لم تعرف الشابة تمارا سويطي من مدينة بئر السبع أن التعبير عن حزنها على صديقها الشهيد فادي علوّن سيتسبب بطردها من العمل وبهجمة عنصرية واسعة عليها، فالذي تعرفه تمارا أنها تعيش بدولة تدعي أنها واحة "الديمقراطية" في المنطقة، وأن شيئًا لن يطرأ إذا ما عبرت –تمارا- عن رأيها وحزنها على استشهاد صديقها، الذي بالمناسبة قتلته أجهزة هذه الدولة بدم بارد أثناء ابتعاده عن المستوطنين الذين لاحقوه، فقط لأنه عربي فلسطيني، ولكن وكون انتهاج العنصرية أصبح أمرًا عاديًا في هذه الدولة "الديمقراطية" وصارت الشركات والمؤسسات تتصرف بشكل علني مع العربي بطريقة مختلفة تمامًا من تصرفها مع اليهودي، ولأنه ووفقًا للمنطق الإسرائيلي، دم الفلسطيني لا قيمة له مقابل دمهم، بكل بساطة قررت شركة "بيليفون" للاتصالات التي تعمل بها تمارا منذ عام ونصف العام أن تطرد تمارا، دون سابق إنذار، فقط لأنها نشرت صورة الشهيد فادي وكتبت "قتلت روحي يا شهيد".

هجمة عنصرية وفصل
تقول الشابة تمارا سويطي لـ"بـُكرا" : الشهيد فادي كان صديقي وبمكانة الأخ، واعدامه بدم بارد آلمني وما نشرته عبر صفحتي في "فيس بوك" هو رد فعل عادي، عبرت خلاله عن حزني على فقدان فادي، اليوم لاحظت أنهم قاموا بإخراجي من مجموعة "واتس أب" الخاصة بالعمل، ثم تعرضت لهجمة من بعض الأشخاص اليهود طبعًا وعلمت من زملاء في العمل أنهم قرروا طردي، وفقط بعد ساعات وصلتني رسالة من "بيليفون" مفادها أنهم قرروا إنهاء عملي لأنني تضامنت مع "مخرب".

دعوى قضائية
وتابعت: أنا لن أسكت وسأتقدم بدعوى قضائية ضد "بيليفون" ، وبنفس الوقت لن أتراجع عن موقفي حول قضية الشهيد فادي، فما نشرته هو تعبير عن رأيي وعنصريتهم لن تثنيني، طبعًا أنا لن أرجع للعمل بشركة لا تحترم الرأي الآخر مثل هذه حتى لو توجهوا هم، موقفي هو الموقف الطبيعي وتصرفهم هو العنصري الغير مقبول.

فادي .. أعدم بدم بارد
يذكر أن الشهيد فادي علون تم إعدامه من قبل الشرطة الإسرائيلية في القدس قبل بضعة أيام، فقط لأن مجموعة مستوطنين ادعوا أنه حاول أو طعن أحدهم، علمًا بأن شهود عيان أكدوا أن المستوطنين تعرضوا للشهيد وحاولوا إيذائه وعند محاولته للابتعاد عنهم اطلقت الشرطة النار عليه وقتلته، وهذا ما يظهر في مقطع الفيديو، حيث يظهر الشهيد فادي وهو يركض مبتعدًا لتقوم الشرطة بإطلاق النار عليه، لا لإيقافه بل لقتله فورًا، لإعدامه.

هذا وبعد انتشار خبر طرد الشابة تمارا سويطي خرجت أصوات عديدة في مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بمقاطعة شركة "بيليفون".

"بيليفون" : الموظفة دعمت نشاطات تخريبية!

شركة "بيليفون" أبرقت موظفيها بالرسالة التالية توضيحًا لما حصل: كما هو معلوم لكم أنّنا نشغل الاف الموظفين الذين يقدمون الخدمات لملايين الزبائن من كل المجتمع. بيلفون جسم غير سياسي ولا يعبر عن رأيه في الأمور السياسية، كذلك يطلب منكم أيضا التقيد بهذه السياسة، وخاصة أنّه من خلال شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بكم تعرفون أنفسكم على أنكم موظفين في الشركة. للأسف الشديد في الأيام الأخيرة لاحظنا بأنّ إحدى الموظفات أعلنت من خلال صفحة التواصل الاجتماعي عن دعمها لنشاطات تخريبية، التي لا تتلائم مع مجتمعنا، وقد رفضت الموظفة إزالة ما قد نشرته، ولهذا السبب ابلغناها بإنهاء عملها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]