يصادف اليوم  الثلاثاء ، يوم الأسير الفلسطيني، وقد درج الشعب الفلسطيني على امتداد تواجده في الوطن والمنافي، على إحياء هذه الذكرى منذ تاريخ 17 نيسان 1974، وهو اليوم الذي نجحت فيه المقاومة الفلسطينية من إطلاق سراح الأسير محمود بكر حجازي في أول عملية لتبادل الأسرى مع إسرائيل. ففي هذا اليوم، يعبر الشعب الفلسطيني والمتضامنين مع نضاله العادل عن استمرار النضال والكفاح في سبيل حرية الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

تاريخ الصراع الطويل

وفي يوم ألأسير لا بد من التذكير أن تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة يرتبط بشكل وثيق بتاريخ الصراع الطويل مع الحركة الصهيونية، ولاحقا مع دولة إسرائيل التي قامت عام 1948 على ارض فلسطين، والذي نتج عنه تهجير ثلثي الشعب الفلسطيني من أرضه بعملية تطهير عرقي منظمة، قامت بها الميليشيات الصهيونية والمتعاونين معها من دول الامبريالية العالمية، وصولا إلى احتلال ما تبقى من فلسطين عام 1967 على يد دولة إسرائيل، والتي ما تزال تحتل هذه الأرض حتى يومنا هذا. 

ويلات السجون والاعتقال

ورغم ما تكبده الشعب الفلسطيني بشرائحه المختلفة من ويلات السجون والاعتقال، إلا أن تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة كان وما زال عاملا مؤثرا في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة وتصديها للاحتلال وقوى الظلم التي تآمرت على فلسطين وشعبها الأصيل... وبهذه المناسبة تقوم الرابطة العربية للدفاع عن حقوق الاسرى والمعتقلين بإيقاد شعلة الحرية الثلاثاء في منزل عميد الاسرى كريم يونس في قرية عارة .. وبهذه المناسبة التقى مراسلنا مع منير منصور من الرابطة العربية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين وكذلك مع الاسير الجولاني المحرر كميل خاطر.


يوم الاسير هو تتويج لعمل دؤوب ومثابر في دعم قضايا الاسرى

يقول منصور :" يوم الاسير هو يوم مميز ،ويوم غير عادي ،في الذاكرة الجماعية الفلسطينية ،يوم نستذكر من خلاله اسرانا البواسل ،وشهدائنا وجرحانا ،نتوحد معهم في ذكراهم العطرة ،ونجدد لهم العهد والوفاء لأننا ابدا لن ننساهم . يوم الاسير بالنسبة لنا هو تتويج لعمل دؤوب ومتواصل في دعم قضية الاسرى والمعتقلين ،لم يغيبوا عنا ولو للحظة واحدة وهناك عمل متواصل وكبير سعيا لدعمهم وتعزيز صمودهم حتى يحين الافراج عنهم بإذن الله ، نحن نع ان الاسرى يعانون كثيرا في الاونة الاخيرة من سياسة قمعية داخل السجون والمعتقلات وكان اخرها قضيتي الاسير خضر عدنان والأسيرة هناء شلبي ، وقد نجحنا من رفع قضية الاعتقال الاداري الى اعلى المستويات المحلية والعالمية ،وللتذكير فقط هناك اكثر من 315 معتقلا اداريا لا يعلمون متى تنتهي مدة اعتقالهم ولم يصار الى تقديم لوائح اتهام بحقهم ، قضية الاسرى تعيش في وجدان كل فلسطيني اينما كان ،ناهيك انها تمتد الى كل بيت فلسطيني ،فقضية الاسير تعيش في وجداننا ونفوسنا ساعة بساعة ويوما بيوم .

عنصرية المؤسسة الاسرائيلية وضعف السلطة الفلسطينية يزيد من معاناة الاسرى

انصافا للحقيقة فالسلطة الفلسطينية ومن خلال وزارة شؤون الاسرى تحاول ان تتعامل مع اسرى الداخل كما تتعامل مع باقي الاسرى الفلسطينيون ،لكننا ندرك ان المعادلة السياسية تميل في صالح اسرائيل ،فعندما تتوجه السلطة الفلسطينية بموضوع اسرى الداخل يأتي الرد الاسرائيلي سريعا وواضحا ان قضية اسرى الداخل هي شأن اسرائيلي ولا يجوز لكم التدخل فيه ،معلوم لدينا ان اسرائيل تتعامل بموضوع اسرى الداخل بشدة وصرامة ولذلك قلناها في اكثر من مناسبة ان فرصة تحرير اسرى الداخل من السجون لن تتم الا من خلال صفقات كما حدث قبل عدة اشهر في صفقة شاليط ،نحن نع ان موقف السلطة الفلسطينية هو الاضعف في المعادلة ولذلك لا يجوز تحميلها اكثر مما ينبغي ، بالنسبة لأسرى الداخل الموقف معقد فمن ناحية تعتبرهم اسرائيل مواطنون اسرائيليون ولا تسمح للسلطة الفلسطينية التدخل بقضيتهم ،ومن جهة اخرى هؤلاء الاسرى لا يمتازون بحقوق سياسية اسوة بباقي الاسرى الفلسطينيون من الضفة والقطاع .


