وكم تعلمنا منكم المصطلحات الجديدة من الـ"لايك" والـ"آد" والـ"كوول"، بل غصبنا على أنفسنا أن نتبلور جماعات جماعات، فهناك الـ"لايكيون" وهنا الـ"آديون" وغيرهم من "الكوليين" (أنا صرت كوول على فكرة)، هكذا أردتم وهكذا أصبحنا. من الثانوية انتهينا والى مرحلة جديدة دخلنا، فتعالوا نتدارك ماذا بعد، هذا البعد يحمل في طياته بعد النظر وعمق البصيرة لنميّز بين الهامشي والجوهري، فاستعينوا بنا"!

ليقدّم بعد ذلك نيابة عن رئيس بلدية حيفا جائزة الطالب المتميّز للخريجّة سمر أبو وردة، التي كانت قد ألقت أيضا كلمة الخريجّين باللغة العربية. بعدها ألقت الخريّجة لارين عجينة كلمة الخريّجين بالعبرية. قبل أن تقدم مجموعة من الخريجات رقصة مميزة من تأليفهن. ليتم بعد ذلك توزيع الدفعة الثانية من الشهادات على الخريجّين، تلتها فقرة راقصة مع فرقة سلمى من جديد، ليختتم الحفل الطالب نبيل خوري ملقيا شعرا مميزا بروح المناسبة. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]