بعد صلاة التراويح في المسجد الاقصى المبارك في كل ليلة من ليالي رمضان يتدفق المصلون مغادرين عبر مختلف أبواب الحرم..لكن أكثر الأبواب جمالاً واحتفالاً بقدوم رمضان وضيوف الرحمن هو باب حطة.
فالفوانيس الملونة والزينة التي تمتد من الباب وحتى آخر الحي تملأ أجواءه بهجة وتجعل من المرور خلاله متعة وتعكس أجواء رمضان الماضي وعاداته، وهي بمكونات بسيطة ورخيصة الثمن، من مواد بلاستيكية أعيد تدويرها.
ورشة عمل منزلية تحضيرا لزينة رمضان
الفنان المقدسي عبد الجليل الرازم (إبن حارة باب حطة) وبمشاركة أفراد عائلته، خاصة ولديه رشاد وراية، وبعمل متواصل دام شهراً كاملاً في ورشة أقيمت داخل منزله، وبمساندة من شباب الحارة قام بتصميم وإعداد الفوانيس والزينة، حيث قال في لقاء معه :"يتميز باب حطة بأهله وتكافلهم وترابطهم الاجتماعي، وبشبابه الذين يتحلون بالانتماء للعمل من أجل القدس وحاراتها".
وقد علق الرازم في أول ليلة من شهر رمضان نماذج من الزينة التي أعدها، وأشار أنه سوف يعلق كل أسبوع كل ما هو جديد.
مكونات الزينة ... صديقة للبيئة
أما عن مكونات الزينة فقد حرص على أن تكون صديقة للبيئة حيث قال :"لقد تبلورت لدي الفكرة منذ الطفولة بربط الماضي والحاضر، لإعادة عمل الفوانيس بشكل يدوي ومن مخلفات الإنسان، لأن العالم ينادي بالكف عن التلوث البيئي، فالعبوات البلاستيكية الفارغة كعبوات الزيت وعلب الفواكهه وأكواب المياه تلوث البيئة، والتخلص منها بحرقها يلوث الجو، وبدفنها تلوث التربة، وفي مجال عملي بتعليم وتدريب التربية الفنية أعمل على مشروع كيفية إستخدام مخلفات البيئة أي عمل شيء من لا شيء".
وأضاف :"بالنسبة للفوانيس التي سأشارك فيها هذا العام فهي مجموعة من الثريات من مخلفات البيئة ، بالاضافة إلى كتابة بعض الآيات والأحاديث المرتبطة بشهر رمضان المبارك، بشكل بارز من مادة الفلين الأبيض منها لفظ الجلالة وأسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتعليقها على جدران مدخل الحارة".
تبرعات وتكاتف أهالي حارة باب حطة لشهر رمضان
أما عن مشاركة أهالي حارة باب حطة فأوضح أن اول المتبرعين بالمال والعمل في تعليق الزينة هم شباب الحارة، وقال :"الجميع ساهم في إعداد زينة الحارة، الطفل والشاب والمرأة، وقد وصل شباب الحارة الليل بالنهار في العشرة أيام الأخيرة قبل رمضان من أجل تعليق الزينة إستقبالاً للشهر الفضيل".
الرازم.. تعليق الزينة في شهر رمضان المبارك هو واجب ديني ووطني
وأكد الرازم أن تعليق الزينة في شهر رمضان المبارك هو واجب ديني ووطني يدخل الفرحة والسرور والبهجة لضيوف المسجد الأقصى، ويعتبر تحدياً ورداً على مهرجان الأنوار الذي اقامته بلدية القدس قبل نحو شهر، فهي ليست أولى من شباب الحارة في تزيينها.
أمسية اسبوعية في باب حطة....
وبصفته عضواً مؤسساً في فرقة بيت المقدس للأناشيد الدينية قال أن الفرقة ستنظم كل يوم خميس أمسيات رمضانية بعد صلاة التراويح، وبشكل تطوعي من غير أجر في سبيل إحياء ليالي شهر رمضان بالذكر والتهاليل والأناشيد الرمضانية، كما وسيتم إيقاد المشاعل والفوانيس التقليدية في باب العمود ومسرح الحكواتي ومدرسة دار الطفل العربي بالتعاون مع جمعية أبواب القدس.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]