لم تكتف قوات الاحتلال الإسرائيلي باطلاق النار على الفتاة هديل الهشلمون من مدينة الخليل ابنة الثامنة عشر اثناء عبورها الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء وسط مدينة الخليل، مما أدى الى وفاتها متأثرة بجراحها، حيث أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تركت الفتاة تنزف قرابة نصف ساعة، ومنعت طواقم إسعاف الهلال الأحمر من الوصول إليها لتقديم العلاج وإسعافها، بل علاوة على ذلك قام مستوطن او جندي بنشر صورة الهشلمون على صفحات التواصل الاجتماعي وهي عارية دون الاخذ بعين الاعتبار حق المرأة على جسدها، كما ساهمت نسويات اخريات يهوديات متدينات بتعميم صورة الهشلمون بصورة فظة جدًا.

من ناحيتها، الناشطة والعاملة الاجتماعية من جميعة "اختي" النسوية مدار رفيتال، وجهت نقدًا لاذعا لأحد المتدينات اليهوديات عبر صفحتها في الفيسبوك متهمة إياها بنزع أي صفة إنسانية عن الهشلمون وانتهاك خصوصيتها، واستعمالها كاداة تعليمية لفتيات الاحتلال، دون التطرق الى انها امرأة ولها الحق في الخصوصية واحترام جسدها بعد موتها.

نائلة عواد: الهدف من نشر صور الهشلمون وهي عارية هو التغطية على الجريمة البشعة التي قام بها الاحتلال

نائلة عواد راشد مديرة جمعية نساء ضد العنف عقبت قائلة على نشر صورة الهشلمون وهي عارية: جرائم الاحتلال هي جرائم بشعة بحق أبناء وبنات شعبنا الفلسطيني، لذا علينا كنسويات الخروج ضد هذه الجرائم البشعة للاحتلال ،وقتل النساء ، كما ان جرائم الاحتلال تعظم اتجاه النساء حيث يقوم الاحتلال باستعمال جسد المرأة الى جانب سلبه لحياتها – حيث يقوم بابشع اشكال العنف باجساد النساء، خاصة في المعارك المسلحة.

وناشدت عواد جميع النسويات اليساريات في البلاد ان يخرجن ضد ظاهرة قتل النساء من قبل الاحتلال ومحاربتها حيث قالت: علينا ان نوقف الجرائم التي يقوم بها الاحتلال بحق ابناء شعبنا وان نخرج بكل قوتنا الاجتماعية والوطنية كنساء يساريات في المجتمع الإسرائيلي وان نصرخ بصوت واحد ضد الاحتلال وان نعمل على محاربة كل اشكال العنف والعنجهية الإسرائيلية.

واكدت عواد بان اظهار جسد الفتاة الفلسطينية الهشلمون على العامة ونشر صورها عارية بعد ان تم قتلها على يد جندي إسرائيلي لانها رفضت الكشف عن وجهها يعتبر احد اشكال العنف التي تمارس ضد النساء الفلسطينيات حيث ان الهدف من هذه التصرفات هو استغلال جسد المرأة المقتولة بهدف التغطية على الجريمة البشعة التي قام بها الاحتلال وهو سلب الحق الإنساني، الحق في الحياة وقتل الهشلمون بدم بارد.

سما عويضة: يجب دعوة المنظمات النسائية لاجتماع واتخاذ موقف ضد ما حصل للهشلمون

من ناحيتها سما عويضة مديرة مركز الدراسات النسوية قالت لـ"بكرا" : للاسف انا كناشطة نسوية لم اسمع بخبر نشر صور الشهيدة هديل الهشلمون وهي عارية ولم اسمع عن ذلك سوى الان ومن المؤكد اننا سندين ذلك لو أعطيتمونا أين نشر وكيف نشر فهذا موضوع لا يمكن السكوت عنه ، ليس من قبل المنظمات النسوية فحسب بل من قبل كافة منظمات حقوق الانسان والسلطة الوطنية الفلسطينية لما يمثله من انتهاك صارخ لحرمة الجسد وانتهاك صارخ لكرامة الشهيدة.

