ذياب ياسين، ابن قرية الخالصة المهجرّة، تهجّر وهو في عمر 12 عاما، ليسكن مخيمات سوريا فلبنان لاحقا، عاش نفسية النكبة والتهجير، وقصص الارهاب البشع، وهدم البيوت ونهب الأراضي، ومثله مثل الألوف من ابناء شعبنا الفلسطيني الذي تهجّر ليسكن الخيام في الشتات، ليكبر وتزوج وينجب ابنه وليد.

وليد ياسين ورغم عمره اليوم الذي شارف على انهائه 53 عاما، إلا أنه مثل كافة المهجرين لم ينس أصله، بأنه مهجّر من قرية الخالصة قضاء صفد وعلى الحدود اللبنانية، ويعلم جيّدا تفاصيل القرية وفق الروايات المتناقلة جيلا وراء جيل، ويعرف انه أقيمت مستوطنة على انقاض القرية ويسكنها يهود شرقيون!.

معارك للعودة إلى فلسطين

ولد وليد ياسين في مخيمات سوريا، تعلّم في مدارسها ومن ثم أكمل تعليمه الأكاديمي في الكلية الحربية في يوغوسلافيا، لينتقل بعدها إلى لبنان وينتسب الى حركة فتح ويخوض الى جانب زملائه معارك من أجل العودة الى فلسطين، حيث انطلقت المقاومة المسلحة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي من الاراضي اللبنانية، ليصبح فيما بعد من أحد سكّن السويد ويحمل جنسيتها حتى يومنا.

ورغم مرور السنين الطويلة هناك، وانجابه الأولاد، لكنه لم ينس يوما انه مهجّر، ولديه حق يجب الا ينساه، وبل بأن يورّثه لجيل وراء جيل. ووليد ياسين ذياب، الى جانب كل من اميرة خليل؛ منى عباس؛ محمود أبو العبد؛ مريم؛ سيزار؛ كاميليا؛ مجدولين؛ منى؛ فرح؛ إسراء؛ وأمونة من ابناء الجالية الفلسطينية في السويد قرّروا ان يعودوا – ولو سائحين الى بلادهم ويزوروا قراهم المهجّرة وتراب الوطن، وكل تفاصيله.

يقول وليد: "انا اليوم من سكان السويد، امضينا 25 عاما هناك، فيما امضينا 27 عاما في مخيمات لبنان، اولادنا ولدوا في السويد، واليوم زيارتنا لبلادنا هي تكريس لحق العودة الذي ليس هو ليس مجرّد حلم، بل واقع سيتحقق وفق القرارات الشرعية 194، ونحن نناضل بشكل سلمي اجتماعي سياسي من خلال البيت الفلسطيني في السويد لتكريس الحق الفلسطيني والثقافة والحضارة الفلسطينية، ونقلها لاولادنا جيل وراء جيل، وابناؤنا اليوم أصبحوا قسما من قيادة الجمعية برئاستها اميرة، ونقوم بتاهيلهم لاستلامهم قيادة الجمعية مستقبلا ولتكريس مفهوم القضية الفلسطينية بشكل صحيح".

رسالة إلى بن غريون: لن ننسى

ورغم عمره الذي شارف على نهاية الـ 53 عاما، أكد وردّا على بن غريون الذي قال ان الكبار سيموتون، والصغار سينسون، فقال: "رغم عبقرية بن غريون ودهائه السياسي، لكنه اخطأ بتقديره للموقف، حيث أكدت الأجيال المتعاقبة أن كل جيل يكون اقسى واكثر اصرار لتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني، واهدافه المشروعة ".

واشار في حديثه أن والده خرج من الخالصة بعمر 12 عامًا ليترعرع هو في سوريا وعندما حاول الانضمام للفصاائل الفلسطينية قال والده له: "هل ستحررون فلسطين؟ الدول العربية لم تستطع"، مؤكدا ان قناعات الجالية الفلسطينية عبر العلم، وهو سلاحهم الذي سيحقق امالهم، وأيضا لديهم ذاكرة اقوى من ذاكرة اليهود، مضيفا: "ذاركتنا ستكون اقوى، فهم تذكروا فلسطين بعد 3000 سنة ونحن سنبقى نتذكرها والحق سيعود لاصحابها".

وعن زيارته لقريته المهجّرة، قال ان ترابها غالي، وأرضها لا تقدّر بثمن، مضيفا: "اسعد أيام حياتي هو اليوم، فكان حلمنا أن نأتي الى هنا، وزيارتنا اليوم نقول أنها اكبر وأشرف رحلة وأٌقدسها رغم زياراتي للعديد من دول العالم، واقولها بكل صدق ان أشرف يوم لدي عندما وطأت قدامي أرضي، وقبّل جبيني عشب أرضنا، وعندما رأت عيني أغلى بلاد وأجملها وأقدسها، وبكل صدق أقولها، فقد حكوا لنا عن فلسطين وبلادنا، ظننت ان هنالك مبالغة، لكن أهلي صدقوا في المخيمات عن وصف بلادنا، وقريتنا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]