تستقبلك عند المدخل الرئيسي الخارجي للمنزل الشموع والورود البيضاء التي تشكّل تناقضاً منسجماً مع ألوان الخشب الممتدّ على الحائط فتدخلنا في أجواء من الرومانسية الحالمة لنعبر معها إلى منزل يغتبط بمساحات تناهز الألف متر وليسطّر جمال فن الديكور بخطوط وأقمشة ساحرة.

«من الخشب الجوزي، إلى الرخام حتى الأكسسوارات... مواد ارتكزت عليها الأعمال الهندسية وصولاً إلى التكامل مع تصاميم راقية تدوم العمر كله»... بهذه العبارة استهلت المهندسة ندى كحول الكلام لتبرز أعمال هذا المنزل الفريد في تصميمه.

ولأن المنزل يتميز بواجهات زجاجية كبيرة، ويفضله المالكون دافئاً وحميماً، واجهت المهندسة تحدياً كبيراً في إدخال المواد الخشبية مع الرخام لتحقيق ما يصبو إليه المالكون من دفء منزلي.

الخطوة الأولى كانت نصب أعمدة خشبية كبيرة مخططة بالرخام مع إضاءات جوفية تلتقي مع واجهات زجاجية كبيرة وتحدّ من حضورها، مما عكس جمالاً لافتاً بين الواجهات الزجاجية وتلك الأعمدة الخشبية المخططة والمتزاوجة مع الرخام والإضاءة. كما امتدت على مساحة الأعمال الخشبية لوحات فنية لتغيّب الجدران وتبثّ الدفء في أرجاء المكان.

غطّت الجدران أعمال خشبية داكنة اللون، بينما اتحدت الأرض الرخامية مع لون السقف الفاتح.

وفي هذه المساحة التي تتخلّلها واجهات زجاجية كبيرة، أضفت كحول بهندستها أجواء خاصة بالمنزل، فوزّعت الأثاث قطعاً أنيقة بطراز «نيو كلاسيكي»، متناسقة ومتناغمة مع المساحات.

عند الردهة الرئيسة، تواصلت مساحات الاستقبال بـ«أكواريوم» مائي يبعث الحياة من حوله، إضافة إلى لوحة بمربعات هندسية ملوّنة ومشغولة بالمعدن.

قاعات الاستقبال مساحاتها فسيحة وتتوزع على أربعة صالونات وغرفة طعام بطراز «نيو كلاسيكي» أيضاً، وتكتسي كلها أقمشة راقية من علامة «روبللي» الإيطالية.

يتقدم الصالونات طاقم مؤلف من كنبتين كبيرتين متوازيتين، بألوان البيج والبني. وفي الوسط، تتموضع طاولة خشبية مربعة الشكل تزيّنها أكسسوارات شفافة من الكريستال، كما يطل مقعد جلدي معزز بأزرار مغروسة ليلتقي مع صالون خاص بـ «السيغار» حيث ازدان جدار خشبي بالرخام يداخله اللون الأسود، وحيث التلفزيون معلّق لتظهر أمام الرائي المقاعد الجلدية الدافئة وكنبة كبيرة بألوان زهرية، وأرائك مخططة.
وفي الوسط طاولة دائرية رُسمت ساعة على سطحها، إضافة إلى طاولتين مستديرتين من الخشب عند جانبي الصالون تحملان أكسسوارات ضخمة.

أما المدفأة فتجمع في مكانها ما بين الصالونين بألوان البيج والمخمل الحرير والتركواز. وأمام المدفأة وضعت طاولة مستديرة مزدانة بالورود للترحيب بضيوف المنزل، إذ يشكل موقعها نقطة التقاء وسط الصالونين.

في الصالون الكبير، وُزع طاقم فخم مؤلف من كنبة كبيرة بأربعة مقاعد مزركشة الأقمشة، إضافة إلى كنبتين كبيرتين بلون التركواز، وكنبتين صغيرتين بلون زهري ضارب إلى الليلكي. وهكذا ألّف هذان الصالونان صالوناً كبيراً تمركزت في وسطه طاولتان بسطح بلّوري وبقاعدة من «فيرفورجيه» مع الحجر المنقوش لجعل المساحات أكثر شفافية ورحابةً. والجدير ذكره، أن ركائز الطاولتين عبارة عن قطعتين من الحجر وُضعتا في قالب جمالي، بينما صُمم وجها الطاولتين من الزجاج لإظهارهما.

