منذ عام 2003 يتواجد فريق اتحاد ابناء سخنين في قمة كرة القدم في البلاد، ليكون الفريق العربي الوحيد الذي صمد ما يقارب الـ 12 سنة في الدرجة العليا، خلافا لفرق عربية اخرى التي لعبت في هذه الدرجة وسرعان ما اختفت.

ولعل السر الذي يكمن في صمود الفريق السخنيني في الدرجة العليا، هو وجود ادارة فريق مهنية، ترأسها في حينه رئيس بلدية سخنين مازن غنايم الذي قاد الفريق خلال 10 سنوات وارتقى به من الدرجات الدنيا حتى الدرجة العليا.

وبعد ان ترك مازن غنايم الفريق تعاقبت عدة ادارات التي ادارت شؤون الفريق، آخرها هي الادارة الحالية برئاسة محمد ابو يونس والمدير العام خالد دوخي قسوم، الذان جاءا من مجال ادارة الاعمال الى ادارة فريق رياضي.

مراسلنا التقى بمدير عام اتحاد ابناء سخنين خالد قسوم الذي تحدث عن الصعوبات التي يواجهها الفريق وعن طرق الحل، التي يتم حلها بالصبر والتروي بعيدا عن العاطفة وبمهنية متناهية- على حد تعبيره.

عجز مالي بقيمة 4 ملاين شيكل

خالد قسوم أفتتح حديثه إلى "بكرا" قائلا: منذ 3 سنوات حين تسلمنا شؤون فريق اتحاد ابناء سخنين الادارية، لم تكن الارض خصبة، وكان وضع الفريق مأساويا ويعاني من ازمة مادية خانقة، اضافة الى مشاكل ادارية صعبة، وهذا ليس بالغريب من موقعي كرجل اعمال، اجدنا التعامل مع هذه المشاكل بصورة جيدة، كان الحديث يدورعن عجز مالي كبير جدا يقدر بـ 4 ملاين شيكل، نجحنا اليوم بسد هذا العجز، وفق خطة اشفاء لم تؤثر على مسيرة الفريق المهنية، والحمد لله الفريق اليوم في طريقه لضمان البقاء موسما اخر في الدرجة العليا.

اتحاد سخنين ليس فقط فريق كرة قدم انما مؤسسة هامة للمجتمع العربي

واضاف قسوم: حضرنا الى فريق اتحاد ابناء سخنين من اجل خدمة المجتمع العربي، فريق اتحاد ابناء سخنين ليس مجرد فريق كرة قدم انما مؤسسة هامة لمجتمعنا العربي، حيث نجحنا من خلال كرة القدم التواصل التام مع الشعب العربي الفلسطيني، من هنا من الداخل حتى الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وصولا الى الدولة الشقيقة قطر التي قدمت لنا دعم مادي لا يستهان به، لذلك اهمية فريق اتحاد ابناء سخنين اليوم للشعب العربي هي كبيرة، ونحن نتعامل معها بنفس القدر، لذلك نترك الامور الهامشية ونتعامل فقط بمهنية ومسؤولية تامة.

لن نغلق الباب امام كل شخص يريد ان يخدم الفريق

واردف قسوم : نكن جل الاحترام لرئيس بلدية سخنين مازن غنايم على دوره في تأسيس فريق اتحاد ابناء سخنين، نحن دائما بتواصل تام معه، نحن لم نغلق الباب امام اي عضو من الادارة السابقة، ولا امام اي شخص يريد ان يخدم هذا الفريق، بل بالعكس نحن نرحب باي فرد يريد ان ينضم الى عائلة اتحاد ابناء سخنين، لكي يخدم هذا الفريق.

وأوضح: ان لم يكن لدينا الصبر الكافي لما حضرنا الى هذا الفريق، والمشاكل الكبيرة التي واجهتنا خير دليل على صحة كلامي، ان لم يكن لدينا التصميم والعزيمة على النجاح، لتركنا الفريق منذ البداية، وحين اطلعت على المستندات المالية للفريق وعرفت حجم العجز المادي، لم أفكر للحظة ان انقاذ هذا الفريق شبه المستحيل، ولكن ايماننا بان هذا الفريق مهم جدا لمجتمع العربي دفعنا لمواصلة المشوار.