وتابعت: كما ندين التعليقات المشوهة والقاسية والكتابات العنصرية ضد الهشلمون والتي وردت على السن إسرائيلية لم ترى في الشهيدة سوى جسد تعلق عليه .

واختتمت لـ"بكرا": يجب دعوة المنظمات النسائية لاجتماع واتخاذ موقف ضد ما حصل للهشلمون.

سماح اغبارية: كيف سيكون رد فعل الشارع اليهودي لو جردت المستوطنة نوعا هينكين من ثيابها؟

اما النسوية سماح سلايمة اغبارية مديرة جمعية نساء عربيات في المركز عقبت بدورها لـ"بكرا": كإمراه وكإنسان استنكر انتهاك حرمة جسد الشهيدة هديل هشلمون، فمن نشر صور جثتها عاريه قتلها مرات ومرات مع كل علامة لايك حصل المنشور البغيض عليها. وهذا ان دل على شيئ فيدل على انحطاط مستوى اليمين العنصري لدرجة يفقده الانسانية وتغلبه غرائز الشر والعدوان على أفعاله وأفكاره .

كما تساءلت اغبارية: كيف سيكون رد فعل الشارع اليهودي لو جردت المستوطنة نوعا هينكين من ثيابها ونشرت صور جثتها في العالم الافتراضي ؟.

اغبارية تهاجم بورات: دليل على نسويتها الحرباوية

وهاجمت اغبارية احدى النسويات المتدينات بسبب مساهمتها في نشر الصورة واستعمالها للصورة كاداة مجردة من الإنسانية حيث قالت: ان مساهمة امرأه تعرف نفسها نسويه بهذه الجريمة لهي دليل على نسويتها الحرباوية، تتلون بكل لون حسب عرق وقومية الضحية، حين يتغلب الاحتلال والتعطش للدم على المبادئ النسوية التي تنادي باحترام جسد المراه وحقها بحمايته ولا يتم انتهاكة تحت اي ظرف، حينها لا يحق لاي ناشطة محتلة ان تنسب نفسها للنسوية التي تنادي بالعدل لكل النساء في العالم في الحياة والممات وللنساء كل النساء، ليس لليهوديات حق اعلى من العربيات، فكل امراة ساهمت في نشر الصور الأليمة فشلت بنظري في امتحان النسوية والإنسانية، خاصة في ظروف مقتل هديل المأساويه ،حيث قتلها جندي بعشرة رصاصات فقط لانها رفضت خلع حجابها.

واختتمت قائلة: من أراد تجريد الهشلمون من حرية الدفاع عن جسدها لم يتمكن من ذلك في حياتها وقتلها ثم استقوى على ثيابها عندما فارقت الحياة .ولا أرى وصفا يصف هذا الفعل الا " نهش كلاب مسعورة واختراق جسد غض لفتاة مستورة"

الإعلامية بن قنة تهاجم إسرائيل..

وكانت الإعلامية خديجة بن قنة قد هاجمت الصحف الاسرائيلية بسبب نشرها صورا لهديل هشلمون وهي عارية.
وقالت في تدوينة بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أشعر بالغثيان. قاموا بتصويرها عارية بعد إصابتها على الحاجز، ولن تصدقوا التعليقات والعبارات التي كتبت بالعبرية عن تفاصيل جسدها.. أنا لا أصدق، لا لا لا أصدق".

وأضافت بن قنة: هديل استشهدت لأنها رفضت خلع النقاب على الحاجز، هم قتلوها ثم عروها وثم صوروها عارية وثم استهزأوا بتفاصيل جسدها. أي انحطاط هذا؟ أي شعب هذا؟ أي شعب نحن؟.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]