ناشد الإئتلاف لمكافحة العنصرية الجمهور العربي واليهودي ضبط النفس وتدارك الموقف، وجاء في بيان خاص وصل إلى موقع "بكرا" على لسان المحامي نضال عثمان: على ضوء تفاقم الاوضاع الامنية وانزلاقها اكثر نحو اعمال اعتداءات جسدية ووقوع ضحايا في كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ان كان قتلى او جرحى، فأن الائتلاف لمناهضة العنصرية العنصرية يناشد الجمهور العربي واليهودي في البلاد عدم الانجرار والانزلاق اكثر الى دائرة الكراهية والعنف، وإنما المبادرة لنشاطات عربية يهودية تمنع تدهور الوضع اكثر وضد المساس بالمشاعر الدينية والاعتداءات المتكررة.

وأضاف بيان الائتلاف: لا شك ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يساهم بشكل كبير بوجود وتفاقم الظواهر العنصرية في البلاد ويغذيها. لذا وجب علينا كناشطين عربا ويهودا عدم الوقوف موقف المتفرج وإنما ان نتحرك بشكل مشترك لوقف شلال الدم والاعتداءات المتبادلة وعلينا التنديد بكل عمل عنف يستهدف مدنيين في كلا الطرفين اليهودي والفلسطيني من دون تأتاة او تلعثم.

ودعى الائتلاف، في البيان،  الشخصيات والقيادات اليهود والعرب في المجالات المختلفة الثقافة والفنون والرياضة وغيرها بالخروج عن صمتهم والتعبير ضد الاجواء العنصرية المشحونة وتعميم نداءات ترفض العنف وخطاب الكراهية السائد وتساهم في امكانيات التوصل الى انهاء الصراع والى حل عادل يتفق عليه الشعبين.

وأستنكر الإئتلاف، في ختام البيان، الممارسات البوليسية لشرطة اسرائيل والتي تمنع المواطنين العرب من ممارسة حقهم بالتعبير عن رأيهم وتعتدي على المتظاهرين بالعنف المفرط.

قيادات المجتمع المدني العربي واليهودي تنضم إلى المناشدة

وانضم العديد من الناشطين ومن قيادات مؤسسات المجتمع المدني، خاصة الاعضاء في الائتلاف لمناهضة العنصرية، عربا ويهودا، الى هذا النداء وأكدوا كل بدوره على اهمية عدم الانجرار وراء اقلية تريد ان تدخل الشعبين اكثر فاكثر الى دائرة الكراهية والعنف.

وعقبت دينا دافيد، من مدينة كرميئيل من قيادة منتدى الجليل للمساواة المدنية وعضو في ائتلاف ومناهضة العنصرية قائلة: في هذه الايام الصعبة ننظر بقلق شدي وخوف لما يحدث في البلاد وقلقين جدا جراء المس بالعلاقات بين الشعبين، وكذلك العنصرية التي ترفع رأسها اكثر. هناك مجموعات عربية يهودية مدنية عديدة تنظمت في البلاد، وكذلك في الجليل، والتي تدعوا بصوت عاقل لعدم التصعيد. هذه المجموعات تقوي الامل وتؤكد على اهمية اسماع اصواتنا الداعية للتعقل ولبناء طريق مشتركة لحياة اخوة تسودها المساواة.

جعفر فرح مدير مركز مساواة وعضو ادارة الائتلاف لمناهضة العنصرية قال بدوره: علينا تحمل مسؤولياتنا لمنع مواصلة اﻻنهيار الحاصل يوميا بقيادة اقلية متهورة تقود المنطقة لحمام دم ﻻ علاقة له باﻻيمان و تستهدف الحياة والحقوق الطبيعية للناس.

اما رون غارلتس ورونق ناطور، المديران المشاركان لجمعية سيكوي العضو في الائتلاف لمناهضة العنصرية عبرا قائلين: موجة العنف المتصاعد في هذه الأيام، هي نتيجة مباشرة لاستمرار الاحتلال والقمع، ولذا فإنه من واجب كل المعنيين بتهدئة الأنفس أن يعملوا من أجل دفع العملية السياسية نحو السلام العادل والشامل القادر على ضمان العيش بكرامة وأمان للشعبين في هذه البلاد.

وأضافا: الفلسطينيون، من مواطني إسرائيل، يجدون أنفسهم في عين العاصفة مرة تلو المرة عند كل تصعيد، وتماثلهم من أبناء شعبهم ومع النضال العادل ضد الاحتلال يعتبر من قبل عناصر اليمين المتطرف في الشارع والحكومة كخيانة لدولتهم وبالتالي تتصاعد حملة التحريض ضدهم. نحن هنا من أجل التأكيد على حق المواطنين العرب بالتظاهر والاحتجاج بكل الوسائل المشروعة.

وقالا: إننا نهيب بالمواطنين العرب بأن يتمسكوا بحقوقهم ويواصلوا النضال من أجلها، دون أن يسمحوا لحملات الترهيب والتحريض بإسكاتهم.

واكدا:  إننا نرى بأن ثمة امتحانا جديا أمام القوى الديمقراطية في المجتمع الإسرائيلي، بعدم السماح بالاستفراد بالجماهير العربية وأن تكون شريكة في النضال من أجل السلام، المساواة والديقراطية. النضال العربي اليهودي الشجاع، المبدئي والمسؤول، هو الرد المطلوب ضد حملات التحريض، الترهيب والتفرقة".

اما ابي دابوش مدير مشاريع في مؤسسة شاتيل فقال معقبًا: هذه فترة صعبة على المنطقة مليئة بالوجع والفقدان. الصراح القومي يشكل الاساس لمهاجمة الناس والاعتداء عليهم وفقط بسبب انتمائهم القومي او لمجموعة ما. الحديث عن عنف عنصري خطر وغير شرعي. اننا نناشد القيادات اليهودية والعربية التحلي بالمسؤولية والعمل على تهدئة الاوضاع بدل التحريض وتأجيج الاجواء. وممنوع ان ننسى مسؤوليتنا اتجاه اطفال المنطقة. لا للانتقام ونعم للأمل وللسلام".

في الختام، قالت الناشطة في مؤسسة مورشتينو لمتحدثي اللغة الروسية والعضو في الائتلاف لمناهضة العنصرية كاتيا كوتشيك:من كل الصور المؤلمة للقتل والحزن في الايام الأخيرة علقت في ذاكرتي بالذات صورة الطفل الفلسطيني ابن الخامسة والذي تلقى رصاصة مطاطية في رجله وأكثر من هذا المشهد فأن ما اثار سخطي هو نشر عن الفرح والاحتفالات من قبل متصفحين يهود على صفحات الانترنت، هناك من قال معلقا "بستاهل" او "مخرب صغير. وأضافت كاتيا: صحيح ان الصراع القومي مستمر منذ اكثر من 100 عامًا ويبدو انه سيرافقنا وان اثاره ستكون ايضا بعد غيابنا عن هذه الحياة. ولكن من غير المسموح لنا ان نتدهور اكثر الى الكراهية العمياء الواحد اتجاه الأخر.

بقي أن نذكر ان الائتلاف لمناهضة لعنصرية يعمل ويساهم في تنظيم نشاطات اعلامية وجماهيرية عربية يهودية في العديد من المواقع لإسماع الصوت الاخر الرافض لأجواء العنصرية والداعي لعدم الانزلاق الى دائرة الكراهية والعنف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]