المسحراتي أو المسحر، هي مهنة يطلقها المسلم على الشخص الذي يوقظ المسلمين في ليل شهر رمضان لتناول وجبة السحور. والمشهور عن المسحراتي هو حمله للطبل ودقها عليها بهدف إيقاظ الناس قبل صلاة الفجر وعادة ما يكون النداء مصحوب ببعض التهليلات أو الأناشيد الدينية. مع تقدم الزمن وتطور المجتمع تكنولوجيا أصبحت هذه المهنة شبه منقرضة بعدما كانت مشهورة ومتزاولة بقوة وخصوصاً في بلاد الشام ..... لكن في الداخل الفلسطيني اضحت مهمة المسحراتي عملة نادرة وكادت ان تنقرض ...ميشيل ايوب (نصراني) من قرية المكر قرر قبل سبع سنوات ان يحيي هذا التراث قبل انقراضه نهائيا .... مراسل "بكرا: التقى ايوب ليقف معه عن كثب حول تطوع انسان نصراني في مهمة ليست سهلة خاصة توقيتها.

قلبي على هذا الموروث

ايوب افتتح حديثه قائلا مع موقع "بكرا": بالنسبة لي لا فرق بين مسلم ومسيحي فالدين لله والوطن للجميع، قضية المسحراتي بدأت فكرتها تراودني قبل سبع سنوات، ففي شهر رمضان تتجمع الاسر حول التلفاز وتشاهد المسلسلات الرمضانية وخاصة الشامية منها ،وفي الكثير منها نشاهد المسحراتي الذي يوقظ الناس من سباتهم قبل الفجر لتناول طعام السحور ،هذه المشاهد كان لها الاثر الكبير في نفسي ،وقررت ان اتطوع لله ولخدمة وسطنا العربي في هذه الايام الفضيلة ،فقضية المسحراتي هو ارث عربي وتراث لا يمكن التنازل عنه بسهولة ولذلك قررت مزاولة هذه الهواية.

التدريبات والكلمات ودعم المشايخ

يتابع ايوب: بعد ان قررت مزاولة هذه المهنة كان لا بد في البداية من التدريب على الكلمات والالحان وقرع الطبلة التي ابتعتها من سوق عكا القديم ،وكذلك فقد تلقيت دعما معنويا من عدد من المشايخ في عكا والقرى المجاورة وشجعوني كثيرا ،اما الكلمات التي انشدها فجزء منها مصدره الدين الاسلامي واخر من تأليف الاصدقاء ،أما ملابسي التراثية فهي من عمل وخياطة احد المحلات التي تخيط هذه الملابس العربية التراثية في دالية الكرمل.

شعور جميل واطراءات متكررة

وعن شعوره ومدى التجاوب معه قال ايوب: اولا اتلقى الدعم من عائلتي، ومن جهة اخرى اشعر بحب الناس لي حين اتجول في الاحياء في ساعات قبل الفجر لاوقظهم من النوم. واكثر ما يسعدني ملاحقة الصغار لي حين ابدأ بالايقاع وانشد " يا نايم وحد الدايم"، هذا العمل ليس سهلا خاصة وان توقيته متأخر ،وبعد الانتهاء منه اعود للبيت لاستريح مقدار ساعتين لاستيقظ الى عملي.

نترككم مع فيدو وجولة خاصة لميشيل...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]