لم يشكّل مطر حيفا وعواصفها، ليلة أمس، رادعًا أمام الجمهور الذي قرر أنه لن ينعم بدفء هذه الليلة، سوى بالدفء الذي يمنحه صوت الشابة العكّية ناي البرغوثي التي حققت منيتها ومنيتنا بإحيائها حفلاً من طراز خاص جدًا في قاعة "كريجير" للثقافة والفنون في حيفا، جاء تحت عنوان "مُنيتي"، حيثُ عملت جمعية "المشغل"، على تحضير ودعوة المغنية والطاقم الموسيقي، والمشاركين.

ناي، التي لم تتجاوز ربيعها الخامس عشر بعد، أعادت كل الحاضرين في حفلها الدافئ الى طفولتهم حين كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في كل زاوية من زوايا البيت، فالتهب الحاضرون وثاروا نشوة بين كل مذهب ومذهب، حيث بدا وكأن ناي تغني في عالمها الخاص والمنفرد دون أن تترك نشوتنا، كمستمعين، تهدأ في الوقت نفسه.

تركتنا "ناي" نشتعل لنصرخ: "الله" من فرط نشوتنا بصوتها، خلال العرض الذي امتد على مدار ساعتين، لأكثر من مئة مرّة، وحملتنا على الاسترخاء كل على مقعده لنتمكن من التحليق في سماء صوتهًا، جلوسًا!

لكننا وعند خروجنا من العرض شعرنا أن كل ذلك التفاعل الذي أبديناه لموهبتها، لم يفها حقها...

قدمت ناي، خلال الحفل، أكثر من أغنية مميزة، ولعل أبرزها كان: "إن قلت أسامح"، "راجعين يا هوى"، "آه يا حلو"، "منيتي"، "القدس العتيقة" و"كادني الهوى"...!

ورافقها خلال الحفل نخبة من العازفين وهم: فادي حنّا، تشارلي صافية، معين الغول، بولينا زبيدي، سامر بشارة بالإضافة للمايسترو، وهو المعلم الأول لـ "ناي"، خالد جبران.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]