بمناسبة ذكرى ميلاد الفنان والممثل والمخرج الفلسطيني الكبير فرانسوا أبو سالم 16/11 أحيى مسرح الميدان الحيفاوي ذكرى الفنان بأمسية جمعت بين العديد من محبيه وعشاقه وزملائه وأصدقائه.
وقدّم مدير مسرح الميدان – رياض مصاروة نبذة قصيرة عن حياة المرحوم، والذي وضع حدا لحياته قبل حوالي شهر ونصف في رام الله، قبل أن تلقي الشاعرة سوسن غطّاس شعرا كتبته بهذه المناسبة. في حين تحدث د. عبدالفتاح أبو سرور – رئيس رابطة المسرحيين الفلسطينيين، عن علاقته بالفنان المرحوم، مشيرا الى أنه شكّل علامة فارقة في تطوّر المسرح الفلسطيني، رغم أن والديه ليسا فلسطينيين. بينما قدّم زميل المرحوم، الممثل عامر خليل من مسرح الحكواتي بالقدس مونولوجا من مسرحية "جلجامش" التي أخرجها أبو سالم، قبل أن يقدم نبذة عن حياة الفنان العملاق مرفقة بصور من حياته جمعها بشرائح عرضت على الشاشة الكبرى، وتحدث عن أنه كان على علاقة وطيدة بأبو سالم، وأنه كان أول من تعرّف على جثته، بحيث قال أنه تحدث معه قبل إقدامه على الانتحار بقليل، وأنه تحدث مع زميلة له فرنسية عبر برنامج السكايب، والتي أبلغته بنيّة أبو سالم بـ"القفز من سطح عمارة يتم بناؤها"، فخرج مهرولا باحثا عنه، ولم يكن يرد على الهاتف، فأكد أنه فقط بعد ساعتين من البحث، عثر على تجمهر من البشر بالقرب من عمارة يتم إعمارها، وأن الشرطة وصلت المكان، لتظهر له الحقيقة المرة أن صديقه، والذي عمل معه على تأسيس مسرح الحكواتي، بات جثة هامدة، وأحضر له الشرطي بطاقة هوية أبو سالم ليتعرّف عليه، ولكن لم يكن بإمكانه وهو يطلع الحضور على ذلك عدم الانفعال وذرف دمعة على روح صديقه المرحوم.
وقدّمت الفنانة ريم تلحمي، والتي أكدت أن "الجميع حذّرها من العمل مع ابو سالم" ورغم رغبتها بالعمل معه وعروضه المتوالية لها الا أن الظروف حالت دون ذلك، أغنيتين جديدتين تعمل على إصدارهما قريبا، تلائمان المناسبة الحزينة.
قبل أن يقدّم زميل الفنان الراحل، الفنان راضي شحادة مقطعا مؤثرا من مسرحية "عنتر في الساحة خيّال"، وتحدث عن علاقته بأبو سالم، والذي شارك معه بتأسيس مسرح الحكواتي في سنوات السبعين، مشيرا الى أن المجموعة المسرحية التي عملت على تأسيس المسرح، كانت تعمل في الابداع والانتاج الفني، ولم يكن همها انشاء مركزا ثقافيا كما أصبح المسرح فيما بعد، مؤكدا أن تحوّل المسرح الى مركز ثقافي والى محل بحاجة لأموال وميزانيات، أدى الى تفكك المجموعة وانشغال كل من المسرحيين بأعمال فنية شتى يعتاش منه، فذهب كل في طريقه، مؤكدا أن "الوحيد الذي كان بإمكانه أن يضبط الممثلين هو فرانسوا"!
بينما قدّم الممثل الشاب حسن طه مقطعا من مسرحية "ذاكرة النسيان"، وقدّم بعدها زميله الممثل وسيم خير مقطعا من مسرحية "في ظل الشهيد" وهما مسرحيتان أخرجهما ومثلهما أبو سالم نفسه.
يذكر أن أبو سالم وهو ابن الشاعر والطبيب الفرنسي، المجري الأصل، لوران غاسبار، والفنانة فرانسين غاسبار الفرنسية، تربى ونشأ في مدارس القدس، بعد أن كانت الحكومة الفرنسية قد انتدبت والده لفلسطين لانشاء المستشفى الفرنسي في بيت لحم بداية وفي القدس فيما بعد. ويعتبر أبو سالم، من ابرز الفنانين الفلسطينيين وأكثرهم تأثيرا على المسرح الفلسطيني الحديث.
كما أنه كان من مؤسسي فرقة بلالين خلال سبعينيات القرن الماضي، ثم فرقة مسرح الحكواتي – النزهة في القدس، والتي تحوّلت فيما بعد الى مسرحا فعليا (عمل على ترميم المبنى أبو سالم نفسه وزملائه في الفرقة بينهم راضي شحادة وعامر خليل وآخرين)، قبل أن ينتقل للعمل في باريس في ثمانينيات القرن الماضي، ليعود في نهاية التسعينيات للنشاط في مسرح الحكواتي في القدس، ولإخراج وتنفيذ الأعمال المسرحية العديدة التي أحيت المشهد الثقافي الفلسطيني واغنته كثيرا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]