في حياتنا الكثير من الفترات المتنوعة والمناسبات , ونحن في هذه الأيام نعيش رمضان .

من يعيش شهر رمضان بطريقة صحيحة فإنه يستفيد منه جدا ولن يعتبر مناسبة عابرة , وإن قمنا بتناول الطعام الصحي , الطبيعي المعقد التركيب فإننا سنعطي الفرصة لجسدنا بأن يتخلص من السموم المتراكمة في الكبد خاصة وفيه عامة , وهذه السموم قد تتراكم نتيجة لتناول الأطعمة المصنعة , الطعام المقلي بالذات السريع , تلوث البيئة المحيطة بنا وتناول الكثير من الأدوية, أو تناول الأدوية الدائم .

فالصوم يساعدنا على التخلص من هذه السموم وينشط ويحسن من فعالية الكبد الذي من أحد وظائفه هو تنقية السموم من الجسم , ولكن المشكلة - في تراكم هذه السموم في الكبد عبر الأيام , فالصوم يساعده على التخلص من هذا التراكم , لأن الجسم عوضا عن انشغاله بعملية هضم الطعام , ينشغل بتنظيف نفسه من السموم .

نصائح للتغذية الصحية والصحيحة خلال الشهر الفضيل:

• الإكثار من الخضار الخضراء ( بالذات الورقية ) مهمة جدا , فهي تساهم مع الصوم في تنظيف الكبد , فهي تحتوي على مادة الكلوروفيل والذي أيضا بدوره يرفع نسبة الهيموجلوبين .

• من الغير مفضل تناول اللحوم يوميا , أو الإكثار منها لأنها مليئة بالبروتينات والتي تحتاج لطاقة كبيرة من الجسم لهضمها ووقت طويل , وفي الوقت الذي نتناول فيه الإفطار مساءً يميل جسدنا للاسترخاء . فما بالكم إذا كان هناك عبادات وواجبات اجتماعية.

عادات تناول الطعام هي أيضا مهمة بدورها:

• الصائم يشعر بعطش بشكل عام فعند تناولنا الطعام لا يحبذ الإكثار من شرب الماء , لأن هذا يؤدي للضغط على المعدة وتقليل تركيز الإنزيمات وفعاليتها التي تهضم الطعام , مما يجعل المعدة تميل للتخلص من الطعام سريعا وعدم هضمها له كليا و مما يؤدي إلى ارتفاع إمكانية الزيادة بالوزن وعدم الاستفادة الكلية من القيم الغذائية الموجودة في الطعام , أضف إلى ذلك شعورنا بالثقل . فعوضا عن شرب الماء الكثير , يمكننا تناول الشوربة أو الخضار المطبوخة .

• من المستحسن عدم الإفراط بتناول الطعام في نفس الوجبة, فمن المفضل توزيع الوجبة إلى وجبات صغيرة, كل 4 ساعات تقريبا وجبة صغيرة. فهذا لا يضايق المعدة ولا يشعرنا بالثقل, ويكون تبادل المواد صحيحا في جسمنا مما يجعلنا نحصل على اكبر نسبة من القيم الغذائية وامتصاصها, وان لا نعاني من مشكلة الإمساك, بالطبع ممن لا يعاني من مشكلة مزمنة بالأمعاء الغليظة.

• تناول الحلويات الشرقية هي عادة متبعة في رمضان والمشكلة تكمن في مركباتها , فهي مركبة من سكر غير معقد ومن الطحين الأبيض ( كربوهيدرات غير معقدة ) مما يؤدي إلى ارتفاع حاد لنسبة السكر في الدم ومن ثم الهبوط المفاجئ له , مما يؤدي على التعب والنعاس , وأيضا تناولها يؤدي لمضايقة عمل البنكرياس لان هذا يؤدي لزيادة العبء عليه فهو يقوم بإفراز الأنسولين بشكل حاد للدم لإدخال السكر على الخلايا , في الوقت الذي يقوم بإفراز عصارات هضمية إلى المعي الإثني عشر. يمكن استبدال الحلويات الشرقية بالفواكه المجففة وخاصة التمر المليء بالفيتامينات والأملاح المعدنية , مثل الحديد وهذا يساعد لمن يعاني من فقر غير حاد في الدم , ويحتوي أيضا على الفسفور والكالسيوم مما يساعد على تقوية العظام والأسنان , بالإضافة لفيتامين " أ " مما يقوي البصر ويحفظ رطوبة العين , وفيتامين " ب 1 و ب2 " وفيتامين " ب3" , وهذه الفيتامينات ترطب وتحفظ الأمعاء من الضعف والالتهابات , وأيضا غني بالأملاح القوية كالكالسيوم والبوتاسيوم مما يعادل حموضة المعدة , ونجد به الكاروتين مما قد يمنع الدوخة ودوار الرأس . فإن التمر من سنتنا وشريعتنا السمحاء فقد كان الرسول ( صلى ) , يقوم بداية بالإفطار على حبة تمر وإن لم يكن موجودا فعلى الماء , فإلى من يستطيع تناول حبة تمر ومن ثم كأس ماء ومن ثم يصلي المغرب , ومن بعد ذلك يقوم بإكمال تناول الوجبة فهذا مثالي جدا للجسم وللجهاز الهضمي .

بإمكاننا تحضير الحلاوة البيتية , ومركباتها هي الطحينة ,العسل ,والليمون , الغنية بالأملاح المعدنية خاصة الحديد , الكالسيوم ,وفيتامين "ب1وب2" .

ومع ذلك , لمن لا يستطيع عدم تناول الحلويات الشرقية فعلى الأقل أنصحه بعدم قلي الحلويات وتقليل نسبة السكر واستبدال السمنة بالزيت وبالطبع عدم الإفراط في تناولها .

• من المهم جدا شرب الماء الموزع , وليس بكمية كبيرة في نفس الوقت حتى يستطيع الجسم الاستفادة من الماء أكثر , عدم الضغط على المثانة مما يؤدي إلى عدم التبول السريع.

كل ما ذكر يساعدنا على تحسين صحتنا وتأديتنا لفريضة الله , وقيامنا بالعبادات الروحانية ومواصلة أقربائنا.

كل عام والجميع بخير

بلسم وتد

أخصائية تغذية ومعالجة بالطب الطبيعي في لئوميت خدمات صحية لواء المركز

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]