لا يخفى على أحد في الناصرة والبلاد وخصوصا ممن يتابعون أمور المدارس والتعليم أن مدرسة راهبات المار يوسف في الناصرة هي من أفضل المدارس العربية في البلاد وخصوصا بالناصرة، إن لم تكن أفضلها عامةً، وذلك من جميع النواحي، من ناحية مستوى الطلاب، مستوى المُعلمين، الطرق التعليمية، الفعاليات المنهجية وبالتالي التحصيل .

المدرسة وطلابها كما في كل عام، حصدوا مؤخرًا علامات وإنجازات كبيرة، وقد كان لنا حديث مع د.رياض كامل مدير المدرسة حيث عرض لنا خلاله بعض إنجازات راهبات المار يوسف ، قائلا :" في الواقع إن إنجازات المار يوسف مدرسةً وطلابا هي إنجازات على مدار السنوات، وإنجازاتنا هذا العام التي ذكرناها في حفل التخرج هي إستمرار لعمل المدرسة وطلابها منذ سنوات عديدة وهذا ما يضع المدرسة دائما على لائحة أفضل المدارس في البلاد . هذا العام حصلت المدرسة على أربعة شهادات تقدير على نتائج البجروت، وكنا نتمنى لو أن الوزارة ترسل شهادات تقدير كافة المواضيع، حيث أنها تقدم هذه الشهادات التقديرية فقط في مواضيع معينة ولو أنها تفعل ذلك لكافة المواضيع لكنا قد حصلنا مثلا على شهادات تقدير باللغة الإنجليزية وبمواضيع عديدة اخرى مثل الفيزياء، الرياضيات والبيئة فطلابنا بهذه المواضيع يستحقون التقدير، أما المواضيع التي حصلنا بها على تكريم فهي التاريخ، الكيمياء، اللغة الفرنسية والحاسوب. الحاسوب الذي حصلت فيه المدرسة على المركز الثاني في البلاد ونحن نعتز بهذا الموضوع ونفتخر دائما ، لأننا منذ سنوات نحصل على علامات عالية هكذا".

علامات بسيخومتري عالية جدا

وأكل المربي د. رياض كامل حديثه عن إنجازات الطلاب وقال :" أود أن أذكر بعض الطلاب المميزين فعلا ، الطالب وائل منير كرام الذي شارك في مسابقة متفوقين وحصل على المركز الثاني في البلاد وكان قريب جدا من المركز الأول، وهنالك الطالب توماس هاشم الذي شارك في مسابقة الكتاب المقدس وحصل على المركز الأول وسيسافر إلى الفاتيكان لمقابلة قداسة البابا شخصياً، ونحن فخورون أيضا بالطالبة يارا زعبي التي حصدت العلامة 769 في إمتحان البسيخومتري والطالب رغد أبو سنه الذي حصل على 748 إضافة إلى عدد كبير من طلاب الثواني عشر الذي حصلوا على علامات عالية جداً ".

الطالب يامن عباس، منحة دراسية بنصف مليون دولار ليتعلم في هارفرد

وتابع :" علاقتنا بطلابنا هي المصدر الرئيسي للفخر والإعتزاز لدينا، محبة الطلاب للمدرسة وإنتمائهم والفوج الـ 61 هو مثال فعلا للفوج المجتهد والمحب لمدرسته ومن هنا أوجه لهذا الفوز كل التحيّات والحب، والآن سأتحدث عن نجاح خاص، عن الطالب يامن عباس الذي كان طالبا ذا اخلاق عالية، طالبا جدياً، مواظباً ومجتهداً وقد شارك في مسابقة أمريكية وحصل على منحة للدراسة في أي جامعة أمريكية يختارها، حيث حصل على نتيجة هي الأعلى حتى بين الطلاب الأمريكيين وقد إختار أن يتعلم في جامعة هارفرد وحصل على منحة دراسية تعادل نصف مليون دولار، لكي يتم تمويل أبحاثه ودراساته هناك".

السر في تميّز وتقدم مدرسة راهبات مار يوسف

سألنا د. رياض كامل عن السر في تحقيق طلاب المدرسة لهذه الإنجازات، هل هو كونها مدرسة إنتقائية علما بأن هنالك العديد من المدارس الإنتقائية في الناصرة ؟ وقد أجاب :" أولا أنا لا أحب المقارنة بين مدرستنا وباقي المدارس ، فهنالك العديد من المدارس بالناصرة وخارجها ذات مستوى عالٍ جداً وقد خرجت أجيالاً كثيرة وشخصيات عدة. ثانيا نحنُ لسنا مدرسة إنتقائية، فهنا الطالب يسجل في مدرسة راهبات المار يوسف من جيل 4 سنوات ويكمل حتى الصف الثاني عشر فلا إمتحانات قبول لدينا، ونسبة المتسربين من المدرسة هي صفر وقد حصلنا على شهادة تقدير من قبل وزارة المعارف، ونحن في حال رؤيتنا أن مصلحة الطالب أن ينتقل لإطار آخر نقوم بترتيب ذلك مع عائلته وقسم المعارف في البلدية ".

نبنى هنا البشر كما نبني الحجر

وأضاف :" عندما يشعر الطالب أن المدرسة هي بيته الحقيقي حتماً سيبذل جهداً أكبر، فالإنتماء هو السبب الأول لتميز مدرستنا . أما السبب الثاني فهو طاقم المعلمين، فلدينا معلمين رائعين يعملون بجد كبير من أجل طلابهم حتى أن بعضهم يبقى مع الطلاب حتى منتصف الليل ودون مقابل من أجل مساعدة الطلاب . والسبب الثالث هو أصحاب هذا البيت، أي راهبات المار يوسف اللواتي يمدّن المدرسة بميزانيات عالية جداً من أجل المحافظة على المستوى المرتفع ومواكبة التطور، نعم الأهل يتحملون قسط من تمويل المدرسة ولكنه قسطاً صغيراً جداً مقارنة ما تدعمه الراهبات والوزارات، وإن التقليص من الميزانيات هو سيؤدي إلى التراجع بالخدمات وبالتالي التراجع بتحصيل الطلاب وهذا ما لا نريده لذا نعمل دائما من أجل تخصيص الميزانيات الأكثر من أجل الطلاب ، فنحن هنا نبني البشر كما نبني الحجر ، طلابنا يعتزون ببيتهم ونحن نعتز بطلابنا"..

مشاريع جديدة ورؤية مستقبلية

أما عن المشاريع الجديدة فتحدث د. كامل قائلا :" كما في كل عام نجلس نحن الإدارة وقسم من الطاقم التعليمي ونفحص ما هي المواضيع التي يحتاجها الطلاب وفعلا سنضيف مواضيع جديدة لا أستطيع ذكرها الآن ، أما في سياق آخر وهو الأمور اللامنهجية فالمدرسة تعمل دائما على تقديم الأفضل ومثلا في هذا العام قدّمنا لأهالي الناصرة مشروع فنّي راق، وهو الرحبانيات، نحن نتجه لتطوير الفن إلى أبعد الحدود في المدرسة هذا بالإضافة إلى الرياضة وإلى باق المواضيع اللامنهجية هذه، فضلاً عن تطوير كل القضايا التعليمية فنحن نبني العديد من الأقسام وهنالك تخطيط لبناء جناح جديد يخدم الطلاب من كل الأجيال".

وفي النهاية قدّم د. رياض كامل تحيته لطلاب المدرسة وخريجيها وبشكل خاص خريجي هذا الفوج الـ 61 وخريجي الفوج الـ 60 وتمنى للجميع التوفيق في الحياة العلمية والعملية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]