تختتم شركة "اينتل" مشروع "نساء للتفوّق"، بحضور الفائزة بجائزة نوبل في الكيمياء الپروفسورة عده يونات، وبمشاركة نحو 60 فتاة عربية من القدس الشرقية، واللاتي درسن ضمن المشروع في السنتين الأخيرتين مواضيع العلوم والتكنولوجيا ، بهدف اكتساب تحصيل أكاديميّ، وتطوير مستقبل مهْنيّ تكنولوجيّ. 
عقدت شركة " انتيل" هذا الاسبوع احتفالية نهاية العام الخاصة بمشروع "نساء للتفوّق"، والذي تقوده الى جانب مركَز "بلمونته" للعلوم في القدس وبلدية القدس، ويجمع المشروع نحو 60 فتاة مشاركة من المدارس الثانوية في القدس الشرقية، حيث التقين هذا الأسبوع في معهد وايزمان بالفائزة بجائزة نوبل، الپروفسورة عده يونات، واستمعن لمداخلة منها حول البحث الذي أدّى إلى الفوز بالجائزة، وعن مكانة النساء في مجال البحث العلميّ، وعن التوفيق بين الحياة الأسرية والاجتماعية وعمل العالِم/ة.

افتتح الاحتفال بمحاضرة للأستاذة يونات، حيث عرضت أمام فتيات المشروع- مبادئ بحثها منذ عدّة سنوات في الريبوزومات، بدءًا من مرحلة الفكرة حتى الحصول على جائزة نوبل. مشيرة أنه ولسنوات طويلة كان زملاؤها في الأكاديميا يلقّبونها بـ "الحالمة"؛ بسبب المجال البحثي الذي اختارت خوضه، وأكّدت أنّ الجزء الأكثر تأثيرًا في البحث هو الاكتشاف نفسه، وليست الجوائز التي تأتي بعده.
وحول العمل والبحث العلمي أكّدت يونات على أنّ عمل العالِمَ/ة فيه الكثير من المتعة أيضًا، وهو ليس أصعب من عمل ممرّضة في مستشفى أو من عمل محامٍ. وعندما سألتها الفتيات عن كيفية نجاحها في التوفيق بين الحياة الاجتماعية والبحث العلمي، أجابت يونات بأنّه من ناحيتها "حفيداتي وحياتي الأسرية أهمّ من جائزة نوبل نفسها، والبارحة التقيت أكثر من 20 صديقًا، فكوني عالِمَة لا يعني أنّه ليست لديّ حياة اجتماعية"، واضافت : "يمكن أن تكون الواحدة منّا عالِمَة وصاحبة أسرة، لكن من المهمّ أن نجد التوازن في حياتنا".
وأشارت الاستاذة يونات إنّه رغم مشاركتها لأول مرة في مشروع "نساء للتفوّق" الذي تقوده "إينتل"، الا ان هذا الموضوع قريب جدًّا من قلبها قائلًة : "ليس هناك الكثير من النساء في مجال العلوم، وكثيرًا ما ينبع ذلك من عدم تشجيع المجتمع"، وأضافت: "يجب الاستثمار في التعليم أكثر، فلا يوجد اليوم ما يحفز الطلاب أو يلهمهم في دراسة العلوم، هناك الكثير من أبناء الشبيبة الذين يحبّون العلوم ويجب الاستثمار فيهم وفي النساء أيضًا".

