إلى أن يفهم الإسرائيليون أن للفلسطينيين حق في الحياة والوجود والحرية فوق ترابهم الوطني سيستمر الوضع إلى أبد الآبدين...

ليس باستطاعة الإسرائيليين الاستمرار في هذا النهج العنصري، الموضوع ليس أمنا بل احتلال. وإذا انتهى الاحتلال انتهت المقاومة، باستطاعة الإسرائيلي ضرب واعتقال وتنكيل وقتل الفلسطينيين لكنّ كل ذلك لن يثني الفلسطينيين عن الاستمرار في نضالهم العادل من أجل الحرية والكرامة، باستطاعة الإسرائيليين تسمية كل ما يحدث أعمال "شغب وإرهاب" وسيبقى الفلسطيني يناضل من أجل الحياة بحرية وكرامة.

المشكلة في الموضوع وعلينا أن نعترف هو التغطية الإعلامية الإسرائيلية والعالمية. فالحدث الكبير يبدأ ليصبح خبرا عندما يكون هنالك قتلى إسرائيليين ودون ذلك هو ليس خبرا مهما، بل ربما خبرا عاديا في الصفحات الداخلية، لماذا لم نرَ كل هذا الاهتمام الإعلامي الكبير فقط قبل شهرين عندما أُحرقت عائلة دوابشه في دوما . لماذا قامت الدنيا ولم تقعد فقط بمجرد أن القتلى غير فلسطينيين، بلغة الصحافة هذا اسمه ازدواجية معايير وهذا غير مقبول على الفلسطينيين وعلى الرأي العام العالمي حتى ولو بقي الاحتلال متمسكا به ومتخذا إياه دستورا ليبرر فيه استمراره في احتلال وطن الآخر الذي يدعي أنه يريد سلاما معه؟؟!!.

ولنا أكثر من 20 عاما من المفاوضات العقيمة لم يتولد منها سوى زيادة في الظلم والاستيطان وتقطيع أوصال ما كان يجب أن يكون يوما دولة فلسطينية مستقلة تقوم بحسب اتفاقية أوسلو في موعد أقصاه عام 1999؟؟!!

صدق أو لا تصدق!!؟؟

أي نوع مقاومة يقوم به الفلسطيني ليس مقبولا عالميا ولا إسرائيليا حتى لو كان بحجر، الحجر الذي يقاوم الدبابة والمدفع وأحدث الأسلحة في الترسانة الأمريكية، الحجر هو رسالة وأداة فقط لإسماع الصوت الفلسطيني الذي انتظر طويلا من العالم المتحضر الذي يؤمن بالحرية لكل الشعوب ويستثني بها الشعب الفلسطيني، يؤمن بالديمقراطية وحق تقرير المصير والعيش بكرامة لكل الشعوب ويستثني بها الشعب الفلسطيني.

الفلسطيني انتظر طويلا، لذلك اليوم يحاول بأي طريقة إسماع الصوت وله الحق في ذلك.

أعيدوا النظر بكل هذا لأن للفلسطينيين الحق بالعيش بكرامة وحرية في ظل السلام العادل الذي يحفظ الأرواح ويحقن الدماء.

ليس بمفهوم الفلسطيني ولا في قاموسه الكره من أجل الكره والعداء حبا في العداء ولا اقتراف أعمال فدائية أو "إرهابية" كما يدعوها الغير، إنما الهدف حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة دون نقصان واحترام الثوابت الفلسطينيية ليعيش الناس في أمن وسلام حقيقيين.

كل فلسطيني هو مستهدف فقط لأنه فلسطيني حتى الذي يريد أن يقوم بما فرضه الله عليه من واجبات دينية وعلى رأسها الصلاة التي أصبح محروما منها في ظل الاحتلال والاقتلاع والاستيطان الذي لا يحترم البشر ولا يتيح لهم عبادة الله بأمن وسلام.

باستطاعتكم الكذب في الإعلام وقول أن كل فلسطيني قتلتموه كان معه سكينا رغم وجود الكاميرات التي أثبتت أن هذا الكلام غير صحيح، أنتم مستمرون بالرواية وروايتكم هي الصحيحة ولا رواية سواها وإذا قام الفلسطيني بدحضها فهو غير صادق لديه "فنتازيا" وخيال شرقي مريض...افيقوا قبل أن يصبح ذلك متأخرا.

قبل عام وخلال العدوان على غزة كنت أعمل في أحد الأيام في القدس في شارع يافا أتحدث مع إسرائيليين عن وجهة نظرهم حول العدوان، دخلت إلى أحد الحوانيت بالشارع، البائعة الإسرائيلية كانت تتابع الأخبار عبر القناة الثانية العبرية، كانت تشتم الفلسطينيين وتقول ليسوا بشرا وكوليرا، هنا لم أتمالك نفسي وقلت لها "أن احتلالكم لا يحترم البشر ولا الشجر ولا الحجر"، اشتد الأمر بيننا صارت تشتمني، خرجت للخارج وصارت تصرخ ورائي "إرهابية إرهابية" بأعلى صوتها، سُرت بسرعة نحو سيارتي وفي داخلي أقول لو كان هناك شرطي أو جندي عندما سمعها تصرخ باتجاهي "عربية إرهابية" لربما قتلني لا لسبب فقط لكوني عربية معتدى عليها ولأن صرخة "إرهابي" كافية لقتل الفلسطينيين.

ومثل هذا ربما هو الذي حدث مع شهداء الأيام الأخيرة، نموت فقط لأننا عرب ولم نجد أحدا يسعفنا والعالم سوف يكرر رواية القاتل إلا إذا أحسَّنا عرض وشرح روايتنا وبيّنا للعالم أننا نحن المظلومون ونحن المعتدى علينا وليس العكس كما يشاع ويروج في الإعلام المحلي والعالمي.

إلى متى سوف يستمر كل ذلك..

الحل برأيي المتواضع سيكون عندما يحترم الشعب العربي الفلسطيني بالحرية والاستقلال وتنفيذ القرارات الدولية واحترام حق العودة والسيادة فوق تراب الوطن.

كل مرة تبحثون وتلقون القبض على خلية فلسطينية جديدة تقوم بعمل مقاوم لن تنجحوا باعتقال وضرب وإهانة خلية كاملة متكونة من أبناء الشعب الفلسطيني عددها أكثر من 10 مليون موجودين في جميع أنحاء العالم لهم هدف واحد يوحدّهم هو الحرية والاستقلال 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]