اكاديمية لكرة القدم تضم مدرسة لاستقطاب طلاب من بلدات اخرى

واسهب : اضافة لذلك قمنا بتوسيع ميزانية الفريق باكثر من 50% مما كانت عليه حيث وصلت ميزانية الفريق اليوم الى 15 مليون شيكل، وهذا امر مهم جدا لنجاح الفريق، بميزانية اقل يكون احتمال بقاء الفريق في الدرجة العليا ضئيل جدا، ولهذا السبب غامرنا وقمنا بزيادة ميزانية الفريق، اضف على ذلك الديون التي كانت تواجهنا في كل عام، دين الفريق لفريق كريات شمونة في قضية مهران ابو ريا، وقضية لاعب الفريق السابق حايم بنون الذي قمنا بإنهاء قضيته حين دفعنا له ما يقارب الـ 220 الف شيكل، اضافة الى شراء هواتف نقالة، لا ادري كيف تم توزيعها، ولكن وصل دين الفريق لشركة سيلكوم الى ما يقارب الـ 280 الف شيكل، لذلك تم اغلاق جميع هذه الهواتف لكي نستغل هذه المبالغ في امور اخرى، حيث تم اقامة غرفة لياقة بدنية للاعبين، ونحن بصدد تطويرها اضافة الى برنامجنا طويل الامد حيث نسعى لفتح اكاديمية لكرة القدم تضم مدرسة للتعليم حتى ننجح من استقطاب لاعبين صغار السن من بلدات عربية اخرى يتعلمون في مدرسة فريق اتحاد ابناء سخنين ويتدربون ايضا في الفرق المختلفة، هكذا يمكن تطوير فريق اتحاد ابناء سخنين.

لم ننجح بيع 1000 بطاقة دخول سنوية

واردف قسوم : كل هذا من اجل اسعاد جمهور اتحاد ابناء سخنين الذي نعزه ونحترمه، وله دور كبير في نجاحات الفريق، لكن للاسف الشديد، حتى الان جمهور اتحاد ابناء سخنين لا يساعدنا في الناحية المادية، حيث لا يعقل فريق مثل اتحاد ابناء سخنين، لا يمكنه بيع 1000 بطاقة دخول سنوية، فاذا كان الوضع كهذا فهل يستحق هذا الجمهور فريق في الدرجة العليا؟ بينما فريق مكابي حيفا باع 18 الف بطاقة سنوية، وهبوعيل تل ابيب الذي يتواجد هو الاخر في البلي اوف السفلي باع 8000 بطاقة سنوية، هذا يصعب علينا المهمة لان مدخول الفريق المادي تقريبا معدوم .

لولا الدعم القطري لما نجحنا بافتتاح الموسم

واسهب : لولا الدعم القطري لما استطاع فريق اتحاد ابناء سخنين افتتاح الموسم، حيث ما يدفعه مجلس تكهنات التوتو، الاتحاد العام لكرة القدم، وسلطة البث والداعمين للفريق السخنيني لا يتعدى الـ 7 مليون شيكل، فلولا الدعم القطري ما نجحنا للوصول الى ميزانية بـ 15 مليون شيكل، لذلك امل ان يتواصل الدعم القطري ايضا في المواسم القادمة .

محمد غدير وعدني ان لم يلعب خارج البلاد فسيلعب فقط في سخنين

وأكمل عن التعاقدات: حتى الان لم نصل الى اتفاق نهائي مع المدرب ولا مع اي لاعب بالنسبة للموسم الماضي، وهذا سيكون في حالة ضمان البقاء في الدرجة العليا بشكل نهائي.

وقال: بالنسبة لمحمد غدير احب ان اطمأن جمهور الفريق، في حديث لي مع اللاعب صرح لي بانه اذا لم يلعب في فريق من خارج البلاد فسوف يكون غدير في الموسم القادم لاعب اتحاد ابناء سخنين، نامل ان نتواصل مع هذا اللاعب في سنين قادمة ايضا.

"رحم الله امرئ عرف مقدار نفسه ووقف عندها"

واختتم قسوم حديثه : منذ تولينا مهمة ادارة شؤون الفريق، خططنا لتنمية وتطوير لاعبي شبيبة اتحاد ابناء سخنين، ونصبو لرؤية عدد لاعبين محليين من الشبيبة في فريق الكبار، وهذا ما تحدثنا به مع المدرب ايلي كوهين الذي يعمل بالتنسيق مع المدير المهني لفرق الشبيبة عباس صوان، مع صعود فريق شبيبة اتحاد ابناء سخنين الى مستوى فرق الدرجة العليا فسوف نرى في السنين القادمة العمود الفقري لفريق اتحاد ابناء سخنين هو اللاعب المحلي.

وأضاف: للاسف الشديد في مثل هذه الميزانيات، تقتصر اهداف وطموحات الفريق السخنيني على البقاء في الدرجة العليا، وكلنا متعطشين لتحقيق انجازات اخرى، اسم اللعبة هنا اموال فكلي امل ان تتوفر الاموال، ونحظى بدعم الجمهور الكبير المادي، وعندها نستطيع ان نحلم باللعب في الدوريات الاوروبية والفوز ببطولة الدوري او كأس الدولة، ولكن في الوقت الحالي لا يسعني الا ان اقول "رحم الله امرئ عرف مقدار نفسه ووقف عندها". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]