كَانَتْ بدايته مع الرسم والألوان حين كان على مقاعد الدراسة الإعدادية، ليعيش مع رسوماته في عالمه الخاص وخياله الخصب. ونمتْ هذه الموهبة وكبُرتْ معه، إلى أن لاحظها عَمَه، الذي كان يعمل في معملٍ للأزياء في تل أبيب، لينصحه في دراسة تصميم الأزياء والملابس، ليُصبح لاحقًا اسم لامع في هذا المجال على المستوى المحلي، إنه مُصمم الأزياء ابن بلدة باقة الغربية نسيم أديب.

أول مُصمم أزياء عربي يحصل على لقب أكاديمي..

دَرَسَ نَسيم مَوضوع تَصميم الأزيّاء، في كُلية " شنكار"، وتَخَرجَ مِنها في العام 2000، وحَصَل على لقب " B.design" وهو لقب في موضوع تصميم الأزياء، ويُعتبر أول مُصمم أزياء عربي يحصل على هذا اللقب.
ويَعتَبِر نَسيم أن الجانب الأكاديمي مُهم جِدًا للمُصمم، الذي يُساهم في توسيع أفاقه الثقافية والعلمية والعملية، والسياسية والاجتماعية، إذ يجب أن يكون المُصمم واعيًا للبيئة التي تُحيط به، مؤكدًا؛ من المهم جدًا أن يكون مُصمم الأزياء واعيًا للبيئة القريبة منه، أو للخلفية الاجتماعية، الثقافية التي تأتي منها زبونته، أو الزبائن بشكل عام، ليكون الأمر في النهاية تناسق بين شخصية الزبونة وبين الفستان الذي سوف ترتديه، للزبونة المُحافظة نمط لباس يختلف عن زبونة قادمة من بيئة منفتحة، يجب مُراعاة الكثير من التفاصيل، مثل الجسم، والعُمر والمُناسبة.

المُجتَمَع... وتقدير الزبائن للتصاميم

وعن تقدير المجتمع لمُصمم الأزياء قال: " ما زال المجتمع العربي ينظر إلى مهنة تصميم الأزياء بعينٍ مختلفة، إذ لا تلقى الدعم والتقدير الكافي من قبل الجميع، كما لا أتوقع أن كل شيء موجود على طبق من ذهب، لذلك ينهال عليّ كيفية تسويق أعمالي وتصاميمي، هُناك من يقدر عملك ويشكُرك على ذوقك، وهناك من لا يُعير أي تقدير.
مُشيرًا أن هُناك من الزبائن الذين يقوموا بالتعبير عن شكرهم إما عن طريق الاتصال به وشكره بعد الانتهاء من المناسبة الخاصة بهم، أو من خلال إرسال باقة من الزهور له، ويكفيه أن يرى ابتسامة عريضة على وجه الزبونة تُعلن فيها عن رضاها وإعجابها بالتصميم.

12 عامًا من الخبرة والعمل...

يستقبل نسيم زبائنه في محله الخاص الكائن في باقة الغربية، كما ولديه ستوديو خاص يُجهز فيه الفساتين للعرائس والزبونات، وخلال العام 2013، سوف يقوم بافتتاح مبنى جديد، يشمل الاثنين معًا.
وقد تحدث نسيم، أنه يحرص دائمًا في تصميم الزيّ بما يتناسب مع شخصية الزبونة، والمُحيط القريب منها، كما ويهتم في أن يكون التصميم مواكبًا للموضة في العالم، من حيث الموديلات والألوان، الأكسسوارات، والأحذية، القماش، وكل ما يتعلق في عالم الموضة والأزياء، مُشددًا على مقولة " اللبس حضارة"، بما معناه، أنه يكون في الكثير من الأحيان مدعوًا لفرح أو لمناسبة، يشد انتباهه أن العروس أو المدعوات، وحتى المدعوين غير مواكبين لألوان الموضة لهذا العام أو لأي موسم، من المهم جدًا أن يكون الشخص، مهما كانت المناسبة ( Trendy)- عصري ومواكب للموضة العالمية.
كما وأشار من المهم أن يتواجد لدى كُل مُصمم أزياء، وفي كُل محل لبيع الملابس ستايلست- وهي السيدة التي تقوم بملاءمة الملابس للزبونة مع الإكسسوارات والأحذية، وفي الكثير من الأحيان تتدخل بالماكياج ولون الشعر، وغيره من الأمور الضرورية في عالم الموضة والأزياء.

