أكد رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة، في خطابه أمام مظاهرة الآلاف التي جرت بعد ظهر اليوم الثلاثاء في سخنين، أن هذا البحر الجماهيري الهادر هنا، يطلق رسالة وحدوية، بأننا سنتصدى لكل تهديدات نتنياهو ضد جماهيرنا وأطرها السياسية، وفي ذات الوقت سننبذ كل المتواطئين مع المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة، ويسفهّون نضال شعبنا وشباب.

وقال بركة في كلمته، يا شعبي، المجد لكم، السلام عليكم، هكذا تكون الشعوب، تقف كالمارد تتصدى للمعتدي عشتم وعاش شعبنا الفلسطيني.
تحية لهذا الشعب العظيم البطل الذي يقف أعزل في وجه ماكنة الحرب والاحتلال الاسرائيلية، نقف هنا، وننحني امام الشهداء، وندعو للجرحى بالشفاء ونطالب بالحرية للأسرى وللاجئين بالعودة.

معركة شعبنا على القدس، القدس هي تاج فلسطيني، والاقصى والقيامة، هي درة التاج على جبين فلسطين، معركتنا هي ليست على تقاسم مواعيد الصلاة، او على جيل الذين يسمح لهم بالصلاة كما تحاول اسرائيل ان تصور الامر، معركة الشعب الفلسطيني في القدس هي على السيادة الفلسطينية على عاصمة فلسطين.

ان تصفية الاحتلال والسيادة هي التي تضمن حق العبادة وهي التي تضمن كرامة المسجد الاقصى المبارك، وكرامة كنيسة القيامة، وكل المقدسات وهي التي تضمن الوفاء، للمعبود عز وجل، والعابد والمعبد.. نريد الحق ونريد العدالة ولا شيء غير الحق والعدالة..

ننبذ المتطاولين

وقال بركة، نصبح شعبا عندما نخلع عباءة القبيلة، وعندما نتظلل بمظلة الوحدة الوطنية، لذلك نرفض كشعب، تهديد نتنياهو وزبانيته باخراج الحركة الاسلامية الشمالية خارج القانون، نرفض كشعب تهديدات ليبرمان واليمين ضد ايمن عودة واحمد الطيبي وجمال زحالقة، ونرفض كشعب تهديدات نتنياهو بمقاضاة حنين الزعبي، ونرفض كشعب انفلات اليمين على نواب الحركة الإسلامية الجنوبية، والتحريض الارعن على نوابنا وممثلينا في الكنيست.
نصبح شعبا مناضلا، عندما نلفظ الموقف المشبوه والمتواطئ مع السلطة، الذي يحاول من داخلنا تسفيه نضالنا ويتطاول على وطنية شبابنا، ويجب ان لا يقبل احد منا حليفا مشبوها لأنه يعادي منافسه في الصف الوطني. على الجميع أن يقول كلاما واضحا لكل المتطاولين، ولكل المشبوهين الذين يحاولون تسفيه شعبنا.
القيادة يجب ان تحمل همّ الناس وحقوقهم وكرامتهم بشجاعة، وتقود نضالهم وان لا تتخلف وراءهم، وفي الوقت ذاته على القيادة ان تحمي الناس بمسؤولية وان لا تحتمي بالناس، يعني القيادة يجب أن تلتزم بالثوابت وبالشجاعة وبالمسؤولية الوطنية.
نعلن اضرابا: نعم، ننظم مسيرة جبارة: نعم. نخوض نضالا منظما: نعم. لكن المس بالصالح العام وبالممتلكات العامة، واطلاق كلام غير مسؤول يصبّ في طاحونة الاعلام الصهيوني، فهذا ليس فيه من الموقف الوطني بشيء.
نضالنا نضال عادل ولذلك نحتاج الى مساندة والى حلفاء، سواء في اسرائيل او في المنطقة والعالم، فقط الذي لا يثق بعدالة قضيته لا يحتاج الى حلفاء..

معركتنا قاسية وشعبنا لن يُقهر

معركتنا صعبة وقاسية، وغير متكافئة، حتى لو كنا على قلب رجل، واحد فما بالكم وشعبنا يعاني من انقسام لا مبرر له، لذلك نهتف بأعلى الحناجر من سخنين البطلة، سخنين يوم الارض: كفى انقساما.. كفى عارا.
نقول لنتنياهو، التصعيد هو صناعتك، والضغط الذي يولد الانفجار صناعتك، ومن يقود الى الانفجار لا يستطيع ان يعتب على الشظايا. انت وفقط انت تتحمل مسؤولية كل قطرة دم في القدس الشرقية وفي القدس الغربية.
ان من يدعو المواطنين اليهود الى حمل السلاح عندما يخرجون من بيوتهم، يعلن عمليا عن انتهاء مشروع اسرائيل كمؤسسة، وابتداء مشروع الدولة كعصابة..
إننا ندعو من هنا الأمة العربية والعالم الإسلامي سائلين، الى متى تتجاهلون القدس، الى متى تتجاهلون المسجد الأقصى، الى متى تتفرجون على شعب يُذبح، آن الأوان لينطلق صوت كل جهة من العالم العربي.
ورغم كل شيء نحن لها فمن ظهره الى الجدار لا يستطيع ان يتراجع، وكما علمنا التاريخ ان جيشا يمكن ان ينتصر على جيش ولكن اعتى الجيوش لا يستطيع ان ينتصر على اصغر الشعوب وشعبنا الفلسطيني لا يمكن أن يُقهر.
- يا شعبي يا عود الند يا اغلى من روحي عندي، انّا باقون على العهد، خسئ المتطاولون على انتمائنا لوطننا لأننا لا نعيش في هذا الوطن وحسب انما هذا الوطن يعيش فينا ويملأ مساماتنا ويزيّن ملامحنا ونقول كما قلنا من سنين لقباطنة تغريبنا عن وطننا: لقد حسمنا علاقتنا مع هذه الارض، اما عليها واما فيها.. وما بدلوا تبديلا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]