شموئيل أبواف، مدير عام جمعية أور يروك: "إن درجات الحرارة المرتفعة والتعب، من شأنهما أن يخلقا وضعا خطيرا وقاتلا على الطرقات. ولذلك، يجب على الشرطة ووزارة المواصلات أن تزيدا من تطبيق القانون على السائقين الذين يضطرون للعمل ساعات طويلة على الطرقات. وحتى لو كان السائق يتحلى بالقدر الكافي من المسؤولية عن سواقته، فليس هو المذنب الوحيد حين يقع الحادث – لا سمح الله. أحيانا، من الممكن أن يؤدي تعزيز تطبيق القانون على الطرقات، بالمشغلين وأصحاب العمل للامتناع عن تشغيل السائقين لفترات طويلة على الشارع".

واحد من كل خمسة يقرّ بأنه غفا خلال السواقة، أو أنه سافر مع سائق غفا خلا السواقة (أغلق عينيه للحظة ثم فتحها فورا). هذا ما يتضح من استطلاع جديد أجرته جمعية "أور يروك" خلال شهر شباط 2013، بواسطة معهد جيئوكارتوجرافيا. جاء هذا الاستطلاع من أجل فحص نسبة السائقين الذين قاموا بالقيادة وهم متعبون خلال السنة الأخيرة، و"أخذوا غفوة" قصيرة خلف المقود. وكذلك نسبة الأشخاص الذين سافروا في المركبة مع سائق ولاحظوا أنه يغفو خلف المقود.


يتضح من الاستطلاع أن 15% من الجمهور يقرّون أنهم سافروا خلال السنة الماضية مع سائق "غفا" خلف المقود، مرة واحدة على الأقل، وأن 12% من السائقين أقروا أنهم غفوا مرة واحدة خلال السواقة خلال السنة الأخيرة.

يجلب ارتفاع درجات الحرارة الكبير خلال فصل الصيف، شعورا بالتعب، يعتبر خطرا "صامتا" لكنه قاتل على الطريق. قبل عدّة أسابيع، تم الحكم بالسجن لمدة خمس سنوات على محمد بن سعيد الجبور، الذي أدين بالتسبب بمقتل خمسة من أبناء عائلة "داهان" عن طريق الإهمال، على الطريق رقم 25، في شهر شباط 2010. وقد أكد نائب رئيس محكمة الصلح للشؤون السير في بئر السبع، دان ليندسمان: "أنه (الجبور) كان باستطاعته أن يمنع وقوع هذا الحادث، فقط لو كان قد أصغى لجسده واختار التوقف عن السواقة عندما شعر بالتعب و/أو شعر بضعف فرامل الشاحنة، على الأقل وفقا لروايته هو. لكنه حين استمر بالسواقة، فقد تسبب بالنتائج الكارثية التي أسفر عنها الحادث".

والحقيقة، أن الأبحاث التي يتم إجراؤها حول العالم تؤكد أن "التعب والإرهاق" هو العامل المتورط بنحو 20% من مجمل الحوادث القاتلة.
إن فهم حقيقة أن التعب يعتبر خطرا حقيقيا خلال السواقة، أصبح أمرا واقعا بالنسبة للجمهور الواسع. أكثر من 80% من مجمل الجمهور، ونسبة مشابهة من مجمل السائقين، يوافقون على أن السواقة تحت تأُثير التعب هي أحد العوامل الأساسية المسببة لحوادث الطرق.

عن هذا الموضوع، قال شموئيل أبواف، مدير عام جمعية أور يروك: "إن درجات الحرارة المرتفعة والتعب، من شأنهما أن يخلقا وضعا خطيرا وقاتلا على الطرقات. ولذلك، يجب على الشرطة ووزارة المواصلات أن تزيدا من تطبيق القانون على السائقين الذين يضطرون للعمل ساعات طويلة على الطرقات. وحتى لو كان السائق يتحلى بالقدر الكافي من المسؤولية عن سواقته، فليس هو المذنب الوحيد حين يقع الحادث – لا سمح الله. أحيانا، من الممكن أن يؤدي تعزيز تطبيق القانون على الطرقات، بالمشغلين وأصحاب العمل للامتناع عن تشغيل السائقين لفترات طويلة على الشارع".

في القدس، السائقون الأكثر تعبا في البلاد

21% من السائقين في منطقة القدس، أقروا أنهم "غفوا" مرة واحد على الأقل خلال السواقة، في السنة الأخيرة.
15% من السائقين في منطقة الجنوب، أقروا أنهم "غفوا" مرة واحد على الأقل خلال السواقة، في السنة الأخيرة.
14% من السائقين في منطقة الشارون، أقروا أنهم "غفوا" مرة واحد على الأقل خلال السواقة، في السنة الأخيرة.
7% من السائقين في منطقة المركز، أقروا أنهم "غفوا" مرة واحد على الأقل خلال السواقة، في السنة الأخيرة.
6% من السائقين في منطقة الشمال، أقروا أنهم "غفوا" مرة واحد على الأقل خلال السواقة، في السنة الأخيرة.

يؤدي التعب لتراجع مستوى اليقظة، لزيادة الفترة اللازمة لردّة الفعل، لمشاكل بالذاكرة، لتراجع القدرة على تناسق الأداء، وعملية معالجة معلومات أقل فاعلية. كذلك، فإن التعب يؤثر على طريقة التفكير. فالدافعية للاستمرار بالقيام بالمهمات تقلّ، ويحصل تراجع بالتواصل والتفاعل مع المحيط، ويصبح الشخص أكثر ميلا للعصبية ولردة الفعل العنيفة على الآخرين بسرعة. بكلمات أخرى: فإن التعب يؤدي لتراجع القدرة والرغبة للقيام بالتصرفات المطلوبة.

كل هذه العمليات هي عمليات ضرورية من أجل السواقة بصورة دقيقة وآمنة. لذلك، لا بد من أن نتوقع أن يؤدي التعب لتراجع جودة السواقة. وهذا ما أثبتته الأبحاث المختلفة.

بالعادة، يتم إجراء هذه الأبحاث بواسطة أجهزة المحاكاة (سيمولاتور)، حيث يقوم المفحوصون خلال البحث بالسفر لمسافة ووقت طويلين، أو يُمنعون من النوم لفترة طويلة. وفقا للنتائج، تبين أن الأشخاص المتعبين يستصعبون أكثر الحفاظ على موقعهم في مسلك السفر، حيث يتجاوزون العلامات المحددة للمسلك بوتيرة أعلى ويقومون بأداء عدد أكبر من "تصحيحات" التوجيه المفاجئة. كذلك، فإن السائقين يقومون بردات فعل أقل دقة عند فرملة السائق الذي أمامهم.

غالبية "حوادث التعب" تقع على الطرقات الرئيسية والشوارع السريعة، خلال ساعات الليل المتأخرة أو في ساعات الصباح الباكر، في ظروف جيدة، وبعد سفر طويل. بالعادة، يدور الحديث عن انحراف عن الطريق أو تصادم مباشر (وجها لوجه) بالمركبات القادمة مت الاتجاه الآخر.
الفئات الأكثر عرضة للخطر الزائد هي: الشباب حتى جيل 25 عاما، الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم، السائقون المهنيون، أو أولئك الذين يسافرون مسافات طويلة ويعملون في ورديات

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]