في ظل الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك والانتهاكات التي يقوم بها المستوطنين بحماية من قوى الأمن الإسرائيلية والقتل المتعمد والإعدام المباشر لأبناء الشعب الفلسطيني في بيت المقدس وأكنافه وخارج الخط الأخضر الى جانب المواجهات المستمرة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني دفاعا عن بيت المقدس وقدسية الأقصى، وتمسكا بالأرض الفلسطينية .

من الطرف الفلسطيني، تلوح في الأفق بوادر انتفاضة ثالثة كالتي حدثت عام 2000 والتي أشعل فتيلها أريئيل شارون بعد دخوله الأقصى وتدنيسه، والأمر يتكرر ثانية دون الاخذ بعين الاعتبار مشاعر الشعب الفلسطيني واحترام مقدساته وحقه في الحياة والوطن والاستقلالية.

"بـُكرا" رصد آراء الشارع العربي في الداخل الفلسطيني حيث اعرب الجميع عن استيائه مما يحدث وأكدوا دعمهم للشعب الفلسطيني وأنهم سيقدمون الكثير من اجل حماية المسجد الأقصى من المدنسين علما انه تباينت ارائهم بما يتعلق بمسألة الانتفاضة حيث ان جزءا اكد بأنها بوادر انتفاضة ثالثة وجزءا اخرا اكد بأنها مناوشات وليدة المرحلة ليس أكثر، اما الجزء الأخير صرح بأنه يجب ان ينتفض الشعب الفلسطيني ليحمي مقدساته ويحصل على حريته واستقلاليته في ارضه ووطنه.
 

 حالة من الاحتقان و اليأس

الاوضاع التي نمر بها ليست بانتفاضة ثالثة وليست هناك وضوح على المستوى الرسمي وﻻ المستوى الجماهيري في هذه المرحلة
عماد بدرة من الناصرة عقب قائلا: هنالك حالة من الاحتقان و اليأس لدى الجانب الفلسطينيي الرسمي والجانب الشعبي من الطرف الاسرائيلي وممارساته اليومية اتجاه عملية السلام والمفاوضات التي يتم استغلالها لبناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية والتوسع في القدس وتقسيم المسجد الاقصى والعمل على وجود امر واقع في المدينة المقدسة وفي الضفة الغربية بما يتناسب مع سياساتهم الحكومية المتعاقبة ، وسياسة القتل المتعمد والبطش الذي تمارسه قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ عدة اشهر بحق اهلنا في مدينة القدس وفي المسجد الاقصى .

وتابع بدرة: كما ان خطاب الرئيس ابو مازن جاء منسجما مع المزاج الجماهيري العام وجاء ايضا منسجما مع توجهات داخل اعضاء حركة فتح وجميع الفصائل الوطنية التي رأت في خطاب أوباما الاخير ادارة الظهر للقضية الفلسطينية ، كل ذلك ترك اثارا واضحا لدي الفلسطينين للرد بالطرق المختلفة في الساحة الفلسطينية التي مازالت تشهد عملية الانقسام والمصداقية الجماهيرية اتجاه القيادة الفلسطينية والحركة السياسية ، الاوضاع التي نمر بها ليست بانتفاضة ثالثة وليست هناك وضوح على المستوى الرسمي وﻻ المستوى الجماهيري في هذه المرحلة ، الأحداث سريعة في المنطقة وشعبنا في حالة نضالية مستمرة بطرق مختلفة وبأشكال متعددة تتناسب مع الاوضاع والظروف العامة التي تسود البلاد ،بتقديري ان هناك غموض مازال يكتنف هذه المرحلة بعد .

اما بما يتعلق بالحراكات الشبابية في الداخل وانعدامها وانعدام دور الأطر والأحزاب فقد قال: بالنسبة لدور الشباب في الداخل الفسلطيني نحن جزء حي من شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية هي قضيتنا ،ونحن نعمل كل جهودنا في التواصل والتواجد مع ابناء شعبنا من خلال العديد من الفعاليات المختلفة من المظاهرات والاعتصامات وحملات الاغاثة والحملات المتواصلة للقدس والمسجد الاقصى ، هذه الفعاليات تأتي ضمن الظروف الخاصة لشعبنا الفلسطيني وتأتي منسجمة مع واقعنا الخاص الذي يعتبر واقع مختلف عن شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة .

