رمضان الأول يمر على عائلة الشهيد سامر سرحان دون أن يكون في وسطهم، يتصدر سفرة رمضان.. يلبي احتياجاتهم ومتطلباتهم... رمضان الأول على العائلة وتغيب عنها زينة هذا الشهر .. فلا اضواء ولا هلال ونجوم.. رمضان الأول ولا يصطحب سامر أطفاله زوجته الى التراويح أو صلاة الفجر في الأقصى... أسباب مجتمعة جعلت من هذا الشهر الأصعب على أرملته وأطفاله الذين لا يتوقفون عن السؤال عنه.

ام ماهر.. سامر عودنا على أجواء خاصة في شهر رمضان
مراسلة موقع "بكرا" بالقدس أجرت لقاءا مع زوجة الشهيد السيدة هنادي سرحان "أم ماهر" في هذا الشهر وهذه الظروف الصعبة فقالت :" انا شخصيا افتقد سامر في كل شيء في هذا الشهر الفضيل، فعودنا سامر على أجواء خاصة، في الفطور والسحور والذهاب الى الأقصى ومتابعة المسلسلات والسهر مع العائلة، لكن هذا الشهر منذ بدايته كان صعباً..فلا أشعر بأجواء سامر الرمضانية رغم التفاف عائلتي وعائلة زوجي حولنا لتعويضنا ومحاولة التخفيف عنا..لا استطيع نسيانه"، وتؤكد ان الأهل والاقارب يحرصون على أن تكون هي وأطفالها معهم على مائدة الافطار.

أطفال الشهيد: رمضان كل سنة غير، وجو غير مع بابا!!!
وعن أولادها تقول :"ان أطفالي خاصة الأكبر ماهر (12 عاماً) وآية (13 عاماً) يفتقدونه ويقولون "رمضان كل سنة غير، وجو غير مع بابا.. فهو كان يعمل لنا كذا وكذا...، خاصة وان والدهما كان يخصص لهما اجواء في هذا الشهر لتشجيعهما على الصيام، فأذكر انه كان يذهب ويشتري لهم طعام السحور الطازج من المخابز..واليوم أقف امامهما عاجزة لعدم استطاعتي عمل ذلك".
ورفضت هنادي تعليق زينة رمضان كما عودهم زوجها الشهيد في كل عام لغيابه، وتقول :"أحاول تلبية متطلبات أطفالي كلها لكني لم استطيع شراء الزينة وتعليقها".

اعداد الأكلات المحببة للشهيد سامر..
وتضيف :"احرص على اعداد الأكلات التي يحبها سامر في هذا الشهر كالمنسف والجريشة واوهبهم لروحه الطاهرة.

الذهاب الى التراويح والمرور اليومي من جانب قبره
كما وتحرص على الذهاب يوميا الى التراويح مع أطفالي الخمسة والمرور بجانب قبر سامر في مقبرة باب الرحمة وقراءة الفاتحة على روحه والحديث معه لأني أشعر بروحه في هذا اللحظات".

رمضان الاخير للشهيد سامر... الحد الفاصل لحياته
وتذكر هنادي سرحان رمضان الأخير لزوجها وتقول :"منذ العشر الأواخر في شهر رمضان الماضي بدء العد التنازلي لحياة سامر والحد الفاصل لحياته فكان هو من اوائل من تصدى لقطعان المستوطنين الذين اقتحموا مسجد العين في قرية سلوان ورغم تصويره بالكاميرات الإسرائيلية لكن لم يتم اعتقاله او استدعائه للتحقيق وبعد اقل من شهر تمت تصفيته على يد المستوطنين وبسلاحهم".

استشهاد الوالدة..
وما يزيد من ألم هنادي سرحان هو استشهاد والدتها بعد اسبوعين من اصابتها بقنبلة صوتية في يوم استشهاد سامر حيث عرقلت القوات الاسرائيلية وصول سيارة الاسعاف لتقديم العلاج لها في الوقت المناسب مما أدى تدهور صحتها... وتقول:"هذا رمضان دون سامر ودون والدتي، ففي أشهر رمضان السابقة، عندما كان سامر يخرج للافطار خارج المنزل أذهب انا واطفالي عند والدتي لكن ذلك غاب هذا العام".
وتختم السيدة هنادي سرحان وتقول :"لو سامر رجع لحياته كمان مرة الشهادة ستختاره".


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]