انطلقت جمعيّة "حيفا" العربيّة الإسلاميّة بأولى نشاطاتها الجماهيريّة، مساء الثلاثاء الأخير (2012/7/10)، بمشاركة المئات في مسرح «الميدان» في ندوة ثقافيّة بعنوان "الأوقاف الإسلاميّة في حيفا"، ألقاها المؤرّخ د. محمود يزبك.

وكانت هذه الندوة أول نشاطات جمعيّة «حيفا»، والّتي تأسّست بمبادرة كادر شبابيّ من أبناء المدينة لهدف خدمة وتطوير المجتمع. وقد حضر هذه الاحتفاليّة الأولى لهذه الجمعيّة نخبة من شخصيّات المجتمع، رجال الدّين وأئمّة المساجد، أعضاء كنيست سابقين، ممثّلي الأحزاب والقوى السياسيّة والأهليّة، ورؤساء لجان الأحياء، وعدد كبير من شخصيّات المجتمع العربيّ في حيفا.

سويطات: «نحتاج إلى وقفة موحّدة لتغيير الواقع»

افتتح الأمسيّة، المستشار التنظيميّ والمُخطّط عروة سويطات، الّذي رافق بناء وتأسيس الجمعيّة بشكل مهنيّ، مؤكّدًا أنّ قضيّة الأوقاف، تمثّل «قضيّة وطنيّة من الدرجة الأولى، دفاعًا عن الأملاك الجماعيّة وصيانة للأوقاف المعرّضة للتهديد المستمرّ، في سياق التصعيد الأخير بمعركة ضدّ مجمل أملاك اللاجئين والأملاك المصادرة، والمخطّط لها إمّا البيع والخصخصة، وإمّا التهميش، وإمّا تحويلها إلى متحف غير رسميّ للنكبة»، داعيًا إلى وقفة موحّدة لأجل الأوقاف وتغيير الواقع بأدوات الوعي والوحدة والعمل الجماهيريّ المنظّم.

وأشاد سويطات بالدور الحماسيّ الّذي يبديه مجموعة الشّباب المؤسّسة لهذه الجمعيّة، وما لمسه من روح الجديّة والنشاط لهؤلاء الشّباب وتواصلهم مع الناس بقوله «لم تتسرّع الجمعيّة في التصريحات والكلام المعسول، بل تريّثوا قليلًا وفكّروا ووضعوا الأسئلة قبل الأجوبة، وخطّطوا للمدى البعيد والقريب، إذ تمّ تشخيص القضايا ووضع الرؤية المستقبليّة والرسالة المجتمعيّة والأهداف، وجماهير الهدف واحتياجاتها، ومشاريع لكيفيّة تلبية هذه الاحتياجات بطرق مميّزة، وبشكل جدّي ومُستديم».

سليمان: «ننبثق من نبض الجماهير»

ثم تحدّث الفنّان كمال سليمان، فألقى كلمة الجمعيّة ومجموعة المؤسّسين، مرحّبًا بالحضور، شارحًا كيفيّة تبلور فكرة تأسيس الجمعيّة، ومن ثمّ تطرّق إلى وضعيّة العرب المسلمين في حيفا ومدى حاجة هذا المجتمع بإقامة مؤسّساته الاجتماعيّة والثقافيّة والتربويّة، وناشد الجمهور الحيفاويّ، الحاضر والغائب، للالتفاف حول هذه الجمعيّة الّتي تنبثق من نبض جماهير هذا المجتمع، وطالب جميع أفراد المجتمع للمبادرة والعطاء والبدء بالعمل الجادّ من أجل إحداث تغيير جذريّ لوضعيّة هذا المجتمع.

وعرّف كمال سليمان الأعضاء المؤسّسين، بأنّهم مجموعة من أبناء حيفا العرب المسلمين المحبّين الغيّورين على مصلحة مجتمعهم وقضاياه، توحّدوا من أجل إحداث تغيير نحو مستقبل مشرق لهذا المجتمع.

وتطرّق سليمان أيضًا إلى القضايا الّتي تحرّك هذه الجمعيّة وأعضائها، مُشيرًا إلى «الحاجة الماسّة لتطوير الثقافة العربيّة والإسلاميّة ودعم التعليم العالي ورفع نسبة الأكاديميّين، والحاجة الماسّة إلى إيجاد أطر اجتماعيّة ومكان للعزاء والنشاطات الجماهيريّة، والحاجة الماسّة لصيانة الأوقاف والمقدّسات وحقوق العرب والمسلمين».

وذكر سليمان جماهير الهدف والمشاريع الّتي رسمتها هذه الجمعيّة في سلّم أولويّاتها، وقام أعضاء الجمعيّة بتوزيع منشور النصّ المؤسّس لهذه الجمعيّة، وتوزيع استمارة دعم للجمعيّة من جمهور الحاضرين.

د. يزبك: «الحفاظ على الأوقاف والمعالم التاريخيّة يثبّت وجود العرب في المدينة»

وبعدها أعتلى د. محمود يزبك خشبة المسرح ليبدأ بإلقاء محاضرته الممتعة عن الأوقاف والمقدّسات الإسلاميّة، وقد أتحف الدكتور يزبك جمهور الحاضرين بالمعلومات القيّمة الّذي زوّدهم بها، فبدأ بالشرح العام عن بداية تأسيس مدينة حيفا على زمن السّلطان سليم الأوّل عام 23/1722، وعن تاريخ بناء المقدّسات والأماكن العامّة والمعالم المهمّة، فذكر بناء الأسوار والمدارس والمساجد والسّاحات والأبراج والمقامات، وذكر نصوص الحجج الوقفيّة في حيفا.

وأشار د. يزبك إلى أنّ حيفا كانت غنيّة في الأوقاف قبل تصفيتها في النكبة، مؤكّدًا أهميّة صيانتها والحفاظ عليها وترميمها، لأنّ "الحفاظ على الأوقاف والمعالم التاريخيّة والذاكرة هو جزء جوهريّ من نموّ الشعوب وتطويرها، وجزء من تثبيت وجود العرب في هذه المدينة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]