Mix ما بين الشرقي والغربي...

وتابع في حديثه، بقوله، أنه يمتاز بالدمج بين الستايل الشرقي والغربي، وأنه دائمًا يحاول في إطفاء لمساته الخاصة في كل قطعة يقوم بتصميمها، ويقول أن مشاريعه المقبلة الدمج بين التصميم الفلسطيني والزي العصري بطريقته ولمساته الخاصة، مُشيرًا أن تصاميمه خاصة لا يُعيد تصميم وبيع الفستان لأكثر من زبونتين، حتى لا يُصاب بالملل، فهو دائمًا يشغف للتجديد وابتكار تصاميم جديدة.
شتاء خريف 2012-2013
وبالنسبة لألوان الموسم أجاب: " أن الألوان هذا العام تُرابية، مُطعمة باللون الذهبي، هذا العام اللون الذهبي له حضور واسع، في عالم الأزياء، بالإضافة إلى اللون الفضي، الأخضر، الأوف وايت، والقرميدي.

لا يوجد لدينا Style خاص بنا

وعن سؤالنا له، هل لدينا نمط او ستايل خاص بنا كفلسطينيين قال: أنه لا يوجد لدينا ستايل خاص في عالم الموضة، مثل المصممين الايطاليين والفرنسيين وغيرهم، لذلك حتى هذه اللحظة لم نخرج عن التقوقع في الزي التراثي القديم، الذي لا يواكب العصر، هذا الأمر لا يعني أنني أقلل من شأن وقيمة تراثنا لكن الموضة دائمًا متجددة، ونحن جدًا متعلقون بالأزياء العالمية وتطوراتها.

المُصمم المُفضل..

وبالنسبة لمُصمم المُفضل لديه، اختار أكثر من مُصمم، واحد، فعلى صعيد العالم العربي، المُصمم المُفضل لديه هو المُصمم اللبناني والعالمي زُهير مراد، أما على الصعيد العالمي فهو مُعجب بخط الأزياء الإيطالي، وبالمُصمم، جورجيو أرمني، ودولتش أي جيفانا، في ملابس السهرة " الهوت كوتور"، بينما في الخط المُبتكر جون جوليانو.

الفيسبوك أسلوب للدعاية والنشر..

وعن إقامة والمشاركة في العروض، قال: أنه كان له بعض المُشاركات، وخاصة في حيفا، وهو بدوره لا يعتمد كثيرًا على إقامة العروض، فهي مُكلفة من حيث التحضير لها، ومن حيث اقتناء بطاقات الدخول، والمجتمع العربي، ما زال ينقصه ثقافة المُشاركة في هذا النوع من العروض، التي لا يقدرها بالشكل الكافي، كما وصرح أنه لا يعتمد كثيرًا على الإعلانات والدعايات، فلديه اسمه الذي أصبح معروفًا وخاصة في الشمال ومركز البلاد، مُشيرًا أن الفيسبوك أصبح اليوم بديلاً عن الاعلانات، فهو يُساهم في انتشاره بشكل كبير.
بالإضافة أن أصبح لديه عدد لا بأس به من الزبائن، إذ لديه طاقم يستوعب 30 توصية وأكثر خلال شهر، منوهًا، أنه ينقصنا أيدي عاملة مُهيأة للعمل في مجال الخياطة والتنفيذ، وهو يأمل في توسيع مكان عمله خلال السنوات القادمة القريبة.

حلم أوروبا يتجدد يومًا بعد يوم

بالإضافة إلى عمله في مجال تصميم الأزياء، يعمل نسيم مدرسًا لتصميم المنتجات، مثل الأثاث وغيرها، وعن حلمه الذي يسعى لتحقيقه، هو أن تصل تصاميمه إلى أوروبا من خلال مشاركته في أسابيع الموضة العالمية في روما وباريس، كما أن حلمه يهدف للوصول إلى الدول العربية، ويكون مؤثرًا في تصاميمه أينما كان.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]