يافا وحيفا، بين ازدهار ما قبل النكبة، ويافا وحيفا اليوم. مدينتان فلسطينيتان رئيسيتان شكلتا حالة حضارية مدنيّة في فلسطين التاريخية، تأسست فيهما مقوّمات المدينة الحديثة والمكوّن المدني الأول، ليس محليًا فقط، بل على مستوى العالم العربي. وقد ثبت عبرهما، ما كان مثبتًا طوال التاريخ، وبشكل لا يقبل أي تأويل، بأن المدينة الفلسطينية، على ارض فلسطين، كانت قائمة ومزدهرة، وان هذه الأرض هي لشعب هو الأصلاني فيها وعليها.

المدينتان تعرضتا لعملية تهويد ومحو معالم في محاولة من المؤسسة الاسرائيلية لشطب المدينة الفلسطينية بقصد الإجهاز على التاريخ والرواية، بعد شطب الجغرافيا والمكان والشواهد. فكيف نجحت اسرائيل في شطب المدينة الفلسطينية، وإن كانت عمليات الشطب والتشطيب تتفاوت بين يافا وبين حيفا، في حين ان الناصرة -- المدينة الفلسطينية الوحيدة التي بقيت، كما هي، بعد عام 48 -- جرى، مع الوقت، تهميشها وخنقها ومحاصرتها، بعد ان فشلت المؤسسة الاسرائيلية في محو معالمها وشواهدها، كما جرى في يافا وحيفا، وبالتالي فقد كان الهدف منع الناصرة من التقدم والتطوّر وإنشاء الحيّز المديني الحقيقي فيها، ودفعها للحاق باخواتيها يافا وحيفا، استمرارًا لنفس السياسة الاسرائيلية، ولكن بأوجه مختلفة، بينما المعنى كان يفضي الى النتيجة ذاتها: اغتيال المدينة الفلسطينية!

إخراج رامز قزموز
تصوير موفق عودة
اضاءة جميل عازر
صوت سامر يونس
مونتاج انمار فاعور
فكرة رمزي حكيم
موسيقى تصويرية كارم مطر
بحث في الارشيف نبيل عويضة
مديرة الانتاج زينة عدوي
منتج نزار يونس
انتاج الارز للانتاج
لصالج قناة الجزيرة الاخبارية

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]