هي، إثبات حي على أن بإمكان صوت أن يأسرك لـ15 سنة متتالية دون أن تفكر أنك اعتدت رنته أو بحته أو تلقائيته..

فما تزال الإعلاميّة إيمان القاسم-سليمان تصحو في صباح كل يوم لتتخذ مقعدها في قلوبنا وتشدو بأحوال مجتمعنا وقضاياه بينما تحتسي "فنجان قهوتها"...

إيمان، التي تطل علينا خلف المايكريفون الذي اعتادها واعتادته في استوديو إذاعة صوت إسرائيل بالعربية، استقبلتنا في بيتها بالقدس، خلال تصوير حلقة تلفزيونية خاصة معها في إطار برنامج "رشة ملح" الذي يستعد موقع "بكرا" لإطلاقه في أول أيام شهر رمضان الفضيل، وهناك حدثتنا عن البداية.. الرحلة والآمال...

بدأت منذ الصف العاشر ولا يزال عملي شائقًا حتى اللحظة...

استهلت ايمان حديثها مستذكرة بدايتها قائلة:"بدأت عملي بالإذاعة منذ ان كنت في الصف العاشر بالمرحلة الثانوية عندما اقترحت علي والدتي، ماري، ان اعمل هناك لتوفير مصروفي خلال العطلة وبالفعل أخذت بنصيحتها وبدأت العمل ومن هناك انطلقت مسيرتي فقد بدأت بتقديم زوايا صغيرة في برامج للإذاعي يوسف مرعي، رحمه الله، في برنامجه "مشوار الأربعاء" الذي اعتبره صاحب فضل كبير عليّ، وها انا لا ازال مستمرة في المجال وسعيدة به."

المجتمع يحمّل الإعلامي، أحيانًا، مهمات أكبر منه...!

تابعت:"بالرغم من أنني لم أتوقع أن أستمر وأحترف العمل الإعلامي غير أنني بت أدمن على التواصل مع الجمهور كل صباح دون أن أغفل طبعًا أن العمل في مجالنا صعب أيضًا فالكثيرون من أبناء مجتمعنا يحملون على الصحفي، أحيانًا، أعباءً أكبر منه، حيث يتواصل معي مثلاً أشخاص يطالبونني بالعمل على حل مشكلة معينة يواجهونها وهم لا يعون أنه حلها ليس متوفرًا ضمن صلاحياتي لأنني إعلامية ولست عضوًا في البرلمان مثلاً، ومع ذلك فإنني أعمل جاهدة على حل ما طُرح لئلا أخيب أمل من يثقون بي..."

زادت والابتسامة ترتسم على محيّاها:"إسمحوا لي أن أعترف، هنا، بفضل إميل خزعل، رحمه الله، لأنه من علمني أسس هذه المهنة العظيمة ولماري، أمي، أيضًا التي تدعم مسيرتي حتى اليوم بكل قوتها واندافعها لإيمانها الكبير برسالتي الإعلامية..."

أنا من يافا، الرامة والقدس وأبنائي يفخرون بي...

عن النشأة والعائلة حدثتنا إيمان:"إن والدي من الرامة بينما ولدت والدتي في يافا فوصلتُ أنا إلى العالم لأكبر في يافا وأستقر بالقدس في نهاية المطاف وهذه التركيبة التي تكونت من هذه البلدات الثلاثة منحتني فرصة التعرف على ثقافات أهل بلادنا عن كثب وهذه فرصة لا يحصل عليها الكثيرون، وإنني اليوم متزوجة من فؤاد سليمان ولدينا ثلاثة ابناء وهم نسيم وساري وراني الذين أشعر دومًا بفخرهم بي وبعملي وهذا أمر أتمنى أن أحافظ عليه ما حييت..."

عمي سميح القاسم رمز ومنارة وحب...

أضافت إيمان:"لا يمكنني التحدث عن النشأة والعائلة دون التوقف عند اسم عمي الشاعر الكبير سميح القاسم، رعاه الله وأطال عمره، فإن عمي سميح كان في طفولتي كما أي عم عادي لأي طفلة عادية، فقد كان حنونًا جدًا ومحبوبًا أيضًا لكنني وخلال السنوات ببدأت أشهد على انطلاقته كشاعر ومنذ ذلك الحين وأنا مبهورة بفكره، لغته، قوته وأيديولوجيته وأعتبره رمزًا ومنارة لنا جميعًا..."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]