الفتيات والنساء العربيات في إسرائيل هنّ مورد غير مستغَلّ
هذا وبادرت شركة "انتيل" الى اقامة هذا المشروع، بغية المساهمة في تغيير وضع النساء العربيات في سوق العمل، وذلك في ظل مستوى التشغيل المتدني والفوارق الشاسعة في مستوى التحصيل العلميّ والدخل بين النساء العربيات واليهوديات، اضافة للوضع العام المقلق من حيث عدم المساواة بين المجتمع العربي واليهودي، اذ تعيش اكثر من 50% من العائلات العربية تحت خط الفقر، ولا تزيد نسبة مشاركة النساء في سوق العمل عن 28%، فيما تصل النسبة بين النساء اليهوديات الى اكثر من 60%، هذا وتثبت االدراسات ومن بينها تقرير بنك اسرائيل في نيسان الماضي، أنّه كلّما زاد التحصيل العلميّ زادت فرص العثور على مكان عمل والأجر المتوقّع يكون أعلى. انطلاقاً من هذه الفكرة بادرت شركة انتيل الى طرح برنامَج "فتيات للتفوّق" الموجَّه إلى الفتيات العربيات من القدس الشرقية، تحقيقاً لرؤيتها بأن الفتيات والنساء العربيات هنّ مورد غير مستغَلّ، رغم أنّهنّ يملكن القوّة على إنقاذ عائلاتهنّ من الفقر، وبالتالي فإن اندماج النساء والفتيات في العمل يسهم بشكل واضح بتحسين مستوى حياتهن وحياة عائلاتهن، مما يعود على المجتمع عامة بالازدهار الاقتصادي والاستقرار المجتمعي.
يسعى المشروع لتزويد الطالبات المتفوّقات من القدس الشرقية بأدوات علمية وتكنولوجية حديثة. ويركّز على إكساب الفتيات تجربة واسعة في العمل المخبريّ في الفيزياء، الكيمياء، والبيولوجيا، كما يركّز على تعريضهنّ للبحث الأكاديميّ والتمكين غير المباشر الناتج عن تعرّفهنّ إلى نساء باحثات في وظائف ريادية في الأكاديميا، حيث إنّهنّ مثل يُحتذى بالنسبة إلى هؤلاء الفتيات. ويُدار البرنامَج الدراسيّ في مختبرات أبناء الشبيبة على اسم "بلمونته" في الجامعة العبرية بالقدس. وتقوم "إينتل" بتمويل البرنامَج، وبفضل استثمارها هذا تمّ الحصول على هبة موازية من بلدية القدس للبرنامَج.

عوفري رام – هايمان، مديرة العلاقات العامة في "إينتل"، لخّصت الموضوع فقالت إنّه "من بين طلاب العلوم في المدارس الثانوية في البلاد، الذين يشكّلون 6% من مجمل الطلاب، تشكل الفتيات الثلث تقريبًا. رغم ان هذه النسبة تعتبر مرتفعة، الا انها تتراجع كلّما تقدمت الدرجات العلمية؛ فمثلًا، 15% من طلاب العلوم في الأكاديميا نساء، لكن بعد إنهائهنّ الدراسة القليلات منهنّ، فقط، يصلن إلى العمل في الصناعة." هذا وقد أكّدت رام – هايمان أنّ "إينتل" تستثمر – منذ سنوات – في تطوير التعليم العلميّ – التكنولوجيّ في إسرائيل، وذلك بمساعدة برامج مختلفة مثل "نحن الغد"، حيث تشجّع هذه البرامج أبناء الشبيبة على تحصيل شهادة توجيهيّ (بچروت) "نوعية" في العلوم (مع تخصّص بالرياضيات، الفيزياء، وعلوم طبيعية أخرى).
ويعتبر تشجيع دراسة العلوم بين الطلاب من أحد اهم مجالات التركيز الأساسية لـ"إينتل" في المجتمع. ففي المدارس التي تتعلم فيها طالبات المشروع لا توجد مختبرات علوم مجهَّزة، حيث إنّ هدف هذه الشركة هو أن تخلق بين غالبية الفتيات المشاركات في البرنامَج حافزًا للمواصلة للدراسة الأكاديمية في مجالات علمية، وذلك من خلال الانكشاف على العلم بمستوًى جامعيّ. وإنّه مع فرص عمل مستقبلية محسَّنة، تأمل "إينتل" أن تتمكّن هؤلاء الفتيات من تحسين مكانتهنّ الاجتماعية والاقتصادية.


تم إنشاء شركة "إينتل" عام 1968 في "سانتا كلارا" كاليفورنيا، من قبل چوردون مور وروبرت نويس.
وفي العام 1974 عرضت "إينتل" أوّل معالِج متناهي الصغر، منتجةً بذلك ثورة الحوسبة التي غيّرت وجه العالم.
وتعتبر"إينتل" احد اهم الشركات الرائدة عالمياً في التجديد في مجال السيليكون، وتطوّير التكنولوجيات، والمبادرات، ومنتجات لتطوير اسلوب عيش وعمل الناس. وتوظف "إينتل" اليوم ما يقارب الـ 95,000 عامل في جميع أرجاء العالم، وتزوّد صناعة الحواسيب بمنتجات اتصال وبرمجيات، ألواح أمّ، وأجهزة معالجة متناهية الصغر. تعمل "إينتل" في إسرائيل منذ عام 1974. وتتخصص الشركة، بشكل اساسي بتطوير وإنتاج أجهزة معالجة متناهية الصغر ومنتجات الشبكات والاتصال. تضمّ الشركة في البلاد 4 مراكز تطوير (في حيفا، "يكوم"، "القدس" و"پيتح تكڤا") ومصنعَي إنتاج (في "كريات چات" والقدس)، وهي تشغّل أكثر من 7,800 عامل مباشر في البلاد.


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]