صُدِم الشاب سامي أبو الروس من سكان قطاع غزة بنشر وسائل إعلام مصرية ومواقع أخرى صورة شخصية له على أنه أحد منفذي الهجمات في العاصمة الفرنسية باريس الليلة قبل الماضية رغم أنه لم يغادر القطاع في حياته.

وأبو الروس الذي يبلغ (20 عاما) من سكان مخيم النصيرات للاجئين هو طالب جامعي يدرس الصحافة والإعلام.

وتفاجأ الشاب بتوافد أعداد من جيرانه وسكان المخيم إلى منزله بعضهم للاستفسار عما نشر في وسائل الإعلام المصرية والبعض الأخر بغرض تقديم التعازي لأهله.

وما أن خرج الشاب أمام هؤلاء حتى أصابتهم الصدمة من رؤيته حيا، كما أنه بدا مندهشا من حديثهم عما نشر عنه بوصفه واحدا مما أشاعوا القتل والخوف في باريس التي لم يشاهدها حتى في أحلامه.

أكاذيب لا تمت للواقع بصلة

وقال أبو الروس في اتصال هاتفي مع وكالة "صفا"، إن كل ما نشر "أكاذيب لا تمت للواقع بصلة".وأضاف بنبرات ساخرة "أنا حي أرزق وفي غزة التي لا يغادرها أحد" بفعل الحصار وإغلاق المعابر.

والصورة المتداولة للشاب أبو الروس التقطت من زملاء له قبل ثلاثة أسابيع خلال تواجدهم في الجامعة، لكنه يجهل كيف انتشرت تحديداً على وسائل الإعلام.

وربما تعامل أبو الروس بكثير من السخرية مع الخبر المنسوب عنه مرفقا صورته فور علمه بذلك.

سرعة النشر 

وما زاد من غضب أبو الروس هو سرعة تورط وسائل إعلام مصرية في نشر صورته دون أي تحقق بهدف واحد هو الترويج أن أحد سكان قطاع غزة من الضالعين في الهجمات المدانة دولياً.

وعرف عن الإعلام المصرية تورطه في نشر أخبار متكررة توصف بالتحريضية ضد قطاع غزة وسكانه في مسعى يعد تبرير المشاركة المصرية في حصار القطاع وإغلاق معبر رفح البري في وجه سكانه أحد أهدافه الرئيسية برأي مراقبون.

وجاء في الخبر الذي نشرته صحيفة "الوطن" المصرية ووسائل إعلام مصرية أخرى أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" نشر على منتديات تابعة للتنظيم صورتين لشخصين، قال إنهما شاركا في الهجمات على فرنسا.

وحسب الصحيفة المصرية لم يذكر تنظيم "داعش" اسم الشخصين المرفقة صورهما ولا جنسياتهما، غير أن عناصر التنظيم روجوا للصورتين بشكل كبير، على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان: "أسود الدولة الإسلامية، منفذي هجمات باريس".

وقتل 128 شخصا وأصيب نحو 300 آخرين في سلسلة هجمات ضربت العاصمة الفرنسية باريس ليلة الجمعة/السبت وأعلن بيان منسوب لتنظيم "داعش" مسئوليتها عنها وسط تنديد دولي واسع النطاق. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]