ان ارتفاع اسعار النفط له اثر سلبي كبير على النمو العالمي ،فارتفاع اسعار النفط مثله كمثل ارتفاع اسعار جميع السلع ،فعند زيادة الطلب على النفط بشكل يتجاوز قدرة الانتاج فان السعر سيرتفع كثيرا وبشكل حاد.

مراسل بكرا التقى بمدير عام "بال غاز"،  طارق عواد، ابن قرية كفر ياسيف، محاولا الاستفسار حول ارتفاع اسعار الوقود وتاثيرها على نمو السوق والمجتمع بشكل عام.

حراك صيني ونهم على النفط

في بداية حديثه قال عواد : اتوقع وصول سعر لتر البنزين حتى نهاية العام 9 شيكل ،وتابع: كما يعلم الجميع فقد وصل ثمن برميل النفط قبل فترة الى 140 دولار واليوم يقف عند حد 110 دولارات ،ارتفاع سعر برميل النفط او انخفاضه يعود لعدة اسباب اقليمية وعالمية ذات صلة ،هناك عدة مسببات وعوامل لارتفاع اسعار النفط ،فالنفط هو سوق عالمي كبير والطلب على النفط في الفترة الاخيرة يزداد من قبل دولة الصين لاحتياجاتها الداخلية الصناعية ،والزيادة في الطلب يعني ارتفاع الاسعار ،من جهة اخرى أي تحرك او امر "جيوبوليطي" من شأنه ارتفاع اسعار النفط في العالم وبالتاكيد هذا ينعكس على اسعار الوقود لدينا ،لكن من جهة اخرى فاسعار الوقود والمحروقات عامة في بلادنا من الاعلى في العالم وهي بسبب الضرائب الباهظة المفروضة عليها ،فضريبة "البلو" المفروضة على الوقود تصل نسبتها الى حوالي 50% من سعر النفط ،ولو ترجمنا ذلك الى العملة الصعبة (الدولار) فنحن ندفع مقابل كل لتر بنزين اكثر من 2 دولار للتر الواحد بينما في الولايات المتحدة سعر الجالون (4لتر) يصل الى 3.75 دولار والفارق بطبيعة الحال شاسع جدا لان الضرائب المفروضة على الوقود هناك اقل بكثير من الضرائب المفروضة على الوقود في بلادنا ،هذه الضرائب التي تفرضها الدولة على النفط هي مدخولات للدولة

اتوقع ارتفاع اسعار كل المنتوجات في الايام القادمة

ويتوقع عواد ارتفاع غالبية المنتوجات في الايام والاسابيع القادمة بسبب ارتفاع اسعار الوقود ،وتابع:منتوجات الاخراج كلها مرتبطة باسعار النفط ،لذلك اتوقع ارتفاع الاسعار في الكهرباء والغاز وكل شيئ تقريبا ،فالنفط يكرر تكريرا ويستخرج منه ناتج ومواد وهي ما تسمى بالمشتقات النفطية كالبنزين والسولار ووقود الطائرات والغاز للاستهلاك البيتي ،لذلك تقديري انه سيرتفع سعر الغاز ليصل الى 580- 600 شيكل للطن الواحد ...

بانتظارنا ازمة اقتصادية صعبة !!

قبل حوالي شهر حاولت الحكومة امتصاص غضب الجماهير وعدلت عن موقفها بارتفاع الوقود وامتصت ارتفاع اسعار النفط بشكل جزئي ،لكنها لا تستطيع امتصاص ارتفاع اسعار النفط بشكل دائم لانه سيؤثر كثيرا على مدخولاتها والدولة تحضر نفسها لمخزون احتياطي من العملة الصعبة تحضيرا للازمة الاقتصادية القادمة ،وتقديري اننا بانتظار هذه الازمة وأول الغيث قطرة.

اذا استمر انتاج النفط بمعدلاته سيصل سعر البرميل الى 160-170 دولار

وقد حذر عواد من ارتفاع اسعار النفط في السوق العالمي في حال استمر الانتاج على ما هو عليه اليوم وقال:في حرب العراق وصل سعر برميل النفط الى 140- 150 دولار للبرميل ،ونقطة التوازن في هذا الموضوع كانت ان الاقتصاد العالمي لا يمكنه استيعاب هذه الاسعار العالية ،ولا يمكنها التعامل بسعر يفوق 90 دولار للبرميل ،لكن هذه المرحلة تخطاها العالم ولاحظنا نتائجها من ازمات اقتصادية لعدد من دول العالم وخاصة في اوروبا ،وفي عام 2009 بدأت الامور تتحرك بمنحى مختلف تماما واذا استمر انتاج النفط كما هو فاتوقع وصول سعر البرميل الى 170 دولار ،في هذه الحالة ستستحوذ بعض دول العالم على الاقتصاد العالمي وتحرك العجلة الاقتصادية وفي طليعتها الصين والولايات المتحدة وجزء من اوروبا.

عداد مسبق الدفع

وعن ترشيد الاستهلاك في النفط ومشتقاته يقول عواد: "تشير الاحصائيات ان استهلاك الكهرباء لعائلة متوسطة سنويا يصل الى حوالي 18 الف شيكل سنويا وبالامكان التقليل من هذه المصاريف لو استهلكنا هذه الطاقة بصورة حكيمة ومتحفظة ..وعن ارتفاع الاسعار وانعكاسها على المواطنين في الاراضي الفلسطينية قال عواد:السلطة الفلسطينية تبتاع المشتقات النفطية من اسرائيل ،وفي الاراضي المحتلة لديهم شركات كهرباء خاصة بهم وعلى رأسها شركة الكهرباء الوطنية في القدس التي تحاول اسرائيل الستيلاء عليها بحجة انها مدينة لها بمبالغ كبيرة ،لكن شركة الكهرباء في الاراضي الفلسطينية ابتكرت طريقة لترشيد الاستهلاك عن طريق ما يسمn "العداد مسبق الدفع" ،وهذه الطريقة خففت كثيرا على المواطنين من اعباء المصاريف على الكهرباء."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]