مع ذكرى سقوط حيفا الذي صادف في 22 نيسان، يؤكد المؤرخ دكتور جوني منصور ابن المدينة أن العصابات اليهودية في حيفا والهجاناه على رأسها خططت بشكل مطوّل لتطهير المدينة من الفلسطينيين والعرب، وأنها نفذت ذلك في عيد الفصح اليهودي تطابقا مع المفهوم التوراتي "التطهير الفصحي"!
مهدت الحركة الصهيونية لذلك
يقول منصور: "حيفا لم تسقط بين عشية وضحاها كما يقال المثل بل مهدت الحركة الصهيونية لذلك واستعدت لذلك طوال فترة طويلة. فاستطاعت الحركة الصهيونية في الحصول على قرار التقسيم من الأمم المتحدة عام 1947، وكثّفت العمليات العسكرية، وحيفا كانت من نصيب الدولة اليهودية بحسب قرار التقسيم، فباشرت العصابات اليهودية وعلى رأسها الهجاناه بقصف الأحياء العربية من على جبل الكرمل، بحكم انتشار الأحياء اليهودية على قمم الجبل، والأحياء العربية على سفوح الجبل والمدينة التحتى الموازية لمستوى البحر. فكان التفوق العسكري واضحا على الأحياء العربية".
"شلالات نار"
وتابع: "ومن الشواهد أنه كانوا يلقون، براميل مليئة بالبراغي والمسامير المشتعلة، فحتى أنه هناك وصفا لها كـ"شلالات نار"، فحتى هذا الوصف غريب، الشلال هو للماء، ولكنهم حوّلوه للنار. فكانت تُدحرج هذه البراميل على الأدراج، وحيفا مليئة بالأدراج وبالشوارع الصاعدة، فكانت تصدم كلها بالمنازل. وفي شهر آذار وضعت خطة "د" التي تجمع جميع الخطط السابقة، "أ" و "ب" و "ج"، والتي تقول أن قصف المدن والأحياء بشكل قوي جدا، إحداث فزع وهلع كبير، وتبدأ الناس بترك البيوت لتبدأ عملية الترحيل، أو ما يسمى بالتطهير العرقي".
عملية اسمها "المقص"
ويواصل منصور حديثه قائلا: "ما حصل في حيفا أنه في شهر نيسان كانت فترة عيد الفصح عند اليهود، فعمليا بدأوا بعملية الانقضاض على المدينة في عملية اسمها "المقص"، القيادة كانت موجودة في حي الهدار، وقيادات ميدانية موزعة على الأطراف، وبدأت القوات اليهودية تطبق على المدينة تماما بشكل مقص! بمعنى أن تطبق على الأحياء اذ بقيت جهة واحدة مفتوحة وهي الميناء، حيث كانت تنتظر السفن والزحافات التي باشرت بنقل الفلسطينيين، وجزء من هذه السفن يهودية وبريطانية وحتى عربية مستأجرة لتقوم بهذه المهمة. وبعد إغلاق جميع الأطراف، الغرب والشرق والجنوب، لم يتبق الا جهة الشمال والميناء نحو عكا... هكذا بدأت عملية المقص وتهجير الفلسطينيين. بعد هذه العملية جاءت عملية تنطبق مع المفهوم التوراتي "بيعور حاميتس" التطهير الفصحي، وهو تطهير البيت من كل ما له علاقة بالخمير تحضيرا لعيد الفصح اليهودي، فبدأت قوات الهجناه تنتشر وتمشط بيتا بيتا، حيا حيا، زقاقا زقاقا، من ما تبقى من السكان ودفعهم الى الميناء. ما تبقى من 75 ألف عربي هو 3 آلاف عربي فقط، تم تجميعهم في حي وادي النسناس وفُرّغت المدينة من الفلسطينيين. بعد تفريغ المدينة بدأت عملية استيعاب المهاجرين الذي أحضروا من أوروبا الشرقية وشمال أفريقيا، وبدأ توطينهم في المنازل العربية منعا لعودة اللاجئين الفلسطينيين"!. وأكد أن سكان المدينة الواحدة تشتت أوصالهم في مخيمات اللاجئين في دمشق واربد وصيدا وصور وجنين.. وأكد أن كل الحديث عن مدينة تعايش كله كلام فارغ ما دام لن يعود سكان هذه المدينة وأهلها الذين فقدوا كل شيء في نكبة حيفا الى منازلهم الأصلية.
حكومة الانتداب البريطاني
وقال في رد على سؤال حول كون شفتاي ليفي رئيسا لبلدية حيفا زمن النكبة، والظن السائد بأن سكان المدينة العرب انتخبوه رئيسا لها: "تعيين شفتاي ليفي رئيسا للبلدية لم يكن برضى أي طرف من الأطراف العربية، لأن حسن شكري توفي خلال الحرب العالمية الثانية في خضم حالة الطوارئ عام 1940، ولم تجرٍ انتخابات، وبحسب قانون البلديات الذي وضعته حكومة الانتداب البريطاني في سنوات الثلاثين، يصبح نائب الرئيس، رئيسا ريثما تجري انتخابات. فانتهت الحرب العالمية الثانية ولم تجرٍ انتخابات، ووقعت أحداث النكبة، فبقي شفتاي ليفي رئيسا معيّنا غير منتخبِ حتى عام 1951 عند وفاته وجاء بعده ابا حوشي".
[email protected]
أضف تعليق