بدت أسواق مدينة نابلس، خاوية من الحافلات والسيارات التي تقل فلسطينيي 48 إلى المدينة الواقعة شمال الضفة الغربية.

وأدت الأحداث الأمنية، التي اندلعت منذ مطلع الشهر الجاري في قطاع غزة، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، إلى تراجع حاد في قوة المستهلكين من فلسطينيي الداخل الشرائية، من أسواق الضفة.

ومنذ الأول من أكتوبر/تشرين أول الجاري، تدور مواجهات في الأراضي الفلسطينية بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة أمنية إسرائيلية.

وينطبق حال التراجع في حركة فلسطينيي الداخل الشرائية، على كافة مدن الضفة الغربية، ما أثر سلباً على تجارة الأسواق ومبيعاتها، وفقا لعدد من أصحاب المحال التجارية.

الأسواق المحلية وعدوى التوترات الأمنية 

ويقول رئيس اتحاد الغرف التجارية الفلسطينية، خليل رزق، إن حركة الأسواق المحلية هي أول ما يصاب بعدوى التوترات الأمنية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.

ويضيف رزق، في تصريحات صحفية، أن “سلوك المستهلك، سواء كان من فلسطينيي الداخل، أو من الضفة الغربية، أو قطاع غزة، يميل إلى التقشف، مع ظهور المواجهات الميدانية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وهذا سلوك طبيعي”.

ويقدّر رزق، حجم التراجع في تسوق فلسطينيي الداخل من أسواق الضفة الغربية، بنسبة 70٪، منذ اندلاع المواجهات والهبّة الشعبية.

ويستهدف فلسطينيو الداخل، أسواق الضفة الغربية لشراء السلع الأساسية، بحكم انخفاض أسعارها مقارنة بأسواق مدن الداخل، عدا عن تنفيذهم سياحة داخلية للمدن الفلسطينية في الضفة، ومرافقها السياحية.

1.5 مليار شيكل

وبحسب المتحدث باسم وزارة الاقتصاد الوطني في حكومة التوافق، عزمي عبد الرحمن، فإن حجم مبيعات الأسواق الفلسطينية في الضفة الغربية، لفلسطينيي الداخل، قُدّرت بنحو 1.5 مليار شيكل (395 مليون دولار أمريكي).

وقال عبد الرحمن، في تصريحات صحفية، إن زيارات فلسطيني الداخل للشراء أو للسياحة، تعد عاملاً رئيسياً لخلق حياة في أسواق الضفة، وتعوض التجار عن التراجع الحاصل في مبيعاتهم.

واعتبر أن صِغَر السوق الفلسطينية، وحجم طلبه السنوي الذي لا يتجاوز 7 مليار دولار أمريكي، يجعله سريع التأثر بأية أحداث سياسية أو اقتصادية، قد تطرأ على الساحة الفلسطينية.

“وإن طال التوتر الأمني الحالي، فإن الأسواق الفلسطينية ستشهد تراجعاً أكبر خاصة من قبل مستهلكي الضفة الغربية، الذين سيجدون أنفسهم أمام خطر عدم انتظام رواتبهم، سواء للقطاعين العام والخاص”؛ بحسب المتحدث باسم وزارة الاقتصاد.

وعادة ما تلجأ إسرائيل إلى حجب أموال “المقاصة” الشهرية، عن الحكومة الفلسطينية، والتي تستخدمها الأخيرة لتوفير فاتورة رواتب الموظفين العموميين.

وإيرادات المقاصة، هي أموال الضرائب والجمارك الفلسطينية، على السلع التي تستوردها من الخارج، أو من إسرائيل، كالوقود والطاقة، والعديد من السلع الأخرى، بحيث تقوم إسرائيل بجبايتها نيابة عن الفلسطينيين بشكل شهري.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]