الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع، فهي الحضن الدافئ للأطفال والمرتع الهادئ للشباب ،والمأوى الآمن للمسنين والمسنات .

إذا كان الإسلام يحرص على صون كرامة الإنسان في كل مراحل عمره، فقد عني عناية خاصة بتوقير الكبار واحترامهم.. وقد جاء في محكم التنزيل: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين"... وفي موضع آخر قال الله تعالى:"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا "...

مراسل موقع "بكرا" نزل في رحاب بيت المسنين "ملا نوف" ليشاهد عن قرب أحوال المسنين في هذا المكان في أيام رمضان المبارك، وكانت له الجولة التالية:

المسنة نجاح عيد، من عكا، قالت لمراسلنا: "أعيش في هذا المكان منذ ست سنوات. قبل ذلك عانيت كثيرا من الناحية الصحية وتنقلت بين المستشفيات وكان الحل الأمثل بالنسبة لي هو القدوم لهذا المكان، لأن فيه رعاية إنسانية وطبية ممتازة. أبنائي يزورنني وحتى أبنائي المتواجدين في أمريكا يهاتفونني بشكل يومي".

أما المسن أبو مصطفى، وهو من أبو سنان، فقال: "أعيش هنا منذ تسعة أشهر وقد جاء بي إلى هنا ابني بعد معاناتي من الشلل النصفي الذي يلازمني طيلة الوقت. نشعر هنا بارتياح تام ونعيش كعائلة واحدة".

الجميع هنا يشعر وكأنه في بيته
وفي حديث لمراسلنا مع السيد سعيد ملا، مدير بيت المسنين قال: "لشهر رمضان خصوصيته في بيت المسنين (ملا نوف)، فنحن نقوم بتحضير الوجبات الرمضانية المفيدة والدسمة للمسنين والمسنات وكذلك نرعاهم رعاية ممتازة، والدليل أن الجميع هنا سعيد ويشعرون وكأنهم في بيوتهم".
يأتي الأبناء قبيل الإفطار ويتناولون الطعام مع أهاليهم المسنين

وأضاف: "قمنا بتغيير مواعيد زيارات الأبناء والأهل للمسنين، فالعديد من الأبناء يأتون إلى هنا قبل الإفطار ويتناولون طعام الإفطار مع ذويهم (المسنين والمسنات). في هذه الأيام المباركة نفتح الباب على مصراعيه بكل ما يخص مواعيد الزيارة".

لدينا مختصون أطباء وممرضات أكفاء
وتابع سعيد ملا حديثه بالقول : "نعمل جهدنا ولا نشعر المرضى بحالاتهم الصحية ونتعامل معهم على أنهم بصحة جيدة، لدينا أطباء وممرضات أكفاء يرعون نزلاءنا على مدار الساعة. وإذا حدث أمر خطير وطارئ، لا قدّر الله، فنحن متواصلون بخط مفتوح مع المركز الطبي (حيان) لمعالجة كل طارئ".

النزلاء من كل الطوائف ويعيشون كعائلة واحدة
واختتم حديثه قائلا: "نزلاؤنا من جميع الطوائف ونصفهم من اليهود. الكل يعيش هنا كعائلة واحدة ، في هذا الشهر الفضيل، لدينا برامج ترفيهية خاصة للمسنين ، فعاليات فنية وموسيقية وفعاليات أعمال يدوية للمسنات".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]