في أجواء مفعمة بالتلاوين الفنية التي تمازج فيها اللحن مع خفة الأداء الفلكلوري، نظم معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى وسرية رام الله الأولى -مساء الجمعة في قصر رام الله الثقافي، حفلا استثنائياً على شرف زيارة الفلسطينيين وأحد الداعمين للحركة الفنية الفلسطينية الزوجين منى وباسم حشمة من الولايات المتحدة، وأيضاً تقديراً لتعاون الاتحاد الأمريكي لرام الله –فلسطين ممثلاً عنه السيدة نجمة غانم، بحيث اتحد المعهد والسرية في ساعتين قدما من خلالهما تشكيلة من التراث الشرقي العربي والكلاسيكيات الغربية الخفيفة.

كانت بداية الحفل مع فرقة مقامات القدس عاشقة الطرب الأصيل باشراف أستاذ القانون وفا الزغل. حيث تمازجت الموسيقى بأنامل أعضاء الفرقة العشرة مع غناء الشابة سميرة الخروبي فكان للمقطوعات "حيرت قلبي معاك" و"لونجا نهاوند" سحراً خاص، ومن الطرب الذي يخاطب الأذن والروح، أنشدت حواس الجمهور أمام خفة ومهارة فرقة دناديش التابعة لسرية رام الله مع 16 راقصاً وراقصة من الفتيان والفتيات اشرف عليهم جميل سحويل وكرستينا حلتة، بحيث انسابت حركاتهم مع أزيائهم التراثية على أنغام "رقصة اللاجئ" و"تمايلي".

كلاسيكيات غريبة


وللدهشة مجدداً وقف أعضاء فرقة أوتار فلسطينية الستة عشر ليؤدوا الكلاسيكيات غربية بتشكيلات رشيقة تكسر جمود الوقوف ترافقهم على البيانو دينا الشلة، وقد تلقوا تدريبهم على أيدي الموسيقيتين ايفا بوغرن وليزبيت ديبروني.

ولم يتوقف الحفل الزخم عند تلك المتعة السمعية والبصرية، بل انتقل المستمعون للاستمتاع مع الموهبة الواعدة ناي البرغوثي ومقطوعة من تأليفها "الزكزاك"، ترافقها العازفتان على البيانو هذر برشة وعلى الكونتراباص كريستين جابلر. وبعد الوقفة مع إبداع الصبية ناي،/ عادت فرقتا دناديش ورباعي فرقة سرية رام الله الأولى للرقص المعاصر لتزهوان رقصاُ على أنغام "يا وارد البير" و"الشاطئ الآخر". وبعد إيقاعات الرقص الممتع للنظر استمع الجمهور لإيقاع حسين سلمة مع طالب القانون خليل خوري ومقطوعة سماعي كرد للفنان إبراهيم سلمان.

فرقة دناديش وسرية رام الله للرقص تلهبان حماس الجمهور

وبعد الاستراحة الإيقاعية القصيرة، تمتعت حواس الجمهور مرة أخرى مع فرقة دناديش وسرية رام الله الأولى للرقص المعاصر مع رقصة الشام. ثم جاءت الآلة التي يخترق صوتها السماء مع رباعي الفلوت( تدريب هذر برشة)، حيث قدمت ثلاثة مقطوعات محببة هي إلمعي يا نجمة، النغمة الألمانية وقصيدة للفرح. وكان الختام مع تظاهرة موسيقية رقصية مع فرقة السرية ورباعي مقطوعة غطر الغج تحت إشراف الأستاذ إبراهيم العطاري لينتهي الحفل بذكرى غنية من الفن الممتع.

وفي ختام الحفل كرم كل من السيد فايق خوري رئيس مجلس إدارة سرية رام الله الأولى، ومن المعهد رئيسة مجلس المشرفين السيدة ريما ترزي، كلاً من مؤسسة منى وباسم حشمة والاتحاد الأمريكي-لرام الله فلسطين، حيث شكروهم على عطائهم اللامحدود وإتاحتهم الفرصة للموسيقيين اليافعين بالتعبير عن هويتهم الوطنية بلغة الموسيقى العالمية وذلك في قلب الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر حزيران الماضي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]