ناقش مؤتمر مجمع اللغة العربية الأخير، والذي عقد  في قاعة فندق ليوناردو في حيفا، قضية تداخل اللهجات العربية المحكية على الأدب العربي والفلسطيني منه بشكل خاص.حيث تخلل المؤتمر الذي حضره عدد كبير من الباحثين والباحثات في مجال اللغة العربية وآدابها، مجموعة شيّقة من المحاضرات، حيث تحدث بروفسور ألكسندر بورغ من جامعة بن غوريون في النقب عن "إضاءات على العربية العامية في الأندلس: عرض دليلي عربي للطب الشعبي المورسكيّ"، في حين تطرق د. أهارون جيبع كلاينبرجر من جامعة حيفا "للهجات العربية في جبل الكرمل وحيفا في نهاية القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين"، بينما تحدثت ورد عقل من الكلية الأكاديمية العربية للتربية في اسرائيل عن بحثها بعنوان "وقتن صرنا كبار: لما ونظائرها في اللغة المحكية في الجليل"، في حين استعرض بروفسور ساسون سوميخ من جامعة تل أبيب أمثلة عن استخدام العامية في الأدب المحلي، خلال محاضرته التي حملت عنوان: "بين الفصحى والعامية في الأدب المحلي"، أما بروفسور محمود غنايم – رئيس مجمع اللغة العربية في حيفا فألقى محاضرة بعنوان "فضيحة وعقاب بصيغة فلسطينية: اللهجة المحكية وسيمياء العنوان في القصة الفلسطينية في اسرائيل"، بينما كان الختام مع محاضرة مميزة حول أدب الكاتب محمد نفّاع بعنوان: "تداخل المحكية في أدب محمد نفّاع"، ألقاها بروفسور ابراهيم طه من جامعة حيفا.

اللهجات العربية
من جهته قال عضو مجمع اللغة العربية د. جريس خوري حوض المؤتمر: "هذا المؤتمر خطط له منذ أشهر كثيرة، وكنا على اتصال بكبار الباحثين المختصين في مجال اللهجات العربية. واشتمل المؤتمر محاضرات تتعلق بلهجات العرب في فترات مختلفة، الفترة الاندلسية على سبيل المثال، قدمها بروفسور ألسكندر بورغ، وكانت محاضرته شيقة جدا، ذلك لأنها تناولت حقبة من التاريخ العربي هي غامضة نسبيا، ومحاضرات أخرى في مجال اللهجات العربية في الكرمل وفي حيفا وفي بعض قرى الجليل. وهناك قسم آخر نأمل أن يكون مشيقا كما القسم الأول، يختص في اللهجات داخل الأدب. كيف وُظّفت اللهجات العربية عامة، كآلية من آليات التعبير في الأدب العربي".

القصة الفلسطينية
بينما قال بروفسور محمود غنايم: "محاضرتي تتحدث عن استعمال اللهجة في القصة الفلسطينية وخاصة عنوان القصص، وكيف يمكن لنا أن نصل لبعض النتائج حول انتماء الاديب من ناحية تاريخ الأدب، من الناحية السياسية والثقافية ومن ناحية الاجدتماعية بايحاء من عنوان الكتاب أو القصة. وخاصة عندما يكون في اللهجة المحكية. الأمثلة أخذتها هي أمثلة من ناحية تاريخية بدءا بالقصص الأولى لنجوى فرح، انتقالا الى محمد نفاع ومصطفى مرار واميل حبيبي، وبعد ذلك فاطمة ذياب، وفي الجيل الذي ولد في الستينيات كرياض بيدس وسهيل كيوان، ووصولا الى علاء حليحل. ما يميّز هذه الكتابة في المرحلة المتأخرة أنه يوجد استعمال للهجة المحكية في العناوين التي أقف عليها، والاستعمال يتم بشكل مركّب وليس بشكل تصوير الواقع فقط".

تداخل اللهجة المحكية في الادب الفلسطيني
في حين أكد بروفسور إبراهيم طه أن "محمد نفاع هو نموذج للانطلاق من خلاله ومن خلال آدابه للحديث عن التنويعات اللغوية، وتداخل اللهجة المحكية في الادب الفلسطيني من خلال هذا الكاتب. ولماذا محمد نفّاع بالذات؟ لأنه فنان في تعالق أو توظيف التعالق اللغوي والتنويعات اللغوية وتداخل اللهجات الفلسطينية المحكية من خلال السرد، على امتداد كل أقاصيصه من البداية وحتى اليوم. ولا أعتقد أنه هناك من يستطيع منافسته في هذا المجال، ولذلك هو حالة تمثيلية، يمثّل هذه الظاهرة خير تمثيل، ومن هنا اهتمامي بهذا الكاتب". مؤكدا أن البحث القادم الذي سيقوم به سيكون حول المجموعة القصصية الجديدة التي صدرت لمحمد نفّاع مؤخرا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]