أظهر بحث أجراه باحثون من جامعة "اريئيل" (الاحتلالية الإسرائيلية) أن هنالك نسبة عالية بشكل استثنائي خارق لما هو سائد في دول العالم – من عدم احتمالية سكر الحليب (اللكتوز) لدى اليهوند من أصول مغاربية وعراقية وأوروبية (اكناز)،وتتجلى هذه الظاهرة المتلازمة بأعراض مثل الاسهال وأوجاع البطن وتكون الغازات والانتفاخات بعد تناول الحليب.

وينصح اولئك الذين يعانون من هذه الظاهرة بالامتناع عن شرب الحليب،لكنهم لا يمنعون من تناول مشتقات الحليب مثل الجبنة الصفراء أو الجبنة المالحة ("البلغارية") أو جبنة "الكوتج".

59% من البدو

وتتجلى عدم ا حتمالية "اللكتوز" في عجز الجهاز الهضمي عن تفكيك وتحليل السكر الموجود في الحليب.وتكون لدى الأشخاص الذين يعانون من انزيم اللكتز ، المسؤول عن تفكيك وتحليل اللكتوز.وهكذا،يتزايد تركيز اللكتوز في الجهاز الهضمي،وهو التركيز الذي يتخمر بواسطة جراثيم وبكتيريات الهضم،وتكون النتيجة على شكل آلام في البطن وتكون الغازات والإسهال.

وأجري البحث على (500) شخص،من اليهود المغاربة والعراقيين والشكناز،والعرب البدو أيضاً. وعموماً أظهر البحث نسبة عالية في المجتمع الإسرائيلي،بمختلف مكوناته،من الحساسية لعدم احتمالية سكر الحليب : 93% لدى اليهود من أصول عراقية،83% لدى اليهود الغربيين (الاشكناز)،82% لدى اليهود والمراكشيين، و 59% لدى العرب البدو.

وتأكيداً للنسبة العالية،بل الخارق،لهذه الظاهرة في إسرائيل،فإن النسبة المسجلة لدى السود في أمريكا تقارب 80%،بينما هي في دول أمريكا الجنوبية في حدود 50%،بينما لا تتعدى 10% لدى سكان دول أسكندنافيا.

العامل الوراثي

وفي هذا الصدد قالت البروفيسور روت بيرك،عميدة كلية العلوم الطبية في الجامعة المذكورة،ان النسب العالية للظاهرة تتطلب توزناً وتلاؤماً بالتغذية،ان كان على الصعيد الشخصي الفردي،أو على صعيد الصناعات الغذائية،ذلك أن استهلاك الأغذية والأطعمة التي تحتوي على منسوب متدن من اللكتوز،مثل الأجبان والزبادي (اليوغورت)،والحليب القليل اللكتوز- كفيل بتحسين احتمالية سكر الحليب.وبالمقابل،بإمكان اولئك الذين يعانون من الظاهرة،تناول انزيم اللكتز الذي يسوق ويباع كنوع من الاضافات الغذائية-قبل تناول الحليب.

ويمكن أن تكون عدم احتمالية سكر الحليب عاملاً وراثياً نتيجة النقص في الإنزيم،أو نشاطه،ذلك أن هذا النقص قد يظهر في فترة الطفولة،لكنه في أغلبية الحالات يظهر في أواخر سن المراهقة،وأحياناً يظهر في سنوات العشرين من العمر،فما فوق،وبشكل مفاجئ وغير متوقع.وليس حتماً أن يكون نقص اللكتوز وراثيا،بل يمكن أن يتسبب من التهابات الأمعاء،والاسهال المستمر والعلاجات الكيماوية،أو من أي ضرر بالغشاء المخاطي للأمعاء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]