ثبت تاريخيا ان تحرير اسرى الداخل لن يتم الا من خلال الصفقات

وأوضح منصور :اسرى الداخل الفلسطيني لا يصار الى حل قضيتهم الا من خلال الصفقات ،وقد خضت بنفسي هذه التجربة في عام 1985 "صفقة جبريل" ،وهنا لا بد من الاشارة الى ان فصائل العمل الوطني الفلسطيني ونتيجة لهذه التعقيدات والوضع الخاص الذي يعيشه اسرى الداخل ،فقد ذهبت هذه الفصائل الى اعطاء اولويات كبيرة لأسرى الداخل في عمليات تبادل الاسرى ،نحن نثمن موقف حركة حماس لأنها ادرجت ضمن الصفقة الاخيرة خمسة من اسرى الداخل ،لكن هناك عتب كبير عليها وحماس تدرك ان عدم اطلاق عدد اكبر من اسرى الداخل يعني ابقائهم خلف القضبان دون افق واضح.

نتعامل مع كل الاسرى بغض النظر عن هويتهم

وأكد منصور:" نحن نتعامل ونتعاطى مع كل اسير يعتقل على خلفية نضالية ووطنية لها علاقة بالمسألة السياسية ،وأسرى الجولان العربي هم جزء لا يتجزأ من اسرانا ونتعامل معهم كما نتعامل مع باقي الاسرى الفلسطينيين ،بحسب معلوماتنا هناك خمسة من اسرى الجولان يقبعون في سجن "الجلبواع" "سيئ الصيت والسمعة" ، من جهتنا نقوم بزيارتهم ونقدم لهم الدعم ككل الاسرى ، ولقد فرحنا كثيرا حين ابرمت الصفقة الاخيرة وتم الافراج عن خمسة اسرى من الداخل وكذلك تحرير الاسير الجولاني وئام عماشة ، على الجميع ان يتأكد ان الرابطة العربية للدفاع عن حقوق الاسرى والحركة الاسيرة معنية بكل اسير ولا تهمنا الاوراق الشخصية التي يحملها الاسير ، ما يهمنا هو ان الاسير اعتقل وصدر حكم بحقه على خلفية نضالية وقضية وطنية

نستجدي ضمائر احرار العالم بتحرير اسرى الجولان

أما الاسير المحرر كميل خاطر من بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل والذي سجن لمدة ثماني سنوات فقد قال لمراسلنا :" يوم الاسير هو يوم احياء للأسرى العرب المنسيون من قبل الانظمة العربية ،وكذلك فإننا نحيي هذا اليوم متضامنين مع اخواننا الاسرى الفلسطينيون الذين يقبعون في السجون مشاركين اخوانهم الاسرى العرب". واضاف:" للأسف الشديد واقعنا العربي يتجاهل قضية الاسرى ،هؤلاء الاسرى الذين ضحوا بأعز ما يملكون وسجنوا في غياهب سجون العدو وما زال ستة من ابناء الجولان حتى يومنا هذا خلف القضبان.

حاولت ان اكون بجانب شعبنا الفلسطيني والسوري

وتساءل متى تتحرك ضمائركم يا من تتدعون قيادة الشعوب العربية ؟! ،ألم يحن الوقت بعد لتحرروهم من سجون الاحتلال ؟! ،وتابع خاطر:" لن اتحدث كثيرا عن تجربتي الشخصية ولكنني سأسردها بعجالة لأقول انه تم اعتقالي سبع مرات وصدر بحقي حكم بالسجن ثمان سنوات بتهمة التواصل مع الوطن سوريا ومد المقاومة الفلسطينية بالسلاح ،حاولت ان اكون بجانب شعبنا الفلسطيني والسوري ومناهضة الظلم التي تفرضه دولة الاحتلال ، في السابق كنا نطالب سوريا بإطلاق سراحنا من السجون ،أما اليوم فبتنا نطالب ونستجدي الضمائر الحية في العالم بالعمل على اطلاق سراح اسرى الجولان المحتل ،وأختتم خاطر متنهدا:"عقدنا الامل دوما بتحرير الجولان المحتل على يد الام سوريا والعودة الى حضن الوطن ،وما زلنا نأمل ذلك في المستقبل بعد ان تسود الدولة السورية الديموقراطية لتكون دولة مدنية يكون على رأس اجندتها تحرير الجولان المحتل من المغتصب الاسرائيلي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]