"رمانك يا حبيبي يا ريتو من نصيبي " تغنى به الكثيرون في بلاد الشام وفلسطين، تغزل به العشاق في القدم واستخدمه الأطباء لعدة علاجات وقال به الامام علي عليه السلام :"كلوا الرمان (المر) بشحمه فإنه دباغ للمعدة، وحياة للقلب، ويذهب بوسواس الشيطان" .

في قانا الجليلية التي اشتهرت قديما ببساتين الرمان التي قضي على معظمها بسبب تفاقم الضائقة السكانية لأهل البلدة ، ولكن ما زالت زراعة الرمان ملحوظة ومن أجود أنواع الرمان التي ما زالت في البلدة.

العم أبو طه أمارة رافقنا اليوم من خلال لقاء رائع ومشوق نحو مشوار الرمان في البلدة وعن أهمية الرمان في البيوت وكيف انتقلت زراعته في عائلته من الجد للأبناء.

في بداية حديثه عرفنا العم أبو طه عن نفسه قائلا : " أنا الحاج أحمد طه مصطفى أمارة من بلدة كفركنا ، من مواليد 1924 واليوم هو إبن الثمانية والثمانين من عمره ، قد تجول الحاج أحمد في كل بلاد الشام من سوريا والأردن ولبنان وفلسطين ، بحيث كان يعمل سائق شاحنة التي ينقل بها البضائع للدول المذكورة ، عمل في الزراعة من بعد احتلال فلسطين " .

منذ متى وأنت تزرع الرمان ؟

الحاج أحمد : " قد ورثت بساتين الرمان من زمن أجدادي فقد توارثت عائلتنا الزراعة ومنها الرمان ، بحيث هذا الحقل الموجود منذ زمن ، إن شجرة الرمان حين تقوم بقصها ينبت مكانها أخرى شجرة وبمنتج أقوى وجودة ممتازة ، الرمان في أرضنا ثلاثة أصناف ، الرمان الأحمر فهو من الخارج أحمر وحبه أحمر - الرمان المليسي ، لونه أخضر وحبته مخلوطة ما بين الأحمر والأخضر – رمان اللفاني الذي نصفه حامض والنصف الأخر حلو ، أنا أوعى كل هذه الأصناف فقد عملت بها منذ صغري ، بحيث كنا نأتي على أحواض الرمان ونقطفهم ونوزعهم " .

تابع العم أبو طه حول وصول الرمان الكناوي إلى فرنسا وألمانيا من خلال سرد قصة حول الشركة الإسرائيلية " جريسكو " التي وقعت على اتفاقية ما بين المانيا وفرنسا لتصدير الرمان لهم ولكي يدخلوا العملة الصعبة " العملة الأجنبية " على اسرائيل ، فقد تم المعاملة مع أرضنا لشراء الرمان من أرضنا وتصديرها للخارج ولكن طبعا مع ختم أنها من كفركنا وتأتي اسرائيل لتدفع لنا بالعملة الاسرائيلية وهي تأخذ العملة الصعبة ، بدورنا قد تسلمنا مكتوب من وزارة المالية في فرنسا بأن رمان كفركنا قد حصل على الرقم الأول للرمان في بلادهم وأعلى سعر لأن جودته عالية جدا وطيب المذاق.

أضاف الحاج أبو طه حول جودة الرمان قائلا : " طبعا إن جودة الرمان وحجمه تكون من أن في تلك الفترة كانت المياه متوفرة بشكل كبير مياه الأمطار طبعا بحيث أن الجرف الذي يحدثه الشتاء مع اختلاط السماد يجعل شجرة الرمان مثمرة ومنتوجها أكبر " .

هل تغير سوق الرمان منذ زمن إلى غاية أيامنا هذه ؟

العم أبو طه قائلا : " كثرت الناس وقلت الأرض ، بحيث تقلصت أعداد الأراضي التي تزرع فيها الرمان في البلد واصبح الكل يبني على أرضه وهذا ما دفع إلى تقليص عدد أراضي الرمان وتقليص سوقها " .

ما هي فوائد الرمان ؟

العم أبو طه : " الرمان له فوائد كثيرة ، منه أنه يفتح الشهية للأكل ، ومنه أنه يخفف السكر في الجسم ومع العلم أنه ذو طعم حلو ، عند عصر الرمان وتشرب منه يكون مفيد أكثرا ايضا وقشرته لها فائدة أيضا ، وهو مسكن للآلام ومخفض للحرارة ويفيد في حالات العطش الشديد أثناء الطقس الحار وقابض لحالات الإسهال ومانع للنزيف وخاصة الناتج عن البواسير والأغشية المخاطية " .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]