منذ إقامتها عام 2008 – تحقق مؤسسة "تسوفن" للهايتك ، الانجاز تلو الانجاز ، معتمدة على حسن الادارة والشراكة بين الخبراء والمبادرين العرب واليهود في هذا المجال ، وقد أجرى الصحفي "نمرود غزيت" مؤخراً مقابلة مع المديرين المشاركين بالمؤسسة ، سامي سعدي وباز هيرشمن ، فتحدثا عن الانجازات التي تحققت ، وعن افاق التطوير القادمة ، على الصعيد القطري .

يطرح الاستاذ سامي سعدي رؤيته لهذه المسألة فيقول ان المواطنين العرب يشكلون 20% من سكان اسرائيل ، لكن نسبتهم في مجال الهايتك لا تتعدى 3% ، بينما يتعلم هذا الموضوع حاليا (1600) طالب عربي ، ما يعني تزايد الكفاءات والكوادر العربية في هذا المجال .

وأضاف ان التحدي الماثل أمام مؤسسة "تسوفن" هو توسيع نطاق عملها ونشاطها ، بحيث لا يقتصر على الناصرة والمثلث ، بل لتثبت وجودها على الصعيد القطري – وذلك من خلال تكثيف الدارسة والاعداد والتأهيل في الكليات ذات العلاقة ، ومن خلال برامج التوجيه والارشاد المتبعة من قبل "تسوفن" و "معنتك" ، وكذلك من خلال التأهيلات والتوظيفات .

الحاجة إلى الكفاءات العربية


يجيب المدير المشارك باز هيرشمن على سؤال حول كيفية مواجهة مؤسسة طتسوفن" للعقبات الماثلة أمامها – فيقول أن قوة هذه المؤسسة تنبع من عدة مصادر ، أهمها المجتمع (العربي) نفسه ، والشراكة العربية اليهودية في الابداع والانتاج ، والعلاقة الوثيقة المباشرة بين المجتمع وصناعات الهايتك ، بالاعتماد على الطواقم الرائدة الملتزمة بمهماتها وواجباتها .

وأشار في هذا السياق الى كيفية بلورة وتلاحم الكوادر القيادية في هذا المجال ، عن طريق الفعاليات التكنولوجية الراقية المتقدمة ، والتشبيك بين الكوادر في المدن والبلدات العربية ، وأضاف ان الامر الأهم يكمن في أن الحاجة المتزايدة للكفاءات في مجال الهايتك هي المحرّك الاساس للتغيير "حيث ان صناعات الهايتك الاسرائيلية بحاجة ماسة الى الكفاءات والقدرات العربية من أجل المزيد من التطور ، والصمود في ميادين المنافسة" .

ستيف فيرتهايمر

وللدلالة على أهمية الشراكة في المبادرات وتوسيع نطاق الانتاج ، اشار هيرشمن الى البدايات الموفقة في الناصرة حين تضافرت جهود عدة جهات مبادرة ، مثل الدور الريادي الطليعي لرجل الاعمال المعروف ستيف فيرتهايمر في اقامة الحديقة الصناعية (التكنولوجية) بالناصرة ، ومؤسسة "تسوفن" التي تعمقت جذورها في المدينة وفي المجتمع العربي ، بالاضافة إلى الشركات التي فتحت فروعاً لها في الناصرة ، مثل : جليل سوفتوير ، أمادوكس ، برودكوم ، الفا اوميغا ، وغيرها ، فأصبح تعداد المشتغلين بالهايتك في الناصرة حالياً (700) مهندس ، بينما بلغ عددهم قبل سبعة أعوام – ثلاثين فقط ، في حين ارتفع العدد الاجمالي قطرياً من (350) مهندساً عام 2008- إلى ألفين و (500) مهندس ، أو يزيد ، حالياً .

قيمة مضافة لصناعة الهايتك

وحول الافاق المرجو بلوغها حتى العام 2020 – شدّد الاستاذ سامي سعدي ، على النية في استنهاض واجبات ومسؤوليات الحكومة في هذا المجال ، من اجل إحداث التغيير المنشود المتمثل في منح شركات الهايتك محفزات للعمل في البلدات العربية ، امتداداً لعملها في البلدات اليهودية ، لتشمل الالاف من الكوادر والكفاءات .

وفي هذا السياق ، قال باز هيرشمن ان الهدف المرسوم هو ان تبلغ نسبة العرب المشتغلين بالهايتك في غضون السنوات الخمس المقبلة – 10% "ونحن على ثقة في أن هذا التصور واقعي وقابل للتحقيق " لعدة أسباب ، اهمها الزيادة الفائقة في السنتين الأخيرتين في عدد الطالبات والطلاب العرب الدارسين للمواضيع التكنولوجية ، وكذلك – الحاجة الماسة للمهندسين والقدرات والمهارات النوعية" – على حد تقييمه .

وتلخيصاً لعملهما المشترك ، يتفق سعدي وهيرشمن في ان له قيمة مضافة بالغة الأهمية ، لا تقتصر على ادخال الهايتك الى المجتمع العربي فحسب ، بل تعدتها الى اجتذاب شركات رائدة لتفتح فروعاً في بلدات عربية ، وتبعاً لذلك – جلب الفائدة الملموسة للاقتصاد الاسرائيلي مستقبلاً ، الأمر الذي سيكون له اسهام في مزيد من المساواة والشراكة بين المجتمعين العربي واليهودي .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]