صادقت الكنيست أمس الاثنين مخطط الغاز الطبيعي الذي تم تشكيله في الأشهر الأخيرة، وذلك بدعم 59 نائب ومقابل 51 من المعارضين. بالرغم من ذلك، فقد تم تأجيل التصويت على تمرير صلاحيات وزير الاقتصاد، آرييه درعي، للحكومة ولم تعقد في الأمس، وذلك خلافًا لما كان يخطط له نتنياهو في خطوة منه للالتفاف على مفوّض مكافحة الاحتكار.

ويذكر أن أعضاء القائمة المشتركة قد صوّتوّا جميعهم ضد مخطط الغاز، إضافة إلى النواب عن "يش عتيد"، "المعسكر الصهيوني" و-"ميرتس"، بينما صوت أعضاء كتل الائتلاف الحكومي مؤيّدين إضافة إلى 4 نواب من "يسرائل بيتنو".

توما-سليمان: تعزيز العلاقات المشبوهة بين رأس المال والسلطة

في خطابها في الكنيست الذي افتتحته بذكر وفاة رهام دوابشة، الضحية الثالثة لجريمة حرق بيت العائلة في دوما، قالت النائبة عايدة توما-سليمان "أن هذا المخطط يعزز العلاقات المشبوهة بين السلطة وبين رأس المال ويعطيه القدرة على التدخل في أمور السلطة والدمقراطية.

هل علينا الموافقة أن تصب أرباح الغاز في جيوب حيتان المال وأن نأتي لاحقًا لاستجدائهم في عطاء خيري، نحن نريد أن نحصل حقوقنا من هذه الأرباح كمواطنين وأن نطالب بحصتنا منها مع بقية المواطنين وليس عبر صفقات".

وكان الإعلام الإسرائيلي قد انشغل في اليومين الأخيرين بالحديث عن مفاوضات سرية تدور بين رئيس الحكومة وأعضاء القائمة المشتركة وأن هناك محاولات لعقد صفقة تلتزم القائمة خلالها بعدم التصويت ضد المخطط، وهنا قالت النائبة عايدة توما-سليمان "بأن هذا التعامل مع أعضاء كتلة المشتركة فيه توجّه عنصري لأنه يتعامل معنا على أننا نواب دون أي أجندة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية وأن جلّ هدفنا هو فقط تحصيل ما يمكن تحصيله للجماهير العربية"، وأكّدت توما-سليمان أن نواب كتلة القائمة المشتركة هم أصحاب "رؤية سياسية واجتماعية شاملة واهتمام بمجمل القضايا المطروحة والمؤثرة على الرأي العام".

أبو معروف: حكومة نتنياهو في قضية الغاز جاءت لتخدم حيتان الرأسمالية

وفي خطابه قال النائب د عبد الله أبو معروف "إن مادة الغاز هي ثروة طبيعية يجب أن تعود بالفائدة على كافة المواطنين فهي بالأساس ملك لهم، إنما حكومة نتنياهو في قضية الغاز جاءت لتخدم حيتان الرأسمالية ولن تساهم في برنامج اقتصادي يخدم المجتمع".

كما وأشار النائب أبو معروف في خطابه ساخرًا من نتنياهو حول "أنباء عن صفقة" مع نواب المشتركة أنه لم يتم النشر "عن الثمن الذي سيدفعه نتنياهو للمشتركة مقابل هذا الدعم، فهل يمكن أن يكون بتحقيق المساواة للجماهير العربية ووقف سياسة التمييز العنصري؟! هل ممكن أن يكون الثمن وقف سياسة الإذلال للمواطنين العرب في مطار اللد، أم سيعمل على وقف سياسة هدم البيوت العربية والعمل على توسيع مسطحات البناء للبلدات العربية؟"، وأكّد أن الحقيقة التي لا لبس فيها أن نتنياهو لا يأبه بكل ما قيل حول متطلبات الجماهير العربية، ولكن كتلة المشتركة أثبتت أنها وحدة واحدة متماسكة بالتصدي لسياسة إغناء الأغنياء وإفقار الفقراء.

عودة: نحصّل حقوقنا بالنضال والهامة المرفوعة وليس بالصفقات على حساب المستضعفين!

وفي مشاركة النائب أيمن عودة في النقاش بالهيئة العامة للكنيست، أكّد على أن طريق الجماهير العربية والقائمة المشتركة هو نيل الحقوق بالنضال والهامة المرفوعة وليس بعقد الصفقات على حساب المستضعفين! وأكد عودة أن أي تواطؤ في القضايا الاجتماعية يضرب كل المستضعفين وأولهم الجماهير العربية التي هي على رأس المستضعفين نتيجة لسياسة التمييز القومية، وأن عقلية استجلاب الفتات على حساب الموقف المبدئي هي عقلية تكرّس الرأسمالية والتمييز والظلم لكل المستضعفين وتُبقي الوضع الطبقي الراهن على ما هو عليه.

وأدان النائب عودة بشدة "اليسار الصهيوني" الذي روّج بأن "العرب" سيبرمون صفقة، ووصف "اليسار الصهيوني" بأنه صاحب عقلية عنصرية استعلائية ترى بالعربي أداة للبيع، وأنا أقول بأن القائمة المشتركة التي تمثّل المواطنين العرب والمستضعفين الذين عانوا الكوارث على يد هذا "اليسار" يتخذون اليوم، كما في كل مرة، موقفًا مبدئيًا وأخلاقيًا، وهذا ما سيؤّكده تصويت اليوم.

حنين: فشل المخطط البائس لنتنياهو– علينا الاستمرار بالنضال الجماهيري

أما النائب د. دوف حنين فقد قال مُعقّبًا على نتائج التصويت بأنه "لا يجوز أن نخطئ – نتنياهو قد فشل اليوم في محاولته تحصيل مصادقة الكنيست للخطوة التي كان ينوي اتخاذها للالتفاف على مفوّض مكافحة الاحتكار والدفع قدمًا بمخطط الغاز البائس. إن التصويت على مخطط الغاز اليوم في الكنيست هو غير ذي أهمية فعلية وجرى في ختام نقاش اختار غالبية الوزراء وأعضاء الائتلاف الحكومي التغيّب عنه كليًا. إن إنجاز الموقف الموحّد للمعارضة أتت في أعقاب التجنّد والنضال الجماهيريين وأدعو الجمهور إلى الاستمرار بإسماع صوته للحدّ من استمرار هذا المخطط".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]