حين سُئل الشيخ والكاتب نمر نمر ما هي هويتك أجاب: أنا عربي فلسطيني مسلم توحيدي...مراسل موقع "بكرا" يلتقي بالشيخ نمر في بيته العامر في قرية حرفيش في الجليل الأعلى للحديث معه عن الهوية والدين وقضية الصيام لدى الطائفة الدرزية...

للموحدين الدروز اجتهادات خاصة في فلسفة الصيام

ويقول الشيخ نمر عن الصيام: "ينقسم الصيام إلى نوعيّن. أولهما: الامتناع عن الطعام والشراب، والثاني:الامتناع عن الفحشاء؛ صدق اللسان؛ حفظ الإخوان؛ عدم تعاطي الممنوعات؛ والصيام عن الفحشاء والمنكرات".

وأضاف الشيخ نمر: "لدى الموحدين الدروز هناك من يصومون العشر الأواخر من رمضان ويصومون العشر قبل عيد النحر (الأضحى) وهذه العشر هي صيام نوافل، أي ليست فريضة مكتوبة، لكن في بلادنا وبسبب الأوضاع السياسية، تغيّرت الموازين والاعتبارات لدق أسافين التفرقة بين المسلمين والدروز".

ويتابع الشيخ نمر: "لقد قال الله في كتابه العزيز <يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام> ولو حاولنا في جولتنا الروحية هذه في رحاب الكتاب الذي انزل هدى للناس، سنجد الكثير من آيات الله البينات التي تحدثنا وتلفت انتباهنا لهذه الفريضة الإسلامية التوحيدية ليس في شهر رمضان المبارك بل وفي الأيام العشرة التي تسبق عيد الأضحى والمعروفة باسم (الليالي العشر) لدى طائفة الموحدين الدروز كما لدى بقية الأخوة المسلمين، مما يظهر التشابه بين صيام الدروز وسائر الأمة الإسلامية".

جذورنا إسلامية توحيدية فاطمية
وعن الحفاظ على الصيام لدى أبناء الطائفة الدرزية، يقول الشيخ نمر:  "بما أن الطائفة تفرعت من الدوحة الإسلامية وارفة الظلال وروت عطاشها من هذه الينابيع الإسلامية على مر الأجيال، فإن شيوخنا العرفانيين التوحيديين الأتقياء لم ينقادوا وراء المد الحضاري الزائف، ونعني أولئك الزاهدين العابدين المتصوفين، فإنهم ما زالوا يحافظون على هذه الفريضة أسوة بالفرائض الأخرى والى جانبها وليس بديلا عنها".

وأضاف: إذا عدنا إلى مخزوننا الفكري والروحي والى أعلامنا الكبار قبل وبعد الدعوة التوحيدية نجد أنهم كانوا في طليعة من زكى وحج وغير ذلك من الفرائض".

الدروز حجوا إلى الديار الحجازية حتى قيام إسرائيل..!

ويقول الشيخ نمر: "يتحدث كبار السن في قريتي حرفيش أن العديد من التوحيديين الدروز أدوا فريضة الحج في الديار الحجازية في كافة العهود حتى حلول العهد الإسرائيلي الذي وضع نصب عينيه سلخ الدروز عن الطوائف العربية الثلاث في هذه الديار، فقام بالاعتداء على المقدسات ومصادرة الأراضي، وكذلك مصادرة رمضان وعيد الفطر، وهذا أبشع من مصادرة الأراضي، وخلق بدائل لا تمت للموضوع بصلة، واختلاق قومية درزية لم ولن تقوى على الوقوف رغم ما يزينوا لها ويبرمجوا ويخططوا لها قبل وبعد قيام الدولة" .

وأضاف الشيخ نمر: "أسيادنا الكبار، صحابة رسول الله، كأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي ومن بعدهم الصوفيون الكبار أمثال البسطامي؛ ابن عربي؛ ذو النون المصري؛ رابعة العدوية ومالك بن دينار وآخرون مما خلفوهم في (بلاد التراب)، الاسم الذي أطلق على دروز البلاد في كتاب (حكمة الدروز)، كل هؤلاء ساروا على النهج الإسلامي الحنفي الصحيح ولا غرابة في ذلك، نحن على ثقة أن شيوخنا الأجلاء في بلاد الشام والأقاليم التوحيدية الأخرى ما زالوا في طليعة تأدية فريضة الصيام ولا يصح إلا الصحيح، خلاصة القول، كما قال الشاعر المتقاعد طلال عامد المهتاد الذي عرج على الفرائض الإسلامية شعرًا فقال وبصدق:

إنا من الإسلام فرع شامخ وعماد عزته وجيش مجمر
إنا نصوم عن الرذائل عفة وتساميا وعلى الفضائل نفطر
إنا نصلي كي تظل نفوسنا في رفعة دوما تعز وتكبر
إنا لننحر كل علج ظالم لا نكتفي أبدا بشاة تنحر
إنا نحج إلى ديار كرامة وهناك نلقي رحلنا ونعسكر
إنا نزكي بالدماء كياننا خير الزكاة بما يجود الأبهر

وقد أحسن قولا صاحب اللزوميات أبو العلاء المعري في شعره حين قال :

ما الخير صوم يذوب الصائمون به ولا صلاة ولا صوف على الجسد
وإنما هو ترك الشر مطرحا ونفضك الصدر من غل ومن حسد".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]