هنالك سياسة اخرى هدفها تصعيد الامور في الداخل وتشويش الفكر العربي عن الاحداث في سوريا

بدوره سامر إبراهيم من دير الأسد: مع زيادة التطرف في الشارع الإسرائلي وغياب الاحزاب اليساريه التي حاولت العمل على تهدئة الأمور ولكنها لم تنجح بذلك، هناك بالطبع انتفاضة ثالثة كما يراودني الشك انه هنالك سياسة اخرى هدفها تصعيد الامور في الداخل وتشويش الفكر العربي عن الاحداث في سوريا والدول العربية بالاتفاق بين الدول العظمى كأننا دمى بأيدهم يحركوننا ويصعدون الامر حسب رغبتهم.

وأضاف قائلا: المطلوب هو وعي جماهيري وإدارة سليمة للصراع والعمل وفق خطة مدروسة نحو الهدف وهنا يبرز وظيفة لجنة المتابعة العليا ودور القيادة السياسية الحزبية والتاثير والتصعيد لمواجهة العنصرية والتطرف والالتفاف وجذب وتوعية الاحزاب الأخرى.

وأشار محمد حصري من الناصرة قائلا: الانتفاضة تنتظر الفتيل بالداخل ومن الممكن ان يكون حتى آخر الأسبوع هذا الفتيل مشتعلا في عدة مناطق بالداخل وقادته الشباب الحر المتمرد.

الشابة مرح امارة من كفركنا قالت: اعتقد انه يجب ان يكون هناك انتفاضة ثالثة لأنه في انتفاضة الـ200 علمت الدولة ان هذا وطننا وأرضنا وهنا جذورنا وسنبقى هنا ويمنع عليهم تدنيس الأقصى، وسنبقى هنا ولن يستطيعوا تهجيرنا.

وأضافت: يجب ان يكون هناك حضور اكبر ومشاركة بالمظاهرات وان تنتفض الناس وتندد بكل ما يحدث في القدس وأناشد الجميع ان يشاركنا الاحتجاج القطري يوم الخميس في الناصرة.

ليست انتفاضة إنما هي عملية رد فعل واحتجاج على تصرفات الاحتلال الإسرائيلي ومناوشات طفيفة
الشاب صخر عمر سعيد من كفركنا قال: اليوم نواجه احداث كثيرة من انتهاك الأقصى وقتل إخواننا في الضفة، وبالتالي أتوقع حدوث شبه انتفاضة ثالثة علما انها تحتاج الى تضحيات عدة وشعبنا قد ضحى بثلاثة شهداء حتى الان وشهيدة.

وتابع: الحراكات الشبابية في الداخل تقوم بوقفات احتجاجية تضامنا مع أهلنا الذين عدموا نصرة للقدس الشريف وهناك خطوات تصعيدية أخرى، وبالرغم من كل الخلافات قضيتنا هي واحدة ومركزية وهي الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

من ناحيته حسني طه من كفركنا قال لـ"بـُكرا": يظهر من خلال الاحداث الأخيرة انها ليست انتفاضة وإنما هي عملية رد فعل واحتجاج على تصرفات الاحتلال الإسرائيلي ومناوشات طفيفة ليس أكثر، حيث ان هناك مقومات للنجاح يجب ان تكون للانتفاضة كما ان الأطر السياسية لا تحتج كما يجب.

 انتفاضة بالتأكيد في حال ..
علي حمدان من كفركنا عقب في هذا السياق قائلا: في حال استمر الوضع على ما هو عليه سيكون هناك انتفاضة بالتأكيد، كما اننا لا نتحرك ابدا وقياداتنا تنظر من بعيد كما ان الشعب العربي لا يهمه ما يجري في الأقصى وضواحيه.

ندعو الجميع لضبط النفس، نحن ضد الاعمال التخريبية والأعمال التي لا تتوافق مع القانون وديننا الحنيف وعروبتنا وتاريخنا.

ضد أي عمل لا يتناسب مع القانون 
بدوره المحامي اسعد مصطفى كريّم قال لـ"بـُكرا": المسجد الأقصى هو القبلة الأولى للمسلمين ويجب ان نحميه، ونركز على أهمية التظاهر السلمي وحرية التعبير، كما اننا ضد أي عمل لا يتناسب مع القانون وحرية التعبير حيث اننا نستعمل حقوقنا كمواطنين ومسلمين للدفاع عن مقدساتنا وعروبتنا. وندعو الجميع لضبط النفس، نحن ضد الاعمال التخريبية والأعمال التي لا تتوافق مع القانون وديننا الحنيف وعروبتنا وتاريخنا.

اما عبد الحكيم دهامشة قال: ما يحصل اليوم يحكم ان يكون هناك حل يختلف عن الانتفاضة الثالثة والسعي الى إقامة دولة فلسطينية بأسرع ما يمكن بعد عشرون عاما من المفاوضات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]