عقدت لجنة الصحة البرلمانية جلسة خاصة بناء على طلب النائب احمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير – القائمة المشتركة، ناقشت فيها انتشار مرض الحمى المالطية ولا سيما في منطقة الجنوب وفي البلدات العربية، وعجز المكاتب الحكومية عن مكافحة المرض. ويجدر ذكره ان هذا المرض ينتقل من الحيوان الى الانسان على الأغلب بواسطة تناول منتوجات الحليب غير المبسترة، او أثناء عملية الذبح، وبالإضافة اعراضه من ارتفاع درجة الحرارة وضمور العضلات فهو قد يؤدي الى الوفاة. 

وشارك في الجلسة وفد موسع من منطقة الجنوب من مزارعين ومربي مواشي ومختصين ، إلى جانب ممثلين عن اتحاد أطباء البيطرة ، وزارة الزراعة، اتحاد مدراء المستشفيات وممثلون عن الهيئات الصحية.

وقال الطيبي في عرضه للموضوع امام رئيس لجنة الصحة عضو الكنيست إيلي ألألوف : انتشر مرض الحمى المالطية في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء البلاد، وهو مرض قاتل يصيب الانسان والحيوان. وبناء على معطيات وزارة الصحة ارتفع عدد المرضى به بنحو 83% عام 2014 مقارنة بنحو 30% عام 2013. أعلى نسبة إصابة سُجلت في منطقة الجنوب وغالبية المرضى هم من البدو.

عام 2014 سُجلت قفزة بنسبة 240% بالإصابات التي وصلت المستشفى مقارنة بالسنة التي سبقتها، والوضع في منطقة النقب هو الأخطر، ويتضح من المعطيات الطبية انه في كل يوم يمرض شخصان إضافيان بهذا المرض المُعدي، وعلى الأقل 900 شخص يُصابون به سنوياً. تزداد العدوى بالمرض وفي نصف السنة الأخيرة تم التبليغ عن 217 حالة.

وأضاف : ان عجز السلطات والهيئات المسؤولة في مجال صحة الجمهور ، البيطرة والزراعة خاصة في منطقة النقب والقرى غير المعترف بها يستوجب فحص الموضوع واتخاذ الخطوات اللازمة وتخصيص الميزانيات المطلوبة لهذا الغرض.
لقد فشلت الهيئات المسؤولة في مكافحة هذا المرض فشلاً ذريعاً ، والوضع شبيه بدول العالم الثالث رغم ان الخبرة الطبية والزراعية موجودة وبمستوى عال.

كما عُرض في الجلسة تقرير موسع كان نشره التلفزيون الإسرائيلي حول انتشار الحمى المالطية شمل مشاهد ومعطيات مقلقة من البلدات العربية في النقب.
وعقب مسؤول الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة د. نداف جلئون : جهزنا برنامجاً للتغلب على المرض خلال سنتين يشمل تطعيمات وإبادة الحيوانات المصابة، وهو ما يحتاج مبلغ 100 مليون شيكل لتطبيقها في جميع انحاء النقب.

مسؤول التمويل الزراعي في وزارة المالية أيلي بينغ قال في الجلسة : سنبدأ بالتمويل للمشروع في راهط، ثم نفحص بقية المناطق.

فانزعج رئيس اللجنة الألوف ورد : أنتم تعرّضون حياة المواطنين للخطر. سوف أهتم برفقة النائب احمد الطيبي بتحويل الميزانية المطلوبة بأسرع ما يمكن.

كما شارك في الجلسة محمد أبو فريح وهو صاحب مزرعة مواشي وقال في الجلسة : يجب تعويض أصحاب المواشي والحيوانات التي ستتم إبادتها، هذا مصدر رزقنا.

فرد مسؤول وزارة الزراعة بأنه لا توجد ميزانيات لتغطية ذلك مما أغضب النائب الطيبي ورئيس اللجنة.
مسؤول منطقة الجنوب في وزارة الصحة الدكتور فرحان الصانع استعرض من جهته معطيات وأمثلة لسوء العناية بالقضية بسبب الشح بالميزانيات ، وعدم إبادة الحيوانات المصابة بالمرض بسبب النقص في التمويل .

وحدثت مواجهة في الجلسة بين النائب احمد الطيبي والنائب طلب أبو عرار من جهة ، وبين المزارع شاي درومي الذي كان قتل بدوياً في الماضي والذي قال انه ينتظر إبادة الحيوانات المصابة عنده منذ ثلاث سنوات. حيث ان وجوده استفز المشاركين العرب وصاح أبو عرار : اخرج انت قاتل . وقال له الطيبي: ما كان ينبغي أن تحضر إلى هنا أصلاً.

وفي ختام الجلسة تقرر ان تقدم وزارة الصحة ووزارة الزراعة تقريراً للجنة عن التقدم في مكافحة المرض والمطالبة بتحويل 100 مليون شيكل فوراً لمكافحته على أن تعقد جلسة متابعة في غضون ثلاثة اشهر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]