أمّا غرفة الطعام فتمتدّ إلى جانب الصالون الكبير بطاولة كبيرة تتوزع إلى قسمين وتتيح الحركة المرغوبة أمام المالكين. المكان يضج بالحياة مع كراسٍ كبيرة منجّدة بقماش حريري مخملي مزخرف ومطبّع.
وتشغل الجدران لوحات خشبية تسكنها إنارات خفية، إضافة إلى لوحة كبيرة بين الجدران يمكن تحريكها فينكفئ معها جزء من الجدار نحو المطبخ لتسهيل الخدمة.

يشرف المنزل على حديقة جانبية صغيرة تضم بعض الأشجار القصيرة لتضفي على الداخل أجواء من الحياة الطبيعية.

مشهد زخرفي ارتسم في صالات الاستقبال والطعام بأكسسوارات حديثة تضج بملامح معدنية بالغة الرقة والنعومة، نشهدها موزعة في الزوايا وعلى الطاولات لا تستأذن أحداً بحضورها اللافت!

فوق الرخام، توزع السجاد من النوعين القوقازي والعجمي بقطعه الكبيرة ليرسم لوحات أرضية رائعة التصاميم.
أما غرف النوم فنصل إليها عبر أروقة مميزة، مزدانة بلوحات وخطوط خشبية تؤلف خزانات كبيرة بين السقف والأرض، فيبرز التنسيق التام بين الألوان والجدران والخشب المنجد بالقماش، ويتناغم ورق الجدران مع أغطية الأسرّة وصولاً إلى الستائر.

اتخذت كل غرفة لونها الخاص ضمن طراز عصري أنيق، مريح وعملي. وقد تجنبت المهندسة الخلط بين أكثر من ثلاثة ألوان في الغرفة الواحدة، لتحقق كل غرفة فرادتها وكأن كل لون محجوز لغرفته! فاختير كل من الرمادي والذهبي والزهري والفضي لغرف النوم الأربع، واستُحدث خلف كل سرير جدار خشبي تم تنجيده بقماش إيطالي ليتقدمه السرير دافئاً من موقعه.

وحدها غرفة النوم الرئيسية تم تطريز ظهر سريرها بمربعات كبيرة برزت كأحجار مرصّعة، وشغلت جدرانَها أوراق ذهبية مخططة، ومزركشة بالورود عند جدار ركن للجلوس.

كما زُخرفت الجدران بالخشب ما بين الأرض والسقف، وخصص لها ركن للجلوس حيث كنبة كبيرة يجثم أمامها صندوق قديم يلعب دور طاولة، وقد عُلّقت على الجدار لوحة تحتضن الفن المغربي.

وفُرشت الغرفة بالسجاد العجمي والقوقازي الذي غطّى الباركيه الخشبي. أما سائر غرف النوم فبُسطت فوق أرضها المشغولة بالباركيه قطعٌ عصرية لسجاد حديث.

ستائر رائعة من القماش المخملي السميك تدلّت لتساعد على حجب الإضاءة الخارجية عبر الواجهات الزجاجية الكبيرة التي تلف المنزل بكامله!

تمّ تلبيس الحمامات بالرخام الذي غَيّب عنها زحمة الأكسسوارات لتبدو شفافة في حضورها، فازدان حمام الضيوف بالحجر الأسود (تالانوار) الذي برز راقياً ولماعاً مع تجهيزات المكان من مغسلة وكرسي... أما سائر الحمامات في غرف النوم فاكتسب الخشب فيها جماله إلى جانب الرخام المخطط بتموجات بحرية بألوان الأزرق والبيج والبني مع الأبواب الزجاجية الشفافة التي تبرز حضور الرخام بقوة.



كتابة : نور قطان (بيروت)

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]