نظمت طائفة الروم الملكيين الكاثوليك المسيحية في مدينة حيفا للسنة الثانية على التوالي، وبمبادرة من الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى وبحضور المطران الياس شقوّر، إفطارا جماعيا في قاعة الكنيسة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. وتحت سقف الكنيسة، رفع الآذان داخل القاعة، للسنة الثانية على التوالي.

التآخي والوحدة
وقال الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى:"انها المرة الثانية التي نجتمع فيها  مسيحيين ومسلمين، في كنف كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في حيفا، الكنيسة العربية الجامعة التي تدعو دائما المجتمع العربي الى التآخي والوحدة في المصير والمحبة المتبادلة القائمة على احترام الآخر كانسان  دون النظر الى دينه أو عرقه او انتمائه المذهبي أو الطائفي". وتابع:" أخذنا على عاتقنا مهمة توعية الشارع العربي على ما هو مشترك، التاريخ المشترك، والجغرافيا المشتركة، واللغة العربية المشتركة التي تربطنا ". وأضاف: “رسالتنا اليوم يجب أن تتركز على بناء مجتمع عربي بعيد عن التعصب الديني، وذلك من خلال تربية أبنائنا وبناتنا على قيم التعايش المشترك والمحبة الأخوية الانسانية وهي دعوة نوجهها اليوم الى رجال الدين وأصحاب القرار في المجتمع".

التقارب بين الدين الاسلامي والمسيحي
اما الشيخ رشاد أبو الهيجاء فقال في كلمته:" لنعلم أن هذا الافطار جاء ليؤكد أن الدين لم يكن يوما من الأيام  من عوامل الفرقة، وانما اذا فهم بشكل صحيح يكون عاملا للتآخي والمحبة ويجمع بين البشر، أيها الأخوة قد يكون من المثلج للقلب أن هذا الإفطار إنما جاء بمبادرة من رجال الدين المسيحيين الذين يدركون حقيقة التقارب بين الدين الاسلامي والمسيحي”. واستعرض أمثلة للقربى بين المسيحيين والمسلمين في القرآن، والاحترام المتبادل بين أبناء الديانتين. وأكد: “نجد لزاما على عاتقنا أن نحمل رسالة لأبنائنا وبناتنا الذين ينظرون الينا ويقفون بما يسيرون على خطانا، وهذه الرسالة التي نحملها تتمثل بهذا الاجتماع المتجدد بين الدين والآخر".

الافطار في كنف الكنيسة شرف لنا جميعا

وتحدث نائب رئيس البلدية السابق المربي فتحي فوراني قائلا : “الافطار في كنف الكنيسة شرف لنا جميعا. خطوة تاريخية أخرى يقوم بها الصديق الوفي وأخي الذي لم تلده أمي قدس الأرشمندريت الأب أغابيوس أبو سعدى. ومرة أخرى ضربة معلّم". وأكد: “سيقول أولادنا واحفادنا من بعدنا، كان آباؤنا وأجدادونا يقيمون الافطار الرمضاني معا في كنيسة الروم الكاثوليك. ويجلسون معا اخوة وأهل على مائدة واحدة ويأكلون من صحن واحد. من هذا المكان المقدس وهذه الليلة الرمضانية الفضيلة نتوجه الى جميع رجال الدين الشرفاء من جميع الطوائف لأن يقوموا بدورهم الديني والاجتماعي والوطني والانساني".

النبي محمد العربي هو الذي ينادينا الى الوحدة
اما المطران الياس شقور فقال:" بسبب إكرامكم نكرم النبي محمد، نحن نكرم النبي محمد ولذلك نكرمكم كأتباع"، وأردف قائلا: “نحن نتشرف فعلا بإظهار احترامنا للنبي العربي الأبيّ ولمن يسير على دربه، فدربه شريف وطاهر، ليتنا جميعا نتجند للنصر، ما يوحدنا مسيحيين ومسلمين ليس فقط مريم العذراء، ولكن النبي محمد العربي هو الذي ينادينا الى الوحدة وأن لا نتفرق". وأضاف: “لا نقف أمام القنابل ولا الرصاص ولا التهديد، ولكننا نقف خاشعين أمام الآذان. لأن الآذان يوجه لله، ومن أجدر أن يقف الانسان أمام الله صامتا حينما يرتفع الآذان، والآذان والكيرياليسون يا رب ارحم ما هي الا صلاة ترتفع الى الله الأوحد الرحمن الرحيم.. الأكبر بين كل المخلوقات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]