نشهد اليوم ارتفاعاً مُقلقاً في مرض السكري وخاصة السكري من نوع 2 في العالم كله وهذا الأمر يتضح في نتائج تقارير منظمات الصحة العالمية، والتي تشير إلى وضع مقلق وعالمي في انتشار السمنة والسكري من نوع 2. إضافة إلى هذا ليس من مدة بعيدة، اعتبر السكري من نوع 2 مرض للأجيال الأكبر، والذي تم تشخيصه خاصة بين أشخاص بأعمار 40 وما فوق، إلا انه في غضون السنوات الأخيرة انتشاره بين البالغين الشباب والأولاد يأخذ بالازدياد وبوتيرة مقلقة. نسبة مرضى السكري في الوسط العربي تعتبر من الأكثر ارتفاعا في البلاد وحتى في العالم بأكمله. خاصة لدى نساء تتراوح أعمارهم بين 55-65 فان نسبة المريضات تبلغ تقريبا %30- 40 % وهي نسبة مرتفعة جدا. السبب يعود بالطبع للسمنة الزائدة والتقليل من ممارسة الرياضة البدنية، وهذا بسبب أن الوزن الزائد يؤدي دورا رئيسياً في تطور السكري من نوع 2. وبهذا نرى أن حوالي 70% من النساء المريضات بسكري 2 من الوسط العربي تعانين من السمنة الزائدة.


نحن الآن في شهر رمضان هل يمكن لمرضى السكري الصوم؟
بالطبع يمكن لمرضى السكري الصوم في رمضان لكن من المهم جدا أن يرافق هذا تلقي إرشادات من الطبيب . مريض السكري الراغب في الصوم يجب ان يقوم بفحص نسبة السكر في الدم ويصل إلى وضع متوازن في نسبة السكر قبل بدء الصوم، يجب على مريض السكري تلقي الإرشادات الصحيحة من الطبيب المعالج في كل ما يتعلق باستعمال الأدوية التي تمنع الهيبوغليكيما (نقص السكر في الدم) والتحكم في مستوى السكر، هذا يعني الصوم لكن بشروط.

ما هي الأمور التي يجب على مريض السكري مراقبتها قبل الصوم؟
عليه أن يفحص مستوى السكر في الدم بواسطة فحص الهموغلوبين A1C وان كانت نتيجة السكر أعلى من 10% فيُحظر عليه الصيام.
عندما يختل التوازن بين الأدوية أو الأنسولين وبين الغذاء والرياضة فان مستويات السكر قد ترتفع أو تنخفض لقيم غير مرغوبة. نسب عالية للسكر في الدم (عالية جدا أو منخفضة جدا) تضر بالصحة، لذ من المهم المحافظة على مستوى قيم بالنطاق الذي أوصي به من قبل الطبيب المعالج. إن كان ثمة أشخاص لا ينتبهون عند وجود انخفاض في مستوى السكر في جسمهم فالأفضل ألا يصوموا. إضافة إلى هذا فان مرضى السكري الذين يعانون من ارتفاع في مستوى السكر في الجسم سيشعرون بهذا عبر التبول الزائد لذا فمن المهم الانتباه أيضا إلى هذه المسألة.
مرضى السكري الصائمون يستمرون في تناول أدوية السكري لكن ما يحصل هو أنهم لا يأكلون وهنا يكمن الخطر، لأنه حينها ستتابع الأدوية القيام بدورها لكن مع نقص بالطعام ونتيجة هذا ينخفض السكر. لذا يجب تناول الأدوية التي تمنع الهيوبوغليكيما (نقص السكر في الدم) .

بحث حول رمضان من شركة MSD

البحث الذي أجري على مدار سنوات في عدة أمكنة في العالم لشركة MSD ، كان الهدف منه إيجاد دواء يمكن أن يساعد الصائمين في رمضان على تجنب حدوث نوبات هيبوغليكيما نحن كأطباء نلتزم بمساعدة المرضى بادراك كيفية التمكن من مساعدتهم على التحكم جيدا في مستويات السكر لديهم أثناء شهر الصوم. كما سبق وذكرت ثمة أدوية قد تؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الجسم عند الصيام، لذا قام البحث بفحص إمكانيات أخرى لأدوية تحافظ أيضا على المريض ومستوى السكر وكذلك تمنع حرق السكر في الدم. البحث واجري في 75 مركزا طبيا في 8 دول في الشرق الأوسط وأفريقيا. ويُستدل من البحث أن المرضى الذين تلقوا دواء جنوفيه تواجدوا في احتمال منخفض للإصابة بالهيبوغليكيما. وتشير هذه المعطيات إلى أن المجموعة الجديدة من أدوية جنوفيه وجوانت قد تساعد مرضى السكري على تقليل معاناتهم من الهيبوغليكيما أثناء شهر رمضان، وتجنب التعقيدات المتأتية من المرض.
لذا فان هذه نتيجة مفرحة جدا بالنسبة للأشخاص لأن الحديث فقط عن تغيير الدواء ولا تحمل تعقيدات، مرضى السكري الذين يستخدمون دواء جنوفيه لا يعانون تقريبا من هيبوغليكيما.

كلمة أخيرة ...
الصوم في رمضان مهم جدا لكن يجب على مرضى السكري الكون حذرين ومدركين للتغييرات في جسدهم. في حالة شعرنا انه ثمة مشكلة ما في الجسم فيجب فحص مستوى السكر في الجسم حالا وعدم تأجيل الفحص. وفي حالة وجود تغيير في مستوى السكر فيجب التوقف عن الصوم فورا وتناول الأدوية المناسبة. يمكن أن يؤدي حرق السكر في الجسم إلى الموت. لذا ومن اجل أن يكون الصوم آمنا وبدون مشاكل يجب فحص مستوى السكر بانتظام خلال يوم